الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السودان يفتح صفحة جديدة اليوم بتوقيع اتفاق السلام

رئيس الوزراء السوداني لدى وصوله إلى جوبا (من المصدر)
3 أكتوبر 2020 00:15

أسماء الحسيني، سمر إبراهيم (جوبا، الخرطوم) 

تحتضن جوبا اليوم مراسم توقيع اتفاق السلام السوداني بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة وسط آمال بأن يفتح الاتفاق صفحة جديدة تنهي الحروب ومعاناة اللاجئين والنازحين وآفاقاً رحبة للتنمية والازدهار.
وقال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك عقب وصوله إلى جوبا، إن توقيع اتفاق السلام يمثل حشداً وتظاهرة إقليمية ودولية تؤسس لفرح كبير يعم السودان وجنوب السودان. 
وأضاف حمدوك أن «استضافة جوبا لمحادثات سلام السودان لها رمزية ذات معاني كبيرة، وأن السودان يطمح لعلاقة استراتيجية مع دولة جنوب السودان لا تحدها حدود، وإلى تحويل الشريط الحدودي بينهما إلى شريط للتنمية والسلام والألفة والعمل المشترك».. وتوقع الحكومة السودانية وقادة الحركات المسلحة اليوم اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه قبل أسابيع، في ميدان الحرية قرب ضريح الزعيم الجنوب سوداني جون قرنق وسط حضور دولي وإقليمي كبير.
وكشفت مصادر سودانية مطلعة لـ «الاتحاد» أنه من المقرر أن توقع دولة الإمارات العربية المتحدة كضامن للاتفاق بجانب كلاً من جنوب السودان وتشاد.
وأشاد مقرر لجنة الوساطة الجنوبية الدكتور ضيو مطوك بجهود دولتي الإمارات وتشاد في دعم مسيرة المفاوضات وصولاً لمرحلة توقيع الاتفاق، مؤكداً أن البلدين سيوقعان كضامنين لتنفيذ الاتفاق، واصفاً يوم التوقيع بـ «التاريخي» لاسيما إنه سيعمل على وقف الحرب الممتدة منذ سنوات. وكشف مقرر لجنة الوساطة الجنوبية عن لقاء بين رئيس وزراء السودان مع رئيس الحركة الشعبية شمال، بقيادة عبدالعزيز الحلو، لبحث سُبل دفع المفاوضات المتعثرة معه، ولقاء بين حمدوك والرئيس سيلفاكير ميارديت لبحث البيان المشترك الذي تم توقيعه بين الحكومة الانتقالية السودانية والحلو مطلع سبتمبر الماضي، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وآثرها على استئناف المفاوضات مستقبلاً.
وأشاد توت قلواك، المستشار الأمني لرئيس دولة جنوب السودان ورئيس فريق الوساطة جنوب السودان، بجهود الحكومة الانتقالية في تحقيق السلام، مؤكداً أن السودان سيتجاوز الظروف الانتقالية الصعبة التي مر بها. 
ووصف أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، توقيع الاتفاق بالخطوة الشجاعة، واعتبرها دليلاً على روح الشراكة التي تحلت بها قيادات الدولة السودانية والحركات المسلحة، وجدد التزام الجامعة العربية بالوقوف مع السودان وأهله في سبيل تنفيذ استحقاقات السلام، وكل ما يصب في دعم الأمن والاستقرار والتنمية. 
وقال مالك عقار، رئيس الحركة الشعبية، إن الاتفاق يدعم استقرار السودان والمنطقة، مشيراً إلى أن الشعب السوداني بحاجة لإصلاح الاقتصاد والأمن، وتواق لتغيير الأوضاع للأفضل عقب توقيع اتفاق السلام. 
ومن جانبه، قال صديق الهندي، رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي «الشرعية الثورية»، لـ «الاتحاد» إن حزبه يبارك الاتفاق، وينتظر وعموم السودانيين صفحة جديدة بتطبيق الاتفاقية، واستكمال عملية السلام مع الحركات المسلحة الأخرى. 
وقال عبد العزيز عشر، القيادي بحركة «العدل والمساواة» لـ«الاتحاد»، إن اتفاق السلام الذي تم بذل مجهود كبير فيه، سعياً لحلول حقيقية ودائمة لمشكلات السودان المزمنة، سيكون فاتحة خير.
وبموجب الاتفاق سيتم دمج عناصر الحركات المسلحة في الجيش النظامي حتى يكون ممثلاً لجميع مكونات الشعب السوداني، كما سيتيح تمثيلاً سياسياً وحقوقاً اقتصادية لأبناء المناطق التي تأثرت بالنزاعات، مثل «دارفور، النيل الأزرق، وجنوب كردفان» فضلاً عن عودة النازحين واللاجئين إلى قراهم الأصلية. 
وبحسب الاتفاق سيُعاد تشكيل وترتيب المشهد السياسي من جديد في الخرطوم، حيث ستحصل الحركات الموقعة على الاتفاق على ثلاثة مقاعد بمجلس السيادة، بالإضافة إلى 5 وزارات بمجلس الوزراء، و25% من مقاعد المجلس التشريعي. ويتضمن الاتفاق قضايا الأمن وقضية الأرض والحواكير والعدالة الانتقالية والتعويضات وجبر الضرر وتنمية قطاع الرعاة وتقسيم الثروة وتقاسم السلطة وقضية النازحين واللاجئين. 
ومن أهم بنوده تمديد الفترة الانتقالية في السودان 39 شهرًا إضافيًا وإنهاء عمليات دمج وتسريح القوات التابعة للحركات المُسلحة وتشكيل قوة مُشتركة لحماية المدنيين في إقليم دارفور وإعطاء الحكم الذاتي لمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان بتقسيم موارد المنطقتين بنسبة 60% للسلطة الفيدرالية و40% للسلطة المحلية.
ويقول المحلل السياسي الإريتري المتخصص في شؤون القرن الأفريقي، سليمان حسين، إن أبرز ما يميز اتفاق السلام الحالي عن الاتفاقيات السابقة أنه في عهد حكومة انتقالية مدنية وصلت إلى السلطة عقب ثورة شعبية أطاحت بنظام الرئيس عمر البشير، ووضعت السلام هدفاً عملت على تحقيقه، وما يعظم من فرص نجاحه أيضاً إن الحكومة الحالية تتمتع بدعم إقليمي وعالمي، بالإضافة إلى أن الحكومة خلال فترة المفاوضات أبدت قدراً كبيراً من الجدية تجاه التعامل مع جذور الأزمة التاريخية، لاسيما التهميش الممنهج على الأصعدة المختلفة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©