الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سياسة أردوغان الخارجية سبب تفاقم الصراع الليبي

سياسة أردوغان الخارجية سبب تفاقم الصراع الليبي
7 أكتوبر 2020 01:25

شادي صلاح الدين (لندن)

أصبح المسار العدواني التركي الذي تسير فيه أنقرة منذ سنوات عدة مسار انتقادات لاذعة لكبار الصحفيين والكتاب الغربيين، وخاصة البريطانيين، الذين أجمعوا على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعمق هوة الخلافات الإقليمية عبر تبنية سياسة توسعية تثير النزاعات وتوقد نار الخلافات.
وقال المحرر الدبلوماسي لصحيفة الجارديان البريطانية، باتريك وينتور، إنه من المقرر أن يصادق دبلوماسيون من 15 دولة على خطط لوقف إطلاق النار في ليبيا بشكل دائم، مستدركاً أن قيمة الالتزامات التي تم التعهد بها في الاجتماع الافتراضي تتناقض مع الإشارات التي تؤكد أن تعميق تدخل تركيا في البلاد يمكن أن يعقد جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة والوصول إلى حل للأزمة.
ويجب أن يُنظر إلى الصراع في ليبيا على أنه ليس فقط صراعاً طويل الأمد على السلطة في الدولة نفسها، ولكن أيضاً هو جزء من نزاع جيوسياسي أوسع للسياسة الخارجية التوسعية لتركيا بدءاً من شرق المتوسط إلى أذربيجان، وهي سياسة تزداد يوماً بعد الآخر.
وقبل اجتماع الدبلوماسيين أمس الأول، بدا أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يضاعف التزامه العسكري والسياسي تجاه حكومة الوفاق التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، مما يجعل انسحاب القوات التركية من ليبيا أقل احتمالاً.
ووعد أردوغان في اجتماع وزاري بين حكومة الوفاق الوطني والحكومة التركية في إسطنبول الأحد الماضي بتوسيع الاستثمار في ليبيا.
وينتهك اتفاق التنقيب عن النفط الموقع مع حكومة الوفاق في نوفمبر الماضي حقوق الحفر لليونان وقبرص في شرق البحر المتوسط.
وتستغل تركيا حالة الضعف العسكري والسياسي لحكومة الوفاق، وبالتالي أصبح أردوغان هو الشريك الرئيسي في العلاقة، حيث يمكنه استخدام الاتفاقية مع حكومة الوفاق كوسيلة ضغط في المحادثات مع الاتحاد الأوروبي.
كما أنه يضغط على رئيس الوفاق فايز السراج ليعدل عن استقالته ليواصل استغلاله لتحقيق مآربه، وخاصة أن استقالته أشعلت فتيل معركة على السلطة في غرب البلاد الذي تسيطر عليه حكومة الوفاق.
وانخرطت الميليشيات في حرب مفتوحة في طرابلس، وتم إقالة شخصيات سياسية بارزة فيما وصف بأنه حملة لمكافحة الفساد، لكنها تبدو أيضاً وكأنها صراع مكشوف على السلطة.
وأوضح الكاتب البريطاني أن جميع المؤشرات أكدت أن أردوغان تعمد زيادة مساعداته العسكرية لحكومة فايز السراج، التي تعاني من اقتتال الميليشيات التابعة لها، قبيل انطلاق الجولة الحالية من الجهود الدبلوماسية الرامية لرأب الصدع في ليبيا، وهذا يعرض فرص نجاح هذه المفاوضات للخطر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©