عدد اليوم
أسماء الحسيني (القاهرة- الخرطوم)
أكدت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق أن الخرطوم ترى أن الملء الثاني لسد النهضة، بشكل أحادي، سيشكل تهديداً مباشراً للأمن المائي للسودان، وللسدود السودانية، ويهدد حياة ملايين السودانيين، وأضافت: «موقفنا الثابت في أننا نريد اتفاقاً قانونياً ملزماً بشأن ملء وتشغيل السد، بما يحقق مصالح السودان ومصر وإثيوبيا، ويحد من أضراره، ونطالب إثيوبيا بإبداء حسن النية والانخراط في عملية تفاوضية جادة من أجل التوصل لهذا الاتفاق».
وأوضحت المهدي، في تصريحات لـ«الاتحاد» خلال زيارتها، أمس، إلى جزر القمر، أن الزيارة تأتي في إطار جولة إفريقية لشرح موقف السودان بشأن قضية سد النهضة.
وقالت الوزيرة: إن مصر تدعم مقترحنا في السودان بتطوير آلية التفاوض، التي يرعاها الاتحاد الأفريقي، من خلال تشكيل رباعية دولية تقودها وتسيرها جمهورية الكونغو الديمقراطية بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، وتشمل كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للتوسط في المفاوضات.
وأضافت المهدي: «إن صبرنا في السودان كثيراً على الموقف الإثيوبي، وكنا نبدي طول الوقت حسن النوايا والمرونة والصبر، حدث ذلك لأن الملء الأول للسد نتج عنه أخطار، والملء الثاني سينتج عنه أخطار مضاعفة».
وتابعت: «نحن ملتزمون بالوساطة الأفريقية، لكن نريد أن نغذيها بآخرين كانوا مراقبين، ونريد الآن تحويلهم إلى وسطاء».
وأشارت إلى أنها التقت نظيرها ظهير ذو الكمال وزير خارجية جزر القمر، وبحثت معه مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها في كافة المجالات.
وأوضحت المهدي أن زيارتها لجزر القمر هي ضمن جولة ستزور خلالها عدة دول في شرق أفريقيا، هي رواندا وكينيا وأوغندا والصومال، في غرب أفريقيا نيجيريا والسنغال ومالي، بهدف شرح خطورة الوضع الحالي، لأن ملء سد النهضة بدون اتفاق سيعقد الموقف كثيراً، وسيتم التحرك لاحقاً نحو دول العالم، لشرح قضيتنا ومطالبنا العادلة.
إلى ذلك، رحبت مصادر سودانية في تصريحات لـ«الاتحاد» بلقاء عبدالواحد نور، رئيس حركة تحرير السودان، مع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت في جوبا أمس الأول، وأعربت عن أملها أن يكون في هذا اللقاء خطوة نحو استكمال عملية السلام في السودان.
وكان نور حث رئيس جنوب السودان على تيسير الحوار الوطني بين الأحزاب السودانية لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع في السودان، وصولاً للسلام الشامل. وقال نور الذي وصل إلى جوبا منتصف الأسبوع الماضي عقب لقائه سلفاكير: إن اللقاء ناقش تحقيق السلام الشامل في السودان.
وقال بيان، صادر عن حركة تحرير السودان: إن نور وصل إلى جوبا تلبية لدعوة من سلفاكير، بهدف التباحث والتذاكر حول الطريقة المثلى لتحقيق سلام شامل وعادل ومستدام في السودان، والاستماع إلى رؤية الحركة في تحقيق السلام في السودان.
وشدد البيان على أن الزيارة لا علاقة لها بالتفاوض مع حركة الخرطوم، أو الالتحاق بمنبر جوبا الذي أوضحت الحركة رأيها حوله منذ بدايته. وقدم نور شرحا لمبادرته للحوار السوداني- السوداني داخل الوطن، التي وعدت الحركة بإعلانها للرأي العام والجهات المعنية.
وترى حركة عبدالواحد نور أن المبادرة كفيلة بإخراج البلاد من حالة التوهان وانسداد الأفق السياسي، والتأسيس لمشروع وطني حقيقي يعالج جذور الأزمات التاريخية.
