الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جهود باريس للإصلاح في لبنان تصطدم بعراقيل «حزب الله»

جهود باريس للإصلاح في لبنان تصطدم بعراقيل «حزب الله»
12 ديسمبر 2020 02:08

شادي صلاح الدين (لندن)

يعقد اللبنانيون والمهتمون بالشأن اللبناني الكثير من الآمال على الدور الذي تقوم به فرنسا لمساعدة البلاد على تخطي محنتها الحالية، وبشكل خاص مواجهة دور ميليشيات «حزب الله» الإرهابية في عرقلة عمليات الإصلاح، وتشكيل الحكومة الجديدة.
وذكر تقرير على موقع «جلوبال ريسك انسايتس» أنه في حين أن لبنان يعاني بشكل مضاعف من أزمته الاقتصادية ووباء «كوفيد-19»، فإن الضربة القاتلة لانفجار ميناء بيروت زادت من حالة الغموض بشأن قدرة البلاد على التعافي من مشاكلها المتعددة، والتخلص من الدور الذي تقوم به ميليشيات «حزب الله».
ووسط حزم المساعدات الخارجية المتفرقة والمترددة، وقفت فرنسا لتتصدر مشهد إعادة إعمار البلاد.
مع ذلك، يبقى السؤال: «إلى أي مدى ستكون باريس قادرة على إحداث التغييرات التي يحتاجها لبنان بشدة ومواجهة نفوذ حزب الله المتزايد؟ ويسعى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى معالجة القضايا الأساسية التي كانت تجثو على صدر لبنان».
ويتصدر «حزب الله» قائمة الأولويات التي تحتاج إلى اهتمام فرنسا وموازنة درجة نفوذه في البلاد.
ونظراً لسمعة فرنسا القوية والعلاقات التاريخية بين البلدين، اعترف ماكرون باستخدام «رأسماله السياسي» لتبرير المهمة المحفوفة بالمخاطر المتمثلة في إنقاذ الحكومة اللبنانية، والتي وصفت بأنها آخر فرصة موثوقة للقيام بذلك.
ويمثل تدخل باريس الحالي في لبنان خطوة جديدة على رقعة الشطرنج لسياسة فرنسا المتوسطية.
ووصف المنتقدون نهج فرنسا بأنه غير ملائم وضعيف، لكن ماكرون ذكّر شعبه بوجود فرنسا القوي في المنطقة - المتمثل في ضرباتها في سوريا وعملها العسكري الأخير في البحر المتوسط.
ولطالما عانى لبنان أزمات إقليمية وتدخلات من بعض الدول وتمويلها لـ«حزب الله» الإرهابي.
وصرح ماكرون أن فرنسا كانت تتوقع التزاماً موثوقاً به لإجراء إصلاحات، وشدد على وجه التحديد على الحاجة إلى مراجعة موثوقة للقطاع المالي والبنك المركزي.
كما طلب الرئيس خريطة طريق واضحة لتنفيذ الإصلاح، والتخطيط للانتخابات في غضون عام.
لكن تحركات عناصر «حزب الله» تعمل على إفشال جميع هذه الخطوات الفرنسية الجادة، الأمر الذي يشير إليه المراقبون بأنها تحركات تعيق تشكيل الحكومة الجديدة لتنفيذ مصالحها الخاصة.
وصاحبت المساعدة الفرنسية المشروطة مع تهديد بوقف الإنقاذ المالي وفرض عقوبات على النخبة في البلاد، إذا فشلت في تنفيذ مثل هذه الإصلاحات، وحتى الآن ما زال التزام لبنان بالمتطلبات الدولية غير واضح.
وتناقضت زيارة ماكرون الثانية مع زيارته الأولى، حيث وصل بعد أيام قليلة من استقالة أديب لفشله في تشكيل الحكومة.
ويعزو الخبراء فشل خريطة طريق للإصلاحات بسبب غياب عنصرين رئيسيين كان ماكرون قد دافع عنهما منذ فترة طويلة: التخطيط لانتخابات مبكرة، ونزع سلاح «حزب الله».
وأكد التقرير أن مكانة «حزب الله» ودرجة مشاركته في المستقبل تظل غامضة.
واستفاد «حزب الله» بشكل كبير من النظام السياسي القديم، وبالتالي فهو أحد المعارضين الرئيسيين لإصلاحاته.
واقترح الخبراء والنقاد أن هناك حاجة إلى مشاركة فرنسية أقوى لموازنة تسليح وتمويل «حزب الله»، رغم إصرار ماكرون مراراً وتكراراً على ضرورة وقف التصعيد.
وعلى الرغم من تفاؤل ماكرون، يحتاج لبنان إلى تجربة تغييرات جذرية تمكنه من التخلص من نفوذ حزب الله قبل أن يتمكن من إقناع بقية المجتمع الدولي برغبته الصادقة في إعادة الإعمار.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©