عدد اليوم
شعبان بلال (القاهرة)
كشف مصادر مسؤولة وخبراء في العلوم البحرية عن عدة سيناريوهات ستتخذها قناة السويس خلال الفترة المقبلة، لتجنب حوادث شبيهة بأزمة سفينة الحاويات البنمية العملاقة "إيفر جيفن"، والتي تسبب في إغلاق الممر الملاحي الأهم في العالم لمدة 6 أيام.
وقال مصدر مسؤول في قناة السويس لـ" الاتحاد"، أن السيناريو المؤكد اتخاذه خلال القترة المقبلة هو استيراد معدات من كراكات وقاطرات لها قدرات وكفاءات أعلى من الموجودة في مصر، مشددا على أن ذلك يشمل أيضا خطة تطوير في مجرى القناة.
وأضاف المصدر أنه جاري وضع خطة من قبل هيئة قناة السويس وعرضها على الرئيس السيسي وكذلك رئيس الحكومة لتوفير الاعتمادات اللازمة لهذه الخطة، لتجنب أي حوادث يمكن أن تتعرض لها قناة السويس.
وخلال مؤتمر صحفي اليوم بقناة السويس، وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بسرعة التعاقد على أي معدات أو مستلزمات تحتاجها قناة السويس لتسيير أعمالها بدون عوائق، موجها بتلبية كافة المطالب للهيئة بصورة فورية.
التعاقد على قاطرات عملاقة
ورصد خبراء في علوم البحار 5 سيناريوهات لتجنب تكرار أزمة السفينة الجانحة أو التعامل معه حال وقوعه، أولها ما أكده اللواء ربان نبيل عبد الوهاب، أحد أبطال القوات البحرية أثناء حربي الاستنزاف المصرية وأكتوبر، وهو التعاقد على شراء قاطرات ذات قوة شد أقوى وأكبر، موضحا أن القاطرات المصرية الموجودة أقصاها ذات قوة شد 150 طن، وأن قوة شدها الضعيفة تزيد من حجم القاطرات المشاركة في عمليات التعويم ويتسبب ازدحام حول السفينة العالقة.
وأوضح لـ "الاتحاد"، أن هناك 20 قاطرة شاركت في تعويم السفينة البنمية منها واحدة هولندية شاركت بالفعل وأخرى إيطالية لم تشارك، مؤكدا أن هذا العدد تسبب في زحام حول السفينة الجانحة بسبب انخفاض قوة الشد الخاصة بهذه القاطرات.
تدريب المرشدين
وأضاف الخبير البحري أن السيناريو الثاني هو دراسة ملابسات الحادث لتدريب المرشدين على تجنب التعرض لحادثة مشابهة، عبر الاستفادة من طرق التعامل في تعويم السفينة والتحسب لوقوع حوادث شبيهة وكيفية التعامل معها.
تعميق القناة
لكن السيناريو الثالث الذي قاله عبد الوهاب هو تعميق قناة السويس في الممر الفردي من منطقة السويس حتى البحيرات المرة، وهو يحتاج إلى دراسة وخطة واضحة وسيسهم بصورة كاملة في تجنب هذه الحوادث.
وبعد 6 أيام من العمل المتوصل، نجحت هيئة قناة السويس، أمس، في تعويم السفينة الجانحة واستئناف الملاحة مرة أخرى في المجرى الأهم في العالم.
واتفق المستشار السابق لرئيس هيئة قناة السويس اللواء بحري إيهاب طلعت البنان، حول أن هذه الحادثة ستدفع نحو وجود نظرة أخرى للتعامل مع الحوادث المشابهة، مؤكدا أنه سيتم توفير المعدات والقاطرات اللازمة لدعم الأمان الملاحي في هذا المجرى الهام.
وضع قيود والتعاقد مع شركات متخصصة
وأضاف لـ "الاتحاد" أن هناك سيناريو رابع على الخيارات السابقة وهو دراسة إمكانية وضع قيود على مرور العبارات التي بهذا الحجم في الأجواء غير مناسبة والتقلبات الجوية، مؤكدا أنه من ضمن السيناريوهات أيضا هو التعاقد مع شركات أجنبية متخصصة تكون موجود في مثل هذه الأزمات أيضا خيار مُتاح، وهو السيناريو الخامس.
واختتم البنان حديثه بتأكيده على أن أي خيار سيكون في مصلحة الملاحة سيتم توفيره.
