الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

وزير الدفاع الأميركي الأسبق ليون بانيتا في حوار مع «الاتحاد»: الإمارات تلعب دوراً قيادياً وإنسانياً جريئاً بالشرق الأوسط

ليون بانيتا
20 ديسمبر 2020 01:06

أحمد عاطف (القاهرة)

أكد وزير الدفاع الأميركي الأسبق، ليون إي بانيتا، أهمية الدور القيادي الجريء الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة في الشرق الأوسط، مثمناً جهودها في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة، والتي توّجت بإبرام معاهدة السلام مع إسرائيل. 
وأوضح بانيتا أن الإمارات، من خلال نظرتها الواقعية للمنطقة، لم تتمكن فقط من تعزيز السلام، وإنما منحت الفلسطينيين فرصة أفضل لإقامة دولتهم المستقلة، مضيفاً: من خلال نموذجها، ألهمت الإمارات الآخرين لفعل الشيء نفسه، وهو ما أعطى احتمالية التوصل إلى تسوية سلمية فرصة أكبر للنجاح.
وكشف بانيتا، الذي شغل أيضاً منصب المدير العام لوكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه»، في حوار خاص لـ«الاتحاد» أن سحب القوات الأميركية من قواعدها في الشرق الأوسط سيشكل مشكلة لأن دورها كان حاسماً في دعم حلفاء أميركا وحماية مصالح الأمن القومي، محذراً من أن سحب القوات من أفغانستان أو العراق دون شروط مسبقة واضحة، تضمن أمن كلا البلدين، خطأ فادح. 
واعتبر أن إقالة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر ومسؤولين أمنيين آخرين مع بقاء أقل من شهرين فقط في إدارته لم يكن أمراً منطقياً، مضيفاً: إن ذلك خلق حالة من عدم اليقين لا داعي لها داخل وزارة الدفاع والجيش في وقت حساس للانتقال بين الإدارات، ويثير تساؤلات حول قرارات اللحظة الأخيرة التي قد يكون لها تأثير سلبي على حلفائنا.

أهمية التحالفات
ولفت إلى أن ترامب شكك في أهمية التحالفات، وسعى إلى سحب القيادة الأميركية من العالم، بينما اعتبر (بانيتا) أن الرئيس المنتخب جو بايدن يؤمن باستعادة القيادة الأميركية القوية للعالم وتقوية التحالفات في أوروبا والخليج وآسيا وفي أجزاء أخرى من العالم.
وأعرب في حواره مع «الاتحاد»، عن اعتقاده بأن الرئيس بايدن سيعيد قيادة أميركا ويقوي تحالفاتها، متوقعاً أن يعمل عن كثب مع الشركاء في الدول العربية مثل الإمارات لبناء شراكة قوية، من شأنها محاربة خصومنا ومشاركة قدراتنا الاستخباراتية والأمنية. 
ودعا إلى فعل كل ما هو ضروري لدفع السلام والازدهار في المنطقة، ولتحقيق ذلك، يجب على الولايات المتحدة الحفاظ على قوتها العسكرية، واستعادة القيادة الدبلوماسية ذات الخبرة.
واعتبر أيضاً أن ترامب أخطأ عندما قرر سحب القوات الأميركية التي كانت تقاتل مع الأكراد ضد تنظيم «داعش» في سوريا، مضيفاً: «لحسن الحظ، ظلت بعض القوات الأميركية تواصل القتال، لكن الضرر كان قد وقع، فالتحالفات مبنية على الثقة وعندما نكسر كلمتنا، فإننا نخسر ثقتنا».
وقال: «إن مفتاح قدرة الولايات المتحدة على التعامل مع عدد من التهديدات الأمنية الخطيرة هو بناء تحالفات قوية يمكن أن توفر حماية أمنية إقليمية ضد خصومنا المشتركين».

الدور الإماراتي
وحول الدور الإماراتي في منطقة الشرق الأوسط، قال وزير الدفاع الأميركي الأسبق: «إن الإمارات قدمت نموذجاً جريئاً في المنطقة من خلال جهودها الرامية إلى تعزيز أمن واستقرار المنطقة، وإبرام معاهدة السلام مع إسرائيل».
ونوّه إلى أنه على مدار السنوات الماضية، لسوء الحظ، أدت الدول الفاشلة في المنطقة إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة، وأصبحت أرضاً خصبة للإرهاب، وأدت إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة. 
وأضاف: «يُحسب للإمارات أنها واحدة من الدول القليلة التي كافحت لتلبية الاحتياجات الإنسانية للعائلات التي نزحت بسبب الحرب، وقدمت جهودها الرامية إلى نزع فتيل التوترات في ليبيا، على سبيل المثال، وتفاعلت إيجابياً مع الجهود الدولية للسيطرة على فيروس كورونا، وقدمت نموذجاً في التعامل مع الجائحة، يجسد ما يتعين القيام به لحماية أرواح الأبرياء».

الاستفزازات التركية
وحول الاستفزازات التركية في شرق البحر المتوسط، وتدخل أنقرة في ليبيا وسوريا والعراق، قال بانيتا: «إنني قلق للغاية بشأن دور تركيا في زعزعة الاستقرار بأنحاء الشرق الأوسط»، مضيفاً: «لسوء الحظ، خلال إدارة ترامب أصبحت العلاقات أكثر توتراً، واستغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الفراغ الذي خلفه غياب القيادة الأميركية». 
وتابع: «أعتقد أن من الأهمية بمكان أن توضح إدارة بايدن أن على تركيا الالتزام بالقانون الدولي والعمل مع أميركا وحلفائها لحماية السلام في المنطقة».
وحول التهديد الإيراني، قال الوزير الأميركي: «إن إيران واصلت تخصيب الوقود النووي»، موضحاً أن الرئيس ترامب فكّر في توجيه ضربة عسكرية لطهران، لكن مستشاري الأمن القومي والعسكريين أوصوه بالإحجام عن ذلك.
وأضاف: «بايدن أوضح أنه من خلال العمل مع الحلفاء في المنطقة، سيسعى إلى إعادة التفاوض على اتفاق شامل، شريطة أن تكون إيران مستعدة للعيش في حدودها، مع وضع قيود على الأنشطة الصاروخية ودعم الإرهاب». 
وحذرّ بانيتا من إقدام طهران على القيام بأي عمل من شأنه إحباط مثل هذه الجهود، خصوصاً بعد مقتل المسؤول النووي محسن فخري زاده.  ودعا بنيتا روسيا إلى التعاون مع الولايات المتحدة وحلفائها لتعزيز السلام في المنطقة.

«الإخوان» الإرهابية 
وأشار إلى أن مصر لطالما لعبت دوراً مهماً في مكافحة الإرهاب والعمل على تعزيز السلام في المنطقة، مؤكداً أنه عندما التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي، دعاه إلى مواصلة الدور الحيوي في السيطرة على خطر الإرهاب، والتعاون مع الإمارات ودول الخليج لتوفير الأمن والاستقرار. 
وأكد على أهمية حفاظ مصر على قوة عسكرية كبيرة للتعامل مع التهديدات، خصوصاً في سيناء والأنشطة العابرة للحدود. ولفت إلى أن الولايات المتحدة لديها قلق منذ فترة طويلة بشأن أنشطة «جماعة الإخوان» الإرهابية.
وقال بانيتا: «أعتقد أن الإرهاب ما يزال يمثل تهديداً حقيقياً في الولايات المتحدة وأوروبا، وبينما اتحد كثير من دول العالم في ملاحقة الإرهابيين ومهاجمة قيادتهم وهزيمتهم في ساحة المعركة، ما يزال الإرهابيون يخططون لمهاجمة الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال». 
وأضاف: «الجماعات المتطرفة مرنة وتواصل التخطيط للهجمات، وعلى الولايات المتحدة أن تواصل العمل مع حلفائها، وفي مقدمتهم الإمارات، لمشاركة المعلومات الاستخباراتية الحيوية، وتنسيق أنشطة مكافحة الإرهاب ومنع الهجمات الشرسة على الضحايا الأبرياء». 

نشاط «القاعدة»
وقال المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية: «بصفتي كنت مديراً لسي آي إيه، فإنني فخور جداً بقيادة العملية التي حققت العدالة لبن لادن»، مضيفاً: «لا أحد يهاجم الولايات المتحدة وينجو». 
وذكر أن صحة القيادي في تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري لم تكن على ما يرام، لكن لا معلومات موثوقة حول وفاته المحتملة، موضحاً أن قيادة «القاعدة» تعرضت لضربة شديدة، لكنها «تواصل التخطيط لمزيد من الهجمات». وتابع: «من الأهمية بمكان أن تواصل أميركا التعاون مع الحلفاء للتأكد من تدمير الإرهاب بجميع أشكاله».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©