السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«إرهاب داعش» يقرع جرس الإنذار في الشرق الأوسط وأفريقيا

مدنيون فروا من هجوم «داعش» على بلدة بالما في موزمبيق (رويترز)
2 ابريل 2021 00:11

دينا محمود (لندن)

بعد عامين من الإعلان عن سقوط آخر معاقل تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق، تتصاعد المخاوف من إمكانية استعادته لقوته، وذلك في ضوء تزايد المؤشرات التي تفيد باستئنافه هجماته الدموية، في منطقة الشرق الأوسط، وخارجها كذلك.
فالمناطق السورية التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيم قبل سنوات، تشهد الآن تجدداً لأنشطته الإرهابية، خاصة منطقة البادية بوسط البلاد.
ويتزامن ذلك، مع سعي إرهابيي «داعش» لإنشاء مراكز عمليات في المعاقل الجديدة لهم، مثل مخيم «الهول» للاجئين والنازحين، في محافظة الحسكة بشمال شرقي سوريا.
وأطلقت قوات سوريا الديمقراطية الأحد الماضي حملة يشارك فيها نحو 5 آلاف من عناصرها للقضاء على العناصر الإرهابية في المخيم، الذي يقطنه الآلاف من أفراد أسر مسلحي «داعش».
ورغم أن الحملة أدت حتى الآن، إلى اعتقال ما يزيد على 50 مشتبهاً بهم، وضبط أجهزة كمبيوتر واتصال حديثة بحوزتهم، فإن محللين شككوا في أنها قد لا تكون كافية.
فالمخيم يشهد منذ مطلع العام الجاري جرائم قتل، تبدو كما لو كانت عمليات إعدام ممنهجة، راح ضحيتها أكثر من 40 شخصاً بينهم أطفال ومراهقون.
كما يشتبه في أن لبعض القاطنين في مخيم «الهول»، الذي يُوصف بأنه «قنبلة موقوتة»، اتصالات مع قيادات «داعش» التي ما تزال في حالة فرار.
ووفقاً لتقرير نشره الموقع الإلكتروني لإذاعة «صوت أميركا»، حذر مسؤولون في سوريا والعراق، من أن التنظيم الإرهابي يبحث عن سبل لاستغلال نقاط الضعف، سواء في قوات سورية الديمقراطية أو في القوات الأمنية العراقية، وأن أهدافه قد تتجاوز مجرد استعادة السيطرة على الأراضي التي كانت في حوزته في السابق.
فالمسؤولون والمحللون يحذرون من أن «داعش» ازداد قوة في مناطق يُفترض أنها خاضعة لسيطرة القوات الحكومية السورية، وهو ما عبرت عنه إيفا كاهان الباحثة في معهد دراسات الحروب في العاصمة الأميركية واشنطن بالقول إن التنظيم الإرهابي أصبح يسيطر على عدة مناطق جبلية، تطل على طرق رئيسة، يمكن من خلالها تقييد حركة عبور قوات الجيش السوري.
وأضافت كاهان أن «داعش» بات الآن يرسل أيضاً خلايا كبيرة ومدربة جيداً عبر نهر الفرات، لشن هجمات من شأنها زعزعة الاستقرار، في مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية. ودفعت هذه التطورات، وزراء خارجية دول التحالف المناهض لتنظيم «داعش»، إلى التأكيد عقب اجتماع عقدوه قبل يومين عن بُعد، على أن التهديد الذي يمثله ما يزال قائماً، في ضوء استئنافه لأنشطته في المناطق التي لا توجد فيها قوات للتحالف، وأن من الضروري توفير موارد عسكرية ومدنية كافية لهذه القوات، في كل من سوريا والعراق. وتسلط هذه الدعوة الضوء على الانتقادات الموجهة لمستويات الدعم الحالية لقوات التحالف المناهض لـ«داعش»، باعتبار أنها غير كافية للتعامل مع التصاعد الراهن في هجماته.
كما تتزامن مع بيانات تشير إلى تصاعد هجمات هذا التنظيم الإرهابي، في أفريقيا بنسبة تناهز الثلث خلال عام واحد لا أكثر.
وأبرزت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية تركز الجانب الأكبر من هذه الهجمات في دول الساحل الأفريقي، واستهداف بعضها عناصر تابعة لمنظمات الإغاثة الإنسانية، ما يشكل تصعيداً لإرهاب التنظيمات المتشددة في القارة السمراء.
وشملت اعتداءات «داعش»، بحسب الصحيفة، دولاً مثل تشاد ومالي وموزمبيق، التي سيطر الإرهابيون التابعون للتنظيم على بلدة ساحلية تقع في الشمال الشرقي منها مطلع الأسبوع الجاري.
وتورط هؤلاء المسلحون، على مدار العامين الماضييْن، في مهاجمة قرى مختلفة في موزمبيق، وإحراق منازلها، فضلاً عن انخراطهم في عمليات لقطع رؤوس بعض السكان واختطاف بعضهم الآخر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©