الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«بلومبرج»: إفلات أردوغان من العقاب يجب أن يتوقف

«بلومبرج»: إفلات أردوغان من العقاب يجب أن يتوقف
2 نوفمبر 2020 01:10

شادي صلاح الدين (لندن)

أصبحت السياسة الخارجية التركية في عهد رجب طيب أردوغان قائمة على افتعال المشاكل بشكل مستمر والانخراط في مواجهات مع جيرانها والدول المعارضة لسياساتها العدوانية.
وتحولت السياسة الخارجية التركية خلال عقد من الزمان وتحديداً منذ عام 2010 من دولة «صفرية المشاكل» إلى دول تفتعل الأزمات مع الجميع وتتدخل فيما لا يعنيها، حتى أجمع الخبراء والمحللون على أن الدولة أصبحت في عزلة شبه تامة من المجتمع الدولي وتقترب بقوة من مصاف الدول المارقة.
وذكر تقرير عبر وكالة «بلومبرج» الأميركية أن الأزمات والمشاكل التركية تتفاوت مع معظم الدول المجاورة من مشاكل على الحدود البرية أو تتعلق بمياه شرق البحر المتوسط: «اليونان وسوريا وإسرائيل وقبرص والعراق وأرمينيا ومصر»، بل إن الأمر يمتد إلى أبعد من ذلك، فهي في صراع سياسي مع فرنسا والمملكة العربية السعودية.
وفي الوقت الذي لا يبدو أن القوى العالمية تتفق فيه على أي شيء، يبدو أنها توصلت إلى شبه إجماع على أن أردوغان هو مثير جميع هذه المشاكل.
ومن الأمثلة غير المحدودة على الانتقادات التي تواجهها السياسة الخارجية المثيرة للجدل التي ينتهجها الزعيم التركي أردوغان ما صرحت به وزارة الخارجية الأميركية من أنها تأسف لقرار تركيا استئناف المسح الجيولوجي في شرق البحر المتوسط. 
وفي غضون ذلك، ينظر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي وصفه أردوغان بأنه «صديق جيد»، نظرة قاتمة إلى دوره كقائد للنزاع القوقازي، حيث تدعم تركيا أذربيجان ضد أرمينيا، ناهيك عن الانتقادات المستمرة من جانب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي انتفض ضد أردوغان بسبب تدخل تركيا في الحرب الأهلية الليبية، واستفزازه في شرق البحر المتوسط والقوقاز. 
كما أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، تجد نفسها في موقف حرج مع استئناف تنقيبه في مياه تخضع للسيادة اليونانية أو القبرصية. 
وجاءت الإدانة من جهات غير متوقعة مثل الهند، التي لم تكن راضية عن تصريحات أردوغان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن كشمير.
وأوضح تقرير «بلومبرج» أن التفسير الوحيد المنطقي لاتباع أردوغان لسياسة عدوانية خارجية هو أنه «يفعل ما يفعله لأنه يفلت من العقاب»، حيث لم يدفع ثمناً باهظاً لمغامرته حتى الآن، وكانت التكلفة في الدم التركي منخفضة بشكل ملحوظ، لأسباب ليس أقلها أن جزءاً كبيراً من القتال يتم بوساطة مرتزقة أجانب تم تجنيدهم من ساحات القتل في سوريا. وإذا كان هناك أي وجود تركي في خطوط المواجهة الليبية أو القوقازية، فمن المرجح أن يكون في الجو عبر المقاتلات أو الطائرات من دون طيار.
وفيما يتعلق بالاقتصاد التركي، من المرجح أن تكون التكاليف كبيرة، لكن يمكن لأردوغان أن يجادل بأن المكاسب الاقتصادية ستعوض الخسائر.
من خلال التدخل في ليبيا، على سبيل المثال، تأمل أنقرة في إنقاذ صفقات بناء بقيمة 18 مليار دولار، فضلاً عن فتح فرص جديدة للتنقيب عن النفط والغاز، وتم تصميم التدخل في شرق البحر المتوسط ​​للادعاء بوجود حقوق تركية في احتياطيات هائلة من الغاز، بينما يتم تعزيز العلاقات الاقتصادية مع أذربيجان من خلال بيع المعدات العسكرية التركية.
وفي مقابل استفزازات أنقرة المستمرة، يتمتع خصوم تركيا بين القوى الكبرى بنفوذ اقتصادي هائل، لكنهم كانوا مترددين في استخدامه، حيث يتحدث الدبلوماسيون عن «نهج العصا والجزرة» تجاه أنقرة، لكنهم بدأوا يدركون مؤخراً أن مثل هذه السياسة غير ناجحة، لأنهم ببساطة غير مستعدين لاستخدام العصا. 
وعلى الرغم من دعوات ماكرون المتكررة لفرض عقوبات اقتصادية، لم يستجمع الاتحاد الأوروبي الإرادة الجماعية لمتابعة التهديدات بمعاقبة تركيا، بسبب الخوف من قضية اللاجئين.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©