الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات: دعم جهود الأمم المتحدة للحل السياسي في ليبيا

قرقاش خلال مشاركته بالاجتماع عبر تقنية الفيديو (من المصدر)
6 أكتوبر 2020 01:07

حسن الورفلي، الاتحاد، وكالات (أبوظبي، بنغازي عواصم) 

جدّدت دولة الإمارات العربية المتحدة دعوتها المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عملية وجادة تدعم جهود الأمم المتحدة للحل السياسي في ليبيا،
داعيةً إلى إخراج المرتزقة ومعالجة دور الجماعات الإرهابية لضمان استدامة الحلول المطروحة، ومحذرةً من هشاشة الوضع الأمني وانعكاسات تأخر الحل على الوضع الإقليمي،
فيما حذرت الدول المشاركة باجتماع متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر برلين حول ليبيا من استمرار إرسال المسلحين والمرتزقة إلى ليبيا.
وأكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أمس، في الاجتماع الوزاري الدولي حول ليبيا ضمن الجهود الدولية لمتابعة مسار برلين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 75 بدعوة من أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة وألمانيا بصفتها الراعي لمؤتمر برلين موقف دولة الإمارات الداعم لمقررات برلين والقرارات الأممية ذات الصلة التي تدعو جميع الأطراف في ليبيا إلى تعزيز وقف إطلاق النار والتصعيد والالتزام بمساعي التسوية السياسية. وجدد موقف دولة الإمارات الداعي إلى حل الصراع في ليبيا ضمن مسار سياسي واضح تقوده الأمم المتحدة وفق مسار برلين وإعلان القاهرة. وشدد معاليه على التفاؤل بالتطورات الأخيرة المشجعة وأهمية استمرار التواصل بين أطراف الصراع مؤكداً على دور الأمم المتحدة وفق مرتكزات حوار مثمر يضع نصب عينيه التسوية السياسية المستدامة، وأشاد في هذا الإطار بنجاح «حوار الغردقة» في مصر والتفاهمات التي توصل إليها. وحذر معاليه من هشاشة الوضع الأمني في ليبيا وانعكاسات تأخر الحل السياسي على الوضع الإقليمي وبشكل خاص على منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط في ضوء استمرار التدخلات الأجنبية والحضور المكثف للمرتزقة على الأرض وأطماع بعض القوى الإقليمية.
كما شدد معاليه على الحاجة إلى تضافر المساعي الدولية لحث جميع الأطراف على مضاعفة جهودها من أجل وقف دائم للأعمال القتالية ودعا إلى ضرورة إخراج المقاتلين المرتزقة ومعالجة دور الجماعات المتطرفة والإرهابية لضمان استدامة الحلول المطروحة، مؤكداً دعم الإمارات المستمر للحل السياسي بما يضمن وحدة الأراضي الليبية واستقرارها.
وفي السياق، قال معالي الوزير في تغريدتين على حسابه الرسمي بموقع تويتر «جدّدت خلال الاجتماع الوزاري حول ليبيا وضمن مسار برلين دعوة دولة الإمارات للمجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عملية وجادة تدعم جهود الأمم المتحدة للحل السياسي في ليبيا». وأضاف «نشهد العديد من المبادرات الإيجابية المساندة للمسار الذي تقوده الأمم المتحدة في ليبيا، وتعمل دولة الإمارات مع المجتمع الدولي على دعم خريطة طريق سياسية بما يضمن وحدة واستقرار ليبيا الشقيقة وعبر حل شامل ومستدام».
وفي السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في كلمته خلال المؤتمر: «لا بد من تنفيذ توصيات مؤتمر برلين مع الالتزام الكامل بحظر السلاح المفروض على ليبيا». وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة وقف الدول الخارجية نقل الأسلحة إلى ليبيا وغيرها من أشكال الدعم العسكري. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة كافة الأطراف الليبية إلى مواصلة العمل من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والمشاركة في الحوار السياسي.
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري على أن أي حل سياسي حقيقي في ليبيا لا بد وأن يستند إلى رؤية وطنية وحصرية للشعب الليبي دون إملاءات أو ضغوط مغرضة من هنا أو هناك، مشيراً إلى أن الفترة الراهنة تمثل فرصة مثالية للتوصل إلى تسوية سياسية تراعي كافة الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة الليبية، وتأخذ في الاعتبار التوزيع العادل للسلطة والثروة وتنهي أية تدخلات خارجية، وتقضي على تواجد الإرهابيين والمرتزقة والقوات الأجنبية على الأراضي الليبية.
وطالب وزير الخارجية المصري بأن تترجم إرادة الدول في إنفاذ توصيات وخلاصات برلين، جميعها دون استثناء، في إجراءات فعلية ملموسة لدفع الأطراف الليبية لاحترام ما التزم به الجميع في برلين وفي مجلس الأمن سواء تعلق ذلك بوقف إطلاق النار أو بحظر استيراد السلاح من جانب، أو بتفكيك الميليشيات ونزع سلاحها ومكافحة التنظيمات الإرهابية من جانب آخر بما يقتضيه ذلك من وقف فوري لجلب الإرهابيين من سورية إلى ليبيا وخروج كافة القوات الأجنبية من ليبيا، على حد قوله.
بدوره، أكد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، مساندة بلاده للأمم المتحدة وألمانيا في الالتزام بمساعدة ليبيا من أجل تحقيق السلام.
أما وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، فقال إن «هناك مؤشرات لدى طرفي النزاع الليبي للانتقال من المنطق العسكري إلى السياسي».
وكان المتحدث باسم الخارجية الألمانية قد أوضح أن هدف المؤتمر هو الدفع لتطبيق قرارات مؤتمر برلين، مضيفا أن هناك إشارات إيجابية يجب البناء عليها، خاصة بعد المحادثات التي استضافتها مونترو السويسرية.
وفي المغرب، دعا وفدا مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين، المشاركان في الجولة الثانية من جلسات الحوار الليبي، الأطراف الدولية المنخرطة في مسار برلين حول ليبيا إلى دعم مسار «بوزنيقة» الذي حقق نتائج إيجابية.
وأكد عضو مجلس النواب الليبي إدريس عمران، في كلمته باسم الوفدين أن جلسات الحوار التي استضافتها المغرب سادها جو إيجابي وروح التفاؤل، مما نتج عنه توحيد الرؤى بخصوص المعايير المتعلقة بالمراكز السيادية السبعة في ليبيا، مؤكداً أن هناك إصراراً على استكمال العمل في موضوع المعايير في أقرب وقت.
وأضاف عمران أن أعضاء المجلسين حاولوا من خلال لجان الحوار المختلفة الاضطلاع بمسؤولياتهم الوطنية والقانونية التي حددها الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي الليبي الموقع بمدينة الصخيرات، لكن استمرار الانقسام السياسي والتدخلات الخارجية السلبية استنزفت الكثير من الوقت والجهد وأضاعت الكثير من الفرص.

«الجامعة»: نجاح التسوية رهن بوقف استقدام المرتزقة
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن فرص النجاح والصمود لتسوية الأزمة الليبية لن تتوافر ما لم تتوقف الانتهاكات المستمرة لحظر السلاح، والاستقدام المتواصل للعتاد العسكري والمرتزقة، وما لم يتم التوصل إلى حل دائم وجذري للتهديد الذي تمثله المجموعات والميليشيات المسلحة. وقال في كلمته أمس، أمام الاجتماع الوزاري حول ليبيا: «إنه بعد مرور نحو 9 أشهر على مؤتمر برلين، تظل ليبيا للأسف تعاني ويلات الاضطراب الأمني والانقسام السياسي والتراجع الاقتصادي والانشقاق المجتمعي»، مشدداً على أن الاجتماع هو خير دليل على التزام أطراف عملية برلين بالاستمرار في الوقوف بجانب ليبيا وشعبها، وبمرافقة الأطراف الليبية على طول الخط للخروج بتسوية وطنية خالصة تعالج الأزمة الليبية بجوانبها العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية المترابطة والمعقدة.
وأشار إلى أن الأشهر القليلة الماضية شهدت جملة من التطورات المهمة التي أسهمت بشكل تراكمي وبنّاء في حلحلة الأزمة في اتجاه الحل الذي ننشده وندعمه، من حيث الالتزام الذي تبديه الأطراف بوقف إطلاق النار، وبالحفاظ على حالة التهدئة القائمة في الميدان وخاصة حول خط سرت/‏‏ الجفرة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©