عدد اليوم
واشنطن، لندن (الاتحاد، وكالات)
في ظل أجواء توتر وانقسام غير مسبوقة، صوت الأميركيون لاختيار رئيسهم القادم بين الجمهوري دونالد ترامب الذي يسعى إلى ولاية ثانية والديمقراطي جو بايدن، وسط توقعات أجمعت على صعوبة إعلان النتائج بشكل فوري مع إقفال صناديق الاقتراع عند السادسة مساء بتوقيت الساحل الغربي (السادسة صباحاً بتوقيت الإمارات)، ولاسيما أن الولايات ستتعامل للمرة الأولى (وفق قوانينها)، مع فرز أكثر من 100 مليون صوت تم الإدلاء بها من خلال الاقتراع المبكر وعبر البريد (أكثر من 72 % من إجمالي بطاقات اقتراع 2016)، بسبب عدوى جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» الذي قاربت إصاباته ووفياته نحو 10 ملايين شخص.
ووسط قلق ومخاوف من اضطرابات محتملة عكسها قيام متاجر في واشنطن ونيويورك وكاليفورنيا بإجراءات احترازية للحماية، أكد الاتحاد الأميركي للحريات المدنية العمل على مراقبة الموقف في الولايات المتأرجحة لرصد أي مؤشرات على ترويع الناخبين. ونشر في ولاية جورجيا حوالي 300 محام في نحو 50 نقطة ساخنة محتملة لرصد أي مشاكل. وقالت المديرة التنفيذية للاتحاد في جورجيا أندريا يانج «لا ندري ماذا سيحدث بالتحديد، لكننا نود أن نكون مستعدين قدر الإمكان». كما أرسل قسم الحريات المدنية بوزارة العدل أفراداً من العاملين فيه إلى 18 ولاية خشية أي ترويع أو قمع للناخبين بما في ذلك بعض المقاطعات المتأرجحة وفي المدن التي شهدت اضطرابات أهلية هذا العام.
ورغم تحدث الاستطلاعات الأخيرة عن تقدم بايدن على ترامب بنسبة 50 في المئة مقابل 46 في المئة، إلا أن تشاد وولف كبير مسؤولي الأمن الداخلي في إدارة ترامب حض الناخبين على التحلي بالصبر خلال انتظار نتيجة الانتخابات، وقال: «من المهم الإدراك أن هذه العملية قد تتطلب وقتاً». وذكر أن منظومات الانتخابات تبقى مقاومة رغم محاولات دول أجنبية مثل إيران وروسيا لقرصتنها والحصول على معلومات خاصة بالناخبين. فيما أكد رئيس وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية المكلفة أمن الانتخابات كريس كريبز، ثقته بأن نتائج الانتخابات ستكون في مأمن، ولكنه حذر من محاولة أشخاص عرقلة الانتخابات، أو حدوث أعطال في تكنولوجيا التصويت. وقال: «أطلب من جميع الأميركيين التحلي بالصبر، والتعاطي مع جميع الادعاءات المثيرة وغير المؤكدة بتشكيك».
وكان ترامب أكد أنه لن يعلن الفوز في الانتخابات قبل ظهور النتائج المؤكدة، وقال: «لدي شعور جيد للغاية حيال تحقيق انتصارات كبيرة في ولايات رئيسية مثل فلوريدا وأريزونا ونورث كارولاينا وبنسلفانيا وميشيجن وفي كل مكان»، وندد بما وصفه بـ«الإعلام «المتحيّز» واليسار المتشدد، واعتبر أن التأخر في فرز ملايين الأصوات التي أرسلت عبر البريد بحلول اليوم الأربعاء أمر فظيع وخطير. فيما قال بايدن: «لديّ شعور بفوز ضخم، وإذا ما انتخبت رئيساً سأسعى للسيطرة على كوفيد من اليوم الأول لتسلم مفاتيح البيت الأبيض»، وأضاف: «حان الوقت للنهوض واستعادة الديمقراطية.. أريد أن أعيد للبيت الأبيض كرامته».
ورفضت محكمة فدرالية في تكساس طلباً جمهورياً لإلغاء 127 ألف بطاقة اقتراع أدلى بها الناخبون في مقاطعة هاريس (هيوستن) من دون أن يترجّلوا من سياراتهم. فيما انتقد ترامب حكم المحكمة العليا بشأن مد فترة فرز الأصوات في بنسلفانيا لمدة ثلاثة أيام بعد يوم الانتخابات، معتبراً «أنه قرار خطير للغاية، يسمح بتفشي الغش دون رادع ويقوض أنظمة القوانين بالكامل كما سيثير العنف في الشوارع». ومن المحتمل ألا تعرف نتيجة الانتخابات قبل أيام، خاصة إذا تم قبول الطعون القانونية التي تركز على قبول الأصوات عبر البريد في حالة تقارب نتائج المرشحين.
والفارق بين المرشحين بسيط في عدد كافٍ من الولايات الحاسمة مما قد يتيح للرئيس الجمهوري تجميع 270 صوتاً من أصل 538 للمجمع الانتخابي، وهو العدد اللازم للفوز بالرئاسة في تكرار لما فعله عام 2016 عندما هزم الديمقراطية هيلاري كلينتون على الرغم من خسارته في التصويت الشعبي بنحو ثلاثة ملايين صوت. وتظهر استطلاعات الرأي سباقاً متقارباً في نورث كارولاينا وأريزونا وفلوريدا المتوقع أن تصدر نتائجها سريعاً. ولكن بنسلفانيا وميشيجن وويسكونسن قد تتأخر لأيام في فرز بطاقات الاقتراع.
وحذّرت سلطات إنفاذ القانون في عدد من الولايات من ضغوط لإعلان الفائز في الانتخابات. وقالت المدعية العامة في ولاية ميشيجن دانا نيسل للصحافيين «الولايات لا تصادق على الانتخابات ليلة الانتخابات»، وتابعت: «لسنا بوارد السماح لأيّ كان بسرقة هذه الانتخابات». فيما قال المدّعي العام في نورث كارولاينا جوش ستاين: «لدينا خبرة في تولّي انتخابات متقاربة النتائج.. قد نعرف من الفائز ليل الثلاثاء... وقد لا نعرف». وأضاف أنه «في حال أعلن ترامب فوزه بشكل سابق لأوانه سيكون الأمر مؤسفاً، لكنّ هذا الإعلان سيكون حقّاً غير ذي صلة»!
وقال المدّعي العام في ويسكونسن جوش كول إنّه نظراً لتعذّر البدء بفرز البطاقات الانتخابية المرسلة بواسطة البريد قبل الثلاثاء، قد لا تصدر النتائج قبل غد الخميس. ووصف غرانت وودز المدّعي العام السابق في أريزونا وعضو المجلس الاستشاري لـ«فوتر بروتكشن بروجكت»، الادّعاء المتواصل بإمكان حصول تزوير في الانتخابات بأنه خرافة! وقال: لقد أصبح هذا الأمر النسخة الجمهورية من «بيغ فوت» (المخلوق الخرافي الذي سمع عنه كثر ولكن لم يثبت وجوده أحد). وتابع «الناخبون سيحسمون هذا الأمر، وليس السياسيين. لن يسرق هذه الانتخابات أحد».
