الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الانتخابات الأميركية: «الكتلة الصامتة».. هل تحدد الرئيس القادم ؟

الانتخابات الأميركية: «الكتلة الصامتة».. هل تحدد الرئيس القادم ؟
31 أكتوبر 2020 00:34

شادي صلاح الدين (لندن)

على بعد أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية الثلاثاء المقبل، ووسط ضبابية حسم النتائج، على الرغم من تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن على الرئيس الجمهوري دونالد ترامب الذي يسعى للفوز بولاية ثانية. تبدو المؤشرات هذا العام مختلفة أولاً لجهة الفرز المرتقب لأوراق الاقتراع المبكر والتصويت بالبريد الذي تجاوز أكثر من 85 مليون ناخب، وثانيا لجهة «المغتربين» الذين لطالما تم وصفهم بـ «الكتلة الغائبة الصامتة»، نظرا لبعدهم عن الفعاليات الانتخابية في الداخل، وتجاهل معظمهم المشاركة في التصويت.

تجاوز الاقتراع المبكر بكثير أرقام انتخابات عام 2016. وكان الدافع وراء هذه الزيادة جزئياً وباء «كورونا المستجد» والتخوف من مراكز الاقتراع المزدحمة يوم الثالث من نوفمبر، فضلاً عن مخاوف بشأن جهود إدارة ترامب لإعاقة خدمة البريد في الفترة التي تسبق التصويت، وذلك وفقاً لتقرير نشرته مجلة «أتلانتيك» الأميركية أشار في الوقت نفسه إلى «المغتربين»، وقال «إن قواعد التصويت المتباينة للولايات المختلفة ليست جديدة على الإطلاق. كان على الأميركيين الذين يعيشون في الخارج التعامل مع تسجيل الناخبين الغائبين والبريد الإلكتروني. ومثل نظرائهم في الولايات المتحدة، يريد هؤلاء ضمان إحصاء أصواتهم». وأضاف التقرير «أنه على الرغم من انتماء هؤلاء إلى مجموعة كانت تاريخياً خارج الانتخابات، إلا أنهم هذه المرة على وشك المشاركة بأرقام قياسية»، مؤكداً أنه إذا حدث ذلك، فلن يقوم الأميركيون في الخارج فقط بالتخلص من سمعتهم ككتلة تصويت صامتة نسبياً، بل إنهم في بعض المنافسات المتقاربة سيقررون من سيحكم البيت الأبيض في نهاية المطاف لا سيما في ولايات مثل ميشيجن وفلوريدا، وقد يكونون عاملاً أساسياً في حسم الانتخابات.
عندما يتعلق الأمر بالانتخابات، فإن الأميركيين في الخارج هم مجموعة يسهل نسيانها. هذه المجموعة المتنوعة من المهاجرين وأفراد الجيش وأولاد الآباء الأميركيين ليسوا غائبين جسدياً فحسب، بل إنهم في معظم الأحيان غائبون عن خطابات المرشحين الانتخابية. وقال مدير برنامج المساعدة على التصويت الفيدرالي ديفيد بيرن، «إن هناك حوالي 5.5 مليون من المغتربين متناثرين حول العالم بينهم ثلاثة ملايين مؤهلون للتصويت، لكن نسبة صغيرة منهم فقط يفعلون ذلك». ويمكن أن يعزى ذلك إلى حقيقة أن التصويت لم يكن دائماً عملية مباشرة للمغتربين، وكان على الأميركيين الذين يسعون إلى الإدلاء بأصواتهم من الخارج ملء نموذج ورقي غير واضح والرجوع إلى 500 صفحة من كتاب التعليمات، الذي يتضمن معلومات قديمة حول مكان إرسال طلبات الاقتراع الغيابي. وعلى الرغم من أن التقدم التكنولوجي وتعديل القوانين جعل التصويت أسهل للأميركيين في الخارج، إلا أن نسبة المشاركة لا تزال منخفضة. فقد صوت 7 % فقط منهم في انتخابات 2016، مقارنة بنسبة 72 % داخل الولايات المتحدة. وصوت 4.7 % فقط في انتخابات التجديد النصفي عام 2018، مقارنة بـ65 % في الولايات المتحدة.
وقال «بيرني» من مؤسسة «صوت من الخارج» وهي مؤسسة توفر خدمات تسجيل الناخبين عبر الإنترنت، إنه تم تنزيل ما يزيد على 648 ألف نموذج طلب اقتراع خارجي من موقعه على الإنترنت اعتباراً من 13 أكتوبر، متجاوزاً بذلك 384 ألف نموذج تم تنزيله قبل تصويت 2016. وتم أيضاً تنزيل ما يقرب من 37 ألف بطاقة اقتراع غيابية فيدرالية، وهي نسخة احتياطية طارئة للذين لا يتلقون بطاقة اقتراع من مسؤولي الانتخابات بالولاية في الوقت المناسب للوفاء بالموعد النهائي للتصويت. ولاحظت المجلة ارتفاعاً في نشاط الناخبين في الخارج، لاسيما المملكة المتحدة، بما في ذلك أولئك الذين لم يصوتوا للجمهوريين من قبل، مشيرة إلى أن هذه الكتلة الصامتة تاريخياً قد تقلب موازين الانتخابات التي يتطلع إليها العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©