الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإعلام الأميركي: تدخل أردوغان في القوقاز يهدد بتكرار مذابح التسعينيات

الإعلام الأميركي: تدخل أردوغان في القوقاز يهدد بتكرار مذابح التسعينيات
4 نوفمبر 2020 05:33

دينا محمود (لندن)

شنت مصادر إعلامية أميركية هجوماً ضارياً على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خلفية دوره المشبوه في القتال الدائر بين القوات الأذرية والانفصاليين الأرمن، وأكدت أن تدخله السافر في المعارك، يؤجج الصراع في منطقة القوقاز بأسرها، بما يهدد بحدوث مذابح كتلك التي شهدتها تلك المنطقة في تسعينيات القرن الماضي، وأودت في ذلك الوقت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص.
 وأكدت المصادر أن «التدخل الطائش للرئيس التركي المستبد في هذه المواجهات، يمثل مناورة متهورة من جانب نظامه الداعم لحكومة باكو، التي تسعى لاستعادة السيطرة بالقوة على منطقة ناغورني قره باغ».
وشددت المصادر الأميركية على أن مناورة أردوغان في هذا الصدد، تندرج في سياق مطامعه الإقليمية ورغبته في تعزيز صلاته بأذربيجان تلك الدولة الغنية بالنفط، «وهي المطامع التي تتجسد كذلك في دول مثل ليبيا وسوريا ومنطقة شرق البحر المتوسط، بعدما حوّل الرئيس التركي بلاده من دولة كانت في يوم ما حليفاً موثوقاً به لشركائها في حلف شمال الأطلسي، إلى قوة جيوسياسية تم تفكيك النظام الديمقراطي فيها».
 وأعقب ذلك، وفقاً للمصادر، إقدام أردوغان على الزج بتركيا «في سلسلة من النزاعات الدموية خارج حدودها، في ما يبدو استعراضاً للعضلات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومحاولة يائسة لإحياء الدولة العثمانية بعد نحو قرن على تفككها». 
 وقالت المصادر، إن التوجهات العدائية التركية تبدو واضحة في اجتياح نظام أردوغان عسكرياً لمناطق في الشمال السوري المحاذي للحدود مع بلاده، وفي إرساله أسلحة ومرتزقة ومستشارين عسكريين لدعم حكومة فايز السراج المتحالفة مع المتطرفين في ليبيا، واقترابه كذلك من خوض مواجهة فعلية مع اليونان، على خلفية نزاع يتعلق بمناطق التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط.
وفي تقريريْن نشرتهما صحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز»، قالت المصادر الأميركية إنه يتعين على إدارة الرئيس دونالد ترامب «إذا أرادت وقف القتال واستئناف المفاوضات، أن تتدخل لكبح جماح أردوغان ومطامعه في القوقاز، لإرغامه على إنهاء دعمه المباشر لحكومة الرئيس الأذري إلهام علييف».
 ويشمل هذا الدعم تدخل سلاح الجو التركي في المعارك، إلى حد إسقاطه مقاتلة أرمينية الأسبوع الماضي، بجانب إرسال أنقرة مئات من المرتزقة السوريين إلى ساحة القتال، على غرار ما فعلته في ليبيا مطلع العام الجاري.
 وأكدت الصحيفتان أن استمرار التدخلات التركية يهدد بجر قوى إقليمية ودولية أخرى إلى الحرب الحالية التي اندلعت بعد سنوات من الهدوء، والتي تهدد بوقف إمدادات الطاقة إلى الكثير من دول القارة الأوروبية، قبيل حلول فصل الشتاء، الذي تتدنى فيه درجات الحرارة في غالبية هذه البُلدان. 
 وأشارتا إلى أن دعم أردوغان السافر لحكومة باكو، يضع نظامه على طرف نقيض مع روسيا التي تمتلك قاعدة عسكرية في أرمينيا، وسبق أن تعهدت بالدفاع عن هذا البلد في مواجهة أي عدوان، ودعت مراراً إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، والسعي لإيجاد تسوية للأزمة، من خلال منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
 ونددت المصادر الإعلامية الأميركية بتشجيع النظام التركي للحكومة الأذرية على تجاهل مثل هذه الدعوات، ودفعه لها للإصرار على مواصلة القتال، الذي أوقع حتى الآن مئات القتلى والجرحى، وأجبر مئات آخرين على النزوح من ديارهم.
وقالت إن التدخل التركي هذه المرة في الصراع، هو ما يجعل المعارك المستعرة في الوقت الحاضر، تختلف عن أعمال العنف المتفرقة التي اندلعت في ناغورني قره باغ خلال السنوات الماضية، ويهدد كذلك بتحول المواجهات بين القوات الأذرية والانفصاليين الأرمن من «نزاع عرقي ذي صبغة محلية بشكل نسبي، إلى أزمة إقليمية أوسع نطاقاً». 
 ولفتت المصادر الإعلامية الأميركية الانتباه إلى أن نذر القتال الحالي، كانت قد بدت خلال يوليو وأغسطس الماضييْن، حينما أرسلت تركيا قوات ومعدات إلى أذربيجان تحت ستار إجراء مناورات عسكرية مشتركة، لكنها أشارت إلى أن الأوضاع العالمية المضطربة أدت إلى أن يتجاهل المحللون والمراقبون هذه النذر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©