الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء: استقالة أديب «خيانة جماعية» من الأحزاب

خبراء: استقالة أديب «خيانة جماعية» من الأحزاب
27 سبتمبر 2020 00:45

شادي صلاح الدين (لندن)

زادت الاستقالة التي تقدم بها رئيس الوزراء اللبناني المعين مؤخراً مصطفى أديب من حالة الفوضى التي يعيشها لبنان، وأكدت عمق الأزمة التي تشهدها بيروت، والتي تقف عائقاً أمام تشكيل حكومة جديدة تخرج البلاد من المسار الطائفي الذي أوصلها إلى مسار الدول الفاشلة.
وذكرت محطة «كيت» التلفزيونية الأمريكية أن استقالة أديب تعني فشله في كسر الجمود السياسي بشأن تشكيل حكومة جديدة، رغم أنه تم اختياره كجزء من مبادرة دبلوماسية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتوسط في حل سياسي في البلاد وتجنب انهيار الدولة في أعقاب انفجار بيروت في الرابع من أغسطس الماضي.
وكانت هذه الحكومة المأمولة مستعدة للإشراف على سلسلة من الإصلاحات التي من شأنها أن تطلق التبرعات الدولية المتعهد بها للبنان، وتمهد الطريق لمؤتمر مساعدات قال ماكرون إنه سيعقد في أواخر أكتوبر، حيث قال إن مبادرته تمثل «الفرصة الأخيرة» للنخبة السياسية لإنقاذ النظام السياسي.
ودخلت النخبة الحاكمة في لبنان في مأزق سياسي منذ أواخر أكتوبر 2019 عندما طالبت انتفاضة شعبية بإسقاط النظام الطائفي لتقاسم السلطة في البلاد.
وعلى مدى الأشهر الـ11 الماضية، فقدت عملة البلاد حوالي 80% من قيمتها، وارتفع معدل الفقر إلى أكثر من 50% وانتشرت الاضطرابات في الشوارع. وبعد انفجار مرفأ بيروت، تبين أن السلطات اللبنانية كانت على علم بالمخزون الضخم من نترات الأمونيوم الذي انفجر على رصيف الميناء، لكنها لم تتحرك لإزالته.
وقالت لينا الخطيب، رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الملكي للشؤون الدولية «تشاتام هاوس» في لندن للشبكة الإخبارية: «لبنان بأمس الحاجة إلى حكومة جديدة لأنه بدونها لن يتمكن من الحصول على المساعدة الاقتصادية الخارجية التي من شأنها أن تنقذ البلاد من حافة الهاوية». وأضافت «يجب أن يكون هذا حافزاً كبيراً للسياسيين اللبنانيين لمحاولة إيجاد حل وسط لتشكيل حكومة جديدة، ومع ذلك فهم يواصلون إعطاء الأولوية لمصالحهم الخاصة قبل المصلحة الوطنية».
وحققت مبادرة ماكرون لإحياء العملية السياسية بعض النجاح في أغسطس، سرعان ما اجتمعت النخبة الحاكمة لتسمية أديب خليفة لرئيس الوزراء حسان دياب، الذي أطيح بحكومته بعد انفجار بيروت، لكن يبدو أن التشكيل توقف بعد أن فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوبات على اثنين من حلفاء «حزب الله» الرئيسيين في وقت سابق من هذا الشهر. 
ومع تنامي الإحباط بسبب تأخر تشكيل الحكومة الجديدة، حثت فرنسا المجتمع الدولي على ممارسة ضغوط قوية وموحدة على لبنان.
وصف مسؤول في مكتب ماكرون استقالة أديب في تصريحات لموقع «يو إس نيوز» بأنها خيانة جماعية من قبل الأحزاب السياسية اللبنانية. 
وقال المسؤول الذي لم يصرح بنشر أسمه: «لا غنى عن وجود حكومة قادرة على تلقي المساعدات الدولية، فرنسا لن تتخلى عن لبنان».
وأعاقت «حركة أمل» و«حزب الله» جهود أديب للتوصل إلى تشكيلة حكومية جديدة، ورفض الحزبان التنازل عن مطلبهما بإبقاء وزارة المالية تحت سيطرتهما، وهو موقف يقول محللون إنه مرتبط بالعقوبات الأمريكية الأخيرة ضد وزير سابق من «حركة أمل»، وكذلك الشركات المرتبطة بـ«حزب الله»، التي أفسدت المجتمع اللبناني.
وتأتي استقالة أديب بعد أيام قليلة من إعلان عون نفسه صراحة للصحفيين أن لبنان سيكون «جحيماً» إذا لم يتم تشكيل حكومة جديدة قريباً.
ومع حالة اللغط والفوضى في البلاد، لايزال اللبنانيون يسعون إلى نهاية للأزمة وإنقاذ البلاد، وسط إصرار «حزب الله» و«أمل» على إعلاء مصالحهما فوق مصلحة لبنان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©