عدد اليوم
شعبان بلال وعبدالله أبو ضيف (القاهرة)
أعلنت هيئة قناة السويس المصرية، أمس، استئناف حركة الملاحة في كلا الاتجاهين، بعد إعادة تعويم سفينة الحاويات الضخمة التي سدت الممر المائي لقرابة أسبوع، بينما تنتظر أكثر من 400 سفينة عبور الممر الملاحي.
وقال أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس: إنه تم فحص قاع القناة، وإن السفن ستعبر منها، بعد تعويم السفينة «إيفر جيفن»، التي يبلغ طولها 400 متر، أمس. وقال ربيع لقناة النيل التلفزيونية المصرية: إن سفينة الحاويات التي كانت جانحة في القناة سليمة وليس بها أي مشاكل.
كانت السفينة إيفر جيفن قد انحرفت وأغلقت القناة في قطاع جنوبي منها صباح الثلاثاء الماضي إثر رياح قوية ما أدى إلى توقف حركة الشحن في أقصر طريق للشحن البحري بين أوروبا وآسيا.
ووصف مسؤولون وخبراء نجاح جهود قناة السويس في تعويم السفينة في مسارها الطبيعي بأنه «إنجاز في وقت قياسي».
ومن جانبه، أكد الفريق مهاب مميش، مستشار رئيس الجمهورية لمشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية، والرئيس السابق للهيئة العامة لقناة السويس، أن مصر نجحت بسواعد أبنائها في تحريك السفينة البنمية الجانحة خلال عملية استغرقت وقتًا قياسياً، في الوقت الذي قالت شركات الشحن العالمية: إنها قد تستغرق أسابيع كاملة.
وأضاف مميش لـ«الاتحاد»: إن مصر لن يطبق عليها أي غرامات خلال الفترة المقبلة، ومن المقرر أن تتحمل الشركة الخاصة بالسفينة الأمور القانونية كافة، التي سيتم الإعلان عنها خلال الفترة القليلة المقبلة، مشيراً إلى أن الأهم هو عودة قناة السويس للعمل، بشكل كامل، على مدار الساعة.
وحسب الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، فإن السفن العالقة بقناة السويس قُسمت إلى قوافل للعبور من القناة فور وصول السفينة الجانحة إلى منطقة البحيرات وبقائها هناك، موضحاً أن مرشدي «الهيئة» موجودون على متن السفن بالفعل انتظاراً للتحرك.
وأضاف ربيع: إن حركة الملاحة ستستأنف في القناة بالطاقة الكاملة وعلى مدار الـ24 في الاتجاهين، موضحاً أنه سيتم عبور السفن في القناة بأولوية وصولها، مع الأخذ في الاعتبار الأمن والسلامة البحرية.
من جهته، قال وسام حافظ، كبير مرشدي قناة السويس: إن أزمة جنوح السفينة «إيفر جيفن» نبهت المصريين والعالم أجمع إلى أهمية هذا المجرى الملاحي، الذي تسببت أزمة صغيرة داخله في التأثير على حركة الملاحة العالمية وحياة الناس في كل العالم، على عكس ما حاول بعضهم الترويج للتقليل من أهميته.
وأضاف حافظ لـ«الاتحاد» أن هذه الأزمة علمتنا الكثير لمنع تكرارها مرة أخرى.
وأشار كبير مرشدي القناة، إلى أن توقف قناة السويس هو التاسع في تاريخها، لكن الأول من نوعه هذه المرة، حيث كان يصادف الحروب والأزمات والكوارث في كل مرة، ولم يحدث أن توقف بسبب جنوح سفن عملاقة داخله، خصوصاً أن هذه السفينة نفسها مرت أكثر من مرة حسبما أشار رئيس «الهيئة» الفريق أسامة ربيع.
وأظهرت لقطات مصورة بُثت على الهواء مباشرة في محطة تلفزيون محلية السفينة تسير ببطء في وسط القناة محاطة بزوارق القطر بعد ظهر أمس.
وبعد أعمال التكريك والشد تمكن عمال الإنقاذ التابعين لهيئة قناة السويس من إعادة تعويم السفينة، في وقت مبكر أمس، باستخدام قاطرات.
وكشف اللواء ربان نبيل عبدالوهاب، أحد أبطال القوات البحرية أثناء حربي الاستنزاف المصرية وأكتوبر، أنه جرى تكريك نحو 30 ألف متر مكعب من الرمال لإعادة تعويم سفينة الحاويات، التي تزن 224 ألف طن، وأن 11 قاطرة وقاطرتان بحريتان قويتان استُخدمت لسحب السفينة.
وأضاف لـ«الاتحاد»: «جرى قطر السفينة إلى منطقة البحيرات، وإجراء عمليات فحص كاملة لها ومعاينتها، للتأكد من عدم وجود أي شروخ أو مشاكل بها قبل إبحارها لوجهتها النهائية». وأكد عبدالوهاب أن المعلومات الأولية تؤكد سلامة السفينة العملاقة.
وأكدت شركة إيفر جرين، التي تستأجر السفينة إيفر جيفن، أنه تم إعادة تعويم السفينة بنجاح وستوضع في بحيرة تقع بين قسمين من القناة لفحصها للتأكد من صلاحيتها للإبحار. وقالت شركة برنارد شولت شيب مانجمنت «بي إس إم»، التي تتولى الإدارة الفنية لسفينة الحاويات: إنه ليس هناك تقارير عن حدوث تلوث أو أضرار بالشحنة.
البرلمان العربي يشيد بالجهود المصرية
أشاد عادل بن عبدالرحمن العسومي، رئيس البرلمان العربي، بالجهود الكبيرة التي بذلتها جمهورية مصر العربية لإنهاء أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس، والتي أسفرت عن عودة حركة الملاحة الدولية إلى مسارها الطبيعي مرة أخرى بالقناة. وهنأ رئيس البرلمان العربي قيادة وحكومة وشعب مصر بهذا الإنجاز العظيم، مثمناً الاهتمام الكبير الذي حظيت به هذه الأزمة من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، الذي وجه بتسخير كافة الإمكانات لحل الأزمة في أقصر وقت ممكن.
وأكد العسومي، أن إعادة تعويم السفينة بأيادي مصرية وفي هذا الوقت القياسي، رغم كافة التعقيدات الفنية التي أشارت إليها التقارير الدولية والتي توقع بعضها أن تستمر الأزمة لفترة طويلة، يثبت للعالم أجمع كفاءة ومهنية وجدارة الإدارة المصرية في التعامل مع هذا النوع من الأزمات.
وأعرب العسومي عن خالص شكره وعظيم تقديره لكافة السواعد المصرية التي ساهمت في حل هذه الأزمة، التي أعادت تأكيد الأهمية الإستراتيجية الكبرى التي يحظى بها مجرى قناة السويس بالنسبة للاقتصاد العالمي.
