الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لـ«الاتحاد»: وثيقة الأخوة الإنسانية تعبر عن رسائل السلام في الديانات

لقاء وزير الخارجية الفرنسي مع الصحفيين في القاهرة (أكرم الفي)
10 نوفمبر 2020 01:32

أكرم ألفي (القاهرة) 

أكد وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان أن وثيقة الأخوة الإنسانية تظهر بشكل جلي أهمية الحوار بين الديانات، كما تبين التلاقي بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، وتعبير عن رسائل السلام التي تحملها الديانات. 
وقال وزير خارجية فرنسا لـ«الاتحاد»: إن بلاده تثمن وتقدر الإدانات الحازمة من دول عربية وإسلامية لجرائم القتل والإرهاب التي تعرضت لها فرنسا عقب أزمة رسوم «شارلي إبدو» الأخيرة، كما تقدر النداءات التي خرجت من هذه الدول لعودة الهدوء والاستقرار. 
لودريان بدا أكثر هدوءاً وباحثاً عن التوافق والحوار خلال لقاء صحفي مغلق استمر نحو ساعة ضم «الاتحاد» وصحف «الشرق الأوسط» و«الأهرام» و«الشروق» في فندق بجوار مطار القاهرة. 
وجاء اللقاء في ختام زيارته للقاهرة، وبعد دقائق من انتهاء اجتماعه مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف. 
وزير الخارجية الفرنسي بدأ واضحاً في الابتعاد عن التعبيرات المثيرة للجدل مثل «الإرهاب الإسلامي»، مستخدماً «إرهابيون يدعون الانتماء للإسلام»، وأكد أكثر من مرة احترام فرنسا للإسلام وللمسلمين، وبالتوازي هاجم تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، متهماً أنقرة وإيران بشن حملة أكاذيب ضد فرنسا، ولم يتوان في الدفاع عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مشدداً على أنه تم تحريف تصريحاته وإخراجها من سياقها.
وفي بداية اللقاء بدا وزير الخارجية الفرنسي مستعداً لصد هجمات الصحفيين العرب، وحافظ على ابتسامته طوال الجلسة المغلقة، ولم يبد عليه الإنهاك من يوم طويل التقى فيه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ثم وزير الخارجية سامح شكري، وفي ختامه لقاء طويل مع شيخ الأزهر، ولكنه اعتبر أن الاجتماع مع الصحفيين ضرورة لحوار كان خارج صوت الميكروفونات والمؤتمرات التقليدية.
لودريان، الذي يعرف الشرق الأوسط جيداً، بدأ الحديث بالقول: إن فرنسا في لحظة خاصة بسبب تعرضها لهجمات إرهابية من إرهابيين يدعون انتماءهم للإسلام، مضيفاً أن تصريحات ماكرون قد تم تحريفها واستخدامها لأسباب سياسية من قبل تركيا وإيران وباكستان لشن حملة مغلوطة ضد فرنسا. 
وقال إن بلاده تحترم الإسلام، وهو جزء من تاريخ فرنسا وليس لدى فرنسا أي مشكلة مع الإسلام، فهي الدولة التي ترجمت القرآن منذ قرون وتقوم بتعليم نصوصه في مدارسها، مشيراً إلى أن أن تركيا تردد حملة أكاذيب ضد بلاده، وهي الحملة التي وضح تأثيرها على شبكات التواصل الاجتماعي، واستهدفت استغلال مشاعر الأشخاص العاديين الدينية لتحويلها إلى عنف وكراهية ضد فرنسا. 
وشدد وزير الخارجية الفرنسي على أن بلاده في حرب ضد الإرهاب والتطرف، وأنها لن تتهاون في هذه الحرب، وبالتالي فإنها ليست في معركة ضد الإسلام الذي هو دين سلام، بل ضد التطرف الذي ليس من الإسلام في شيء. 
ولكن لودريان لم يتنازل بالطبع عن قواعد السياسة الفرنسية، مشدداً على أن حرية الرأي والتعبير هي من أسس الدولة الفرنسية ولا يمكن التنازل عنها.
وحول سبب الأزمة الأخيرة قال وزير الخارجية الفرنسي: إن الرأي العام الفرنسي كان في حالة صدمة بسبب الحوادث الإرهابية التي استهدفت قيماً رئيسية هي حرية الإعلام والعلم، ممثلا بالمدرس والحرية الدينية والهجوم على أشخاص في كنيسة، هذه الصدمة أفرزت ردود فعل ولكن بحسب قوله فإن الدولة الرسمية لم تخلط بين الإسلام والإرهابيين في أي لحظة. 
وبينما كان يتحدث بدأ البعض من الحضور غاضباً من فكرة أنه لا تنازل عن حرية الرأي والتعبير حتى لو كان الأمر يتعرض للأديان، وهنا تحدث لودريان بصراحة أكثر قائلاً: إن هناك مفهوما لحرية الرأي والتعبير في المنطقة العربية والإسلامية، وفي بعض مناطق العالم مختلفا عن مفهوم حرية الرأي والتعبير الخاص بفرنسا، ولكنه قال إنه جاء للشرق الأوسط للحوار، وليفهم كل طرف الآخر وليعرض وجهة نظر بلاده التي لا تستطيع أن تمنع أو تقيد حرية النشر والتعبير في المستقبل، ولكنها في الوقت نفسه تتفهم رؤية الأزهر والمؤسسات الدينية. 
وزير الخارجية الفرنسي قال للحضور إنه جاء ليؤكد أن بلاده تحترم الإسلام والمسلمين، وليلتقي مع شيخ الأزهر للمرة السادسة منذ 2012 ويبعث برسالة واضحة هي أن بلاده تحارب الإرهاب والتطرف ولا تحارب أي دين. 
وفي نفس الوقت شدد كثيراً على أن تركيا تستغل المشاعر الدينية في معركة سياسية تتمحور حول شرق المتوسط وليبيا.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©