الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عقبات تعرقل حسم تشكيلة الحكومة الليبية الجديدة

حفتر خلال لقائه مدير إدارة شؤون الأسرى والمفقودين (من المصدر)
23 فبراير 2021 01:10

حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة) 

يواجه رئيس الحكومة الليبية الجديد عبد الحميد الدبيبة عقبات تعرقل حسم تشكيلته الوزارية بسبب «المحاصصة القبلية» التي يتمسك بها المسؤولون في الأقاليم الثلاثة، وهو ما يدفعه لمحاولة خلق حالة من التوازن في الوزارات السيادية وخاصة الدفاع والداخلية والخارجية.
وأكد مصدر ليبي مقرب من رئيس الحكومة لـ«الاتحاد» أن الدبيبة سيقدم تشكيلته الحكومية خلال ساعات قليلة، مشيراً إلى أن اختياراته للوزراء ترتكز بالأساس على مبدأ المحاصصة الجهوية والقبلية، خشية عرقلة الحكومة التي ستركز بالأساس على الترتيب للانتخابات في ديسمبر المقبل، وتوفير الخدمات الأساسية لليبيين.
وأشار المصدر إلى تعرض الدبيبة لضغوط من مختلف القوى والقبائل الليبية التي تتنافس على عدد من الحقائب الوزارية وخاصة السيادية منها، موضحاً أن الدبيبة سيقوم بإسناد وزارتين سياديتين لإقليمي برقة وفزان.
يأتي ذلك في الوقت الذي يستعد فيه مجلس النواب الليبي لعقد جلسة قانونية مكتملة النصاب في مدينة سرت، وذلك للتصويت على مخرجات ملتقى الحوار السياسي ومنح الثقة لحكومة عبد الحميد الدبيبة، وذلك وسط تحركات يقوم بها النائب الأول لرئيس البرلمان أحميد حومة لإقناع نواب طرابلس للمشاركة في الجلسة بمدينة سرت.
بدوره، أكد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح إصراره على إجراء الانتخابات في موعدها، مبينًا أن الإعلان الدستوري أعطى صلاحية تحديد كيفية انتخاب رئيس الدولة، لافتاً إلى أن توحيد المؤسسات، وتوفير احتياجات المواطنين، وإتمام المصالحة من أهم أولويات الحكومة.
ودعا رئيس البرلمان الليبي الحكومة الليبية المؤقتة للعمل من سرت لتفادي المجموعات المسلحة، مؤكداً أن العاصمة طرابلس غير آمنة بسبب وجود الميليشيات فيها، مشيراً إلى أنه طالب رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، بسرعة إخراج المرتزقة من طرابلس.
وحول إجراء الاتفاقيات ومراجعة الاتفاقيات السابقة، أوضح صالح أن الوقت المناسب لدراسة الاتفاقيات السابقة يكون بوجود سلطة دائمة وموافقة تشريعية، موضحاً أنه سيتم عقد جلسة البرلمان في سرت لمنح الحكومة الثقة بعد تشكيلها.
بدوره، أكد رئيس مؤسسة «سلفيوم للأبحاث والدراسات» جمال شلوف أنه هناك خيار أمام مجلس النواب الليبي وهو توحيد البرلمان، ومنح الثقة للحكومة الجديدة لأنه بخلاف ذلك سينهي على الأقل الاعتراف الدولي به لو منحت الثقة عبر ملتقى الحوار السياسي، معرباً عن أمله في أن يقدم رئيس الحكومة كفاءات حقيقية في تشكيلته الوزارية، وألا يخضع لابتزاز النواب.
وأشار شلوف في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» إلى أن فكرة صراع الأقاليم على الوزارات السيادية مرهونة بشخصيات بعينها تحاول أن تتمترس خلف فكرة صراع الأقاليم لنيل المناصب لذاتها أو للمجموعة الضيقة التي تخدم بعضها ضمن مجموعة الفساد والنهب الممنهج.
وعن التنافس على الوزارات السيادية، أكد أن وزارتي الدفاع والداخلية هما الأكثر أهمية للتيار الوطني بشكل عام لكي يتم عبرهما حل المشكلات الأمنية في ليبيا بتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية واحتكار السلاح عبرهما وحل التشكيلات المسلحة وتنفيذ برامج إعادة الدمج، معرباً عن تخوفه من سيطرة تيار «الإسلام السياسي» أو منظومة الفساد على الوزارتين كونهم يحاولون عرقلة توحيد المؤسسات وحل التشكيلات المسلحة وجمع السلاح.
ولفت الباحث الليبي إلى أن الأسابيع الأولى من تولي السلطة التنفيذية الجديدة لمهامها ستكشف مدى جديتها في الالتزام بموعد الاستحقاق الانتخابي في البلاد أم أنها ستكون مجرد مراوحة أخرى على الكراسي لتحقيق مكاسب شخصية وفئوية ضيقة.
وفي طرابلس، نفى جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي محاولة اغتيال وزير داخلية الوفاق فتحي باشاغا، مؤكداً في بيان له أن موظفيه تعرضوا لحادثة إطلاق نار بالطريق الساحلي في «جنزور» أثناء عودتهم من أعمالهم المكلفين بها.
وأضاف الجهاز أنه تصادف مرور سيارة تابعة للجهاز مع مرور موكب تابع لوزير الداخلية، وفوراً تمت الرماية من حراسات الوزير على السيارة المصفحة التابعة للجهاز «دون وجه حق»، ما أدى إلى مقتل أحد منتسبي الجهاز من مدينة الزاوية وأصيب أحد رفاقه.
وفي سياق أخر، أكد قائد الجيش الليبي خليفة حفتر خلال لقائه مدير إدارة شؤون الشهداء والأسرى والمفقودين وجرحى الحرب أنه لابد من محاسبة المتسببين في عرقلة حل مشاكل الجرحى والشهداء لكونهم أحد أسباب انتصار القوات المسلحة في حربها على الإرهاب.
وبين المكتب الإعلامي للقيادة العامة للجيش أنه جرى خلال اللقاء بحث جل القضايا المتعلقة بالجرحى والشهداء، تمهيداً لحلها بشكل نهائي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©