الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خبراء لـ«الاتحاد»: عودة سوريا إلى «الجامعة» ضرورية وإبعادها بلا فائدة

خبراء لـ«الاتحاد»: عودة سوريا إلى «الجامعة» ضرورية وإبعادها بلا فائدة
11 مارس 2021 00:19

شعبان بلال (القاهرة) 

أكد خبراء ودبلوماسيون لـ«الاتحاد» أهمية دعوة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي إلى بدء مشوار عودة سوريا إلى محيطها الإقليمي والعربي لمصلحة المنطقة، والعمل على تذليل صعوبات «قانون قيصر» من خلال الحوار الواضح مع الولايات المتحدة، وشددوا على الدور العربي في دفع أطراف الأزمة السورية سواء الحكومة أو المعارضة إلى الحوار والتفاوض لبلورة حل سلمي توافقي، والعمل على إنهاء التدخلات التركية والإيرانية.
وكان سموه قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الأول إنه لا يمكن إلا العمل على عودة سوريا إلى محيطها الإقليمي، وبحث الأدوار المهمة التي تعود فيها إلى الجامعة العربية، وهو ما يتطلب جهداً من الجانب السوري وأيضاً من الزملاء في الجامعة العربية. ورأى أن إبقاء «قانون قيصر» كما هو اليوم يجعل التنسيق والعمل المشترك مع سوريا في غاية الصعوبة سواء كدول أو كقطاع خاص، داعياً إلى الحوار بهذا الصدد بشكل واضح مع الأصدقاء في الولايات المتحدة الأميركية.
ورأى السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، أن إبعاد سوريا عن الجامعة العربية لم يحقق أي فائدة للطرفين، مشدداً على أن الإرادة العربية اختُطفت من المسألة السورية وفقدت سوريا المظلة العربية التي كانت من الممكن أن تقف معها في أي حل سياسي. وأشار في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أن الدول العربية ابتعدت عن أي دور في أي حل قادم للأزمة لصالح دول أخرى على الأرض السورية، مؤكداً أنه آن الأوان لإعادة النظر في قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة والقائم منذ نوفمبر 2011، من أجل صون الأمن القومي العربي. 
ولفت العرابي إلى أن عدم التوافق بين الدول العربية حول هذه القضية سيؤثر على فكرة اتخاذ القرار الخاص بإعادة سوريا، مشيراً أيضاً إلى عدم وجود استراتيجية عربية موحدة للتعامل مع الأزمة، وهو ما يستدعي تجاوز هذه الخلافات، معتبراً أن كل الجهود الخاصة بإيجاد حل سياسي تبوء بالفشل لعدم وجود إرادة عربية موحدة، ولافتاً إلى أن الرؤية العربية نحو حل الأزمة مختلفة عن بقية الدول. 
بدوره، أكد السفير علي الحفني مساعد وزير الخارجية المصري السابق أن هناك مساعي تجلت في الفترة الأخيرة بشأن لم شمل وإصلاح البيت العربي، وهو ما ظهر في الاجتماعات الأخيرة لمجلس الجامعة وما اتسمت به من حوار صريح، مؤكداً أن هناك اهتماماً بإصلاح البيت العربي وتهيئته لمواجهة المتغيرات خلال الفترة المقبلة على كافة المستويات. وأضاف لـ«الاتحاد» أن بحث عملية عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة أمر هام للغاية، لكنه ملف شائك ومعقد ويحتاج إلى جهود كبيرة من الدول العربية وكذلك من سوريا نفسها عبر حوار وطني سوري سوري، يظهر بشكل جدي إرادة للحل السلمي. 
ورأى المحلل السياسي السوري، إبراهيم كابان، أن عدم عودة سوريا إلى عضوية الجامعة يشكل فراغاً وفجوة تستغلها القوى الإقليمية الأخرى لإحداث أضرار بالغة الخطورة، ليس فقط على الدولة السورية ولكن على جميع الدول العربية. وتساءل عن مدى تهيئة سوريا إلى العودة خاصة أن الأزمة لم تُحل بعد، موضحاً أن العودة ستكون مفيدة إذا سبقها دور من الدول العربية في إيجاد حوار وطني وتقارب سوري سوري لكي تعود إلى الحضن العربي دون تهميش أي أطراف فاعلة. 
وأضاف أن دخول الجامعة العربية في إيجاد صيغة مشتركة بين المعارضة والحكومة السورية ضروري في هذه الفترة من أجل إحداث تقارب سوري سوري حتى تكون الأوضاع مهيئة للحل. لكن مدير المركز التعليمي لحقوق الإنسان في ألمانيا، علاء الدين آل رشي، قال إن عودة سوريا إلى الجامعة يجب أن تكون مرتبطة بانتفاء السبب الذي جُمدت العضوية بسببه، وهو استخدام العنف الذي ما زال يمارسه النظام، وغياب الحل السياسي الذي يؤمن انتقالاً سلمياً للسلطة.
ورأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق حسين هريدي، في تصريحات لموقع «سكاي نيوز عربية»: أنه يجب التمسك بشدة بالدعوة الإماراتية وكذلك المصرية بشأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وقال: إن الظروف تغيرت، والدول العربية أدركت أن الشعب السوري والأمة العربية دفعوا تكلفة باهظة جراء التدخل الخارجي لاسيما التركي والإيراني في الملف السوري والذي لم يساهم في توفير الحل السياسي.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري أكد أن عودة سوريا إلى الحضن العربي أمر حيوي من أجل صيانة الأمن القومي. وقال هريدي: يجب أن تكون للدول العربية الأولوية في معالجة الأزمة الراهنة، وأن تساهم في دفع أطراف الأزمة سواء كانت الحكومة السورية أو المعارضة للحوار والتفاوض حول سبل الخروج من الأزمة، ونرجو من كافة الدول العربية أن تطوي صفحة العقد الماضي، وتعيد علاقاتها مع سوريا وتساهم في عودتها إلى الجامعة.
ورأى الكاتب والصحافي سرتيب جوهر، المختص في الشؤون السورية في حوار مع «سكاي نيوز عربية» أن الدعوة الإماراتية، ربما تمثل بداية لتبلور مبادرة أوسع عربية ودولية، خاصة أن الإمارات في تحالف وتنسيق كبير، مع كل من مصر والسعودية، في مختلف قضايا المنطقة، وضمنها بطبيعة الحال الأزمة السورية، لافتاً إلى أن الأهم في الدعوة الإماراتية، حث الإدارة الأميركية الجديدة على إعادة النظر بـ«قانون قيصر» الذي أضر بالدرجة الأولى، بالسوريين على اختلاف مناطق توزعهم الجغرافية. وأضاف: أعتقد أن حل القضية السورية، يحتاج مشاركة جميع الأطراف والأطياف، الداخلية والإقليمية، العربية منها خاصة، والدولية، للوصول لحل عادل وشامل، وتوافقي، وإلا سيستمر الاستنزاف حتى إشعار آخر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©