عدد اليوم
أسماء الحسيني، شعبان بلال (القاهرة، الخرطوم)
تبدأ اليوم جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، برعاية رئيس الكونجو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأفريقي، وسط تأكيدات من مصر والسودان وإثيوبيا على ضرورة التوصل لحل للأزمة عبر التفاوض.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية، أمس، حرصها على التوصل لاتفاق قانوني ملزم، بما يراعي مصالح الدول الثلاث.
وقال بيان الخارجية المصرية: إن وزير الخارجية سامح شكري توجه إلى كينشاسا للمشاركة في جولة من المفاوضات حول سد النهضة، بناء على الدعوة التي وجهتها جمهورية الكونجو، وبمشاركة وزراء الخارجية والري لكل من مصر والسودان وإثيوبيا.
وأضاف البيان: إن حرص مصر على تلبية هذه الدعوة جاء انطلاقاً من موقفها الداعي إلى إطلاق عملية تفاوضية جادة وفعالة، تسفر عن التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة على نحو يراعي مصالح الدول الثلاث.
ومن جانبه، أعلن السودان تمسكه بـ«الوساطة الرباعية» في مفاوضات سد النهضة، وقال السفير منصور بولاد المتحدث باسم الخارجية السودانية: إن مشاركة الوفد السوداني في مباحثات كينشاسا يهدف لتحديد منهجية التفاوض ومساراته والاتفاق عليها، لضمان إجراء مفاوضات بناءة تتجاوز الجمود الحالي.
في حين شددت رئيسة إثيوبيا، سهل ورق زودي، على أن بلادها مستعدة جيداً للملء الثاني لسد النهضة، كما اعتبرت أن تنمية النيل الأزرق قضية وجود وسيادة، وأكدت أن إثيوبيا لم تستغل النيل الأزرق اقتصادياً لسنوات عديدة، بسبب القدرات المحدودة والظروف الإقليمية والدولية.
وأضافت رئيسة إثيوبيا «أن بلادها ستشارك في اجتماع اليوم في كينشاسا بحسن نية، وأن الحكومة الإثيوبية لا تأمل في إحراز تقدم في المفاوضات فحسب، بل تشارك أيضاً بحسن نية، آملة أن يؤدي الحوار إلى نتيجة ناجحة».
وقال مراقبون لـ«الاتحاد»: إن مباحثات كينشاسا تعقد وسط ضغوط إقليمية دولية على الأطراف الثلاثة، خشية انزلاق الأوضاع إلى صراع يهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي. وأضافوا أن جهات عديدة تتواصل مع العواصم الثلاث لحل العقد المحيطة بمسار التفاوض حول سد النهضة.
ومن جانبه، قال السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الإفريقية الأسبق إن مشاركة القاهرة في المفاوضات أمر طبيعي، مضيفاً: أن سياسة مصر هي ضرورة تسوية الخلاف عبر المفاوضات.
وعبر الحفني لـ«الاتحاد» عن أمله في أن تسفر هذه الجولة عما تطلع إليه مصر والسودان كدولتي مصب، لأن إثيوبيا أعلنت مراراً أنها ستمضي بالملء الثاني لخزان سد النهضة في موسم تساقط الأمطار في شهر يوليو المقبل، دون الاعتبار لما قد يترتب على ذلك من آثار ضارة لكل من السودان ومصر.
وأضاف: إن هذا النزاع لن يتم تسويته إلا عبر التوصل لاتفاق قانوني ملزم للأطراف الثلاثة، وينظم ملء وتشغيل السد حتى يتم تدارك مشكلات لاحقة، وتجنب أي تصعيد، معرباً عن أمله في أن تشهد هذه الجولة التوصل لهذا الاتفاق.
