الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عشرات القتلى بقصف على فصائل موالية لأنقرة في إدلب

خلال تشييع بعض قتلى القصف الروسي على معسكر لفصيل موال لأنقرة في إدلب (أ ف ب)
27 أكتوبر 2020 00:05

دمشق (وكالات)

قتل 78 عنصراً على الأقل من فصيل سوري موال لأنقرة أمس، جراء غارات شنتها روسيا على معسكر تدريب في شمال غرب سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تصعيد هو الأعنف منذ سريان وقف لإطلاق النار قبل نحو 8 أشهر.
وتسري في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة منذ السادس من مارس هدنة أعلنتها موسكو، حليفة دمشق، وتركيا الداعمة للفصائل المقاتلة بعد هجوم واسع للجيش السوري.
واستهدفت طائرات روسية، وفق المرصد، مقراً لفصيل «فيلق الشام» المقرب من تركيا في منطقة «جبل الدويلة» شمال غرب إدلب، ما تسبّب بمقتل 78 مقاتلاً على الأقل وإصابة أكثر من 90 آخرين بجروح، فيما لا يزال آخرون عالقين تحت الأنقاض.
وقال المرصد «ما جرى هو التصعيد الأعنف منذ سريان الهدنة مع تسجيل الحصيلة الأكبر على الإطلاق». وأوضح أن الموقع المستهدف عبارة عن مقر كان قد تم تجهيزه حديثاً كمعسكر تدريب، وتم قصفه فيما كان عشرات المقاتلين داخله يخضعون لدورة تدريبية.
وأشار المرصد إلى أن المعسكر يضم أكثر من 180 شخصاً بين مقاتل ومدرب وإداري في صفوف «فيلق الشام»، وكان من المفترض أن يتم تخريج دفعة مقاتلين من المعسكر خلال أيام، بعد إجراء دورة تدريبية لهم من قبل «الفيلق».
وأشار إلى رصد تجدد القصف الجوي على منطقة «خفض التصعيد»، حيث شنت طائرات حربية روسية غارات على أماكن في منطقة «جبل الدويلة» التابعة لمنطقة حارم شمال غربي إدلب، على بعد نحو 9 كيلومترات من الحدود مع لواء اسكندرون. ولفت المرصد إلى أنه تتواجد في المنطقة المستهدفة مخيمات للنازحين، كما توجد مقرات للفصائل وتحديداً لفصيل «فيلق الشام».
ويشكل «فيلق الشام» مكوناً رئيسياً في «الجبهة الوطنية للتحرير»، تجمع للفصائل المعارضة والمقاتلة في إدلب. واندمجت الجبهة قبل عام مع فصائل «درع الفرات» الناشطة في شمال وشمال شرق البلاد تحت مظلة «الجيش الوطني» الذي تدعمه تركيا.
وبدأت فصائل المعارضة استهداف مواقع القوات السورية والروسية بعد الاستهداف الأخير.
وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية: إن «فصائل المعارضة قصفت براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مواقع القوات الحكومية السورية والقوات الروسية في منطقة الدار الكبيرة بريف إدلب الجنوبي، وعلى خطوط التماس وكافة محاور الاشتباك، رداً على قصف الطيران الحربي الروسي لكتيبة الدويلة وقتل العشرات من عناصر فيلق الشام». وأضاف القائد: «جميع اتفاقات الهدنة وخفض التصعيد انتهت بالنسبة لنا، واليوم فقط العمل العسكري من كافة الفصائل الثورية وليس فقط من الجبهة الوطنية للتحرير».
بدوره، أكد الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي مصطفى أن الرد سيكون قاسيا على مقتل وجرح العشرات من عناصر الجبهة. وقال مصطفى، على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، إن «الغارة الجوية استهدفت معسكراً تدريبياً وأسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف المتدربين».
وأعقب وقف إطلاق النار المستمر منذ مارس هجوماً شنه الجيش السوري على مدى ثلاثة أشهر، تسبب بنزوح نحو مليون شخص، عاد منهم نحو 235 ألفاً إلى مناطقهم منذ يناير، غالبيتهم بعد وقف إطلاق النار.
ورغم خروقات متكررة، لا تزال الهدنة صامدة. وتنفذ روسيا بين الحين والآخر، وفق المرصد، غارات تطال ما تعتبره أهدافاً عسكرية، لم تستثن الفصائل المقربة من أنقرة. 
وتسيطر هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة» سابقاً على حوالى نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماة وحلب واللاذقية. وتنشط في المنطقة، التي تؤوي ثلاثة ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين، أيضاً فصائل مقاتلة أقل نفوذاً.
وتعدّ محافظة إدلب من أبرز المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، التي لطالما كررت رغبتها باستعادتها عن طريق المعارك أو التسوية. 
وأبرمت موسكو وأنقرة اتفاقات تهدئة عدة، أعقبت سيطرة الفصائل المقاتلة عليها منذ العام 2015، أبرزها اتفاق سوتشي الموقع في سبتمبر 2018.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©