الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مصر: الخطوات القادمة بشأن سد النهضة مرهونة بمدى الضرر

سد النهضة محور الخلاف بين مصر والسودان وإثيوبيا (أرشيفية)
16 ابريل 2021 01:07

شعبان بلال (القاهرة)

رجح خبراء ومحللون سياسيون عودة مفاوضات سد النهضة خلال الشهر الجاري في إطار دعوة رئيس الوزراء السوداني، ورعاية الاتحاد الإفريقي والضغوط الدولية للتوصل لاتفاق قبل الملء الثاني لسد النهضة، موضحين أن الخطوة المصرية باللجوء للأمم المتحدة، وكذلك الدعوة السودانية باجتماع رؤساء الوزراء البلدان الثلاثة يأتي في إطار الحلول الدبلوماسية.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن التقييم الفني يشير إلى عدم وقوع ضرر على مصر حال قيام الجانب الإثيوبي بالملء الثاني لسد النهضة، موضحاً أن الخطوات القادمة مرهونة بمدى الضرر الذي يقع على مصر لوجود وفرة في مياه الفيضان، والقدرة على إعادة ملء خزان سد أسوان.
وأوضح شكري خلال اجتماع بالبرلمان المصري أن القاهرة تقدم وتهتم بالضرر المحتمل الكبير الذي قد يقع على السودان في ظل قرب الملء الثاني لخزان سد النهضة بعد 3 أشهر، مؤكداً أن قضية سد النهضة وجودية ومرتبطة بحياة الشعب المصري، ولا تهاون فيها، ولا تعامل معها إلا بكل جدية والتزام.

اقرأ أيضاً.. 3 شروط لنجاح المبادرة السودانية بشأن سد النهضة!

وقبل أيام وجهت مصر خطابات رسمية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجمعية العامة بشأن سد النهضة، بينما دعا رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك نظيريه المصري والإثيوبي لاجتماع قمة ثلاثي خلال 10 أيام لتقييم مفاوضات سد النهضة، في حين عرضت إثيوبيا على دولتي المصب تبادل بيانات الملء والتشغيل لكن القاهرة والخرطوم رفضتا.
وقالت مصادر مصرية مسؤولة، إن القاهرة رحبت بدعوة رئيس وزراء السودان بعقد قمة على مستوى قادة الحكومات لتحريك المفاوضات بطريقة تُحقق مصالح الأطراف الثلاثة في التوصل لاتفاق قانوني ملزم، موضحة أنه من الموقع عقد قمة خلال الأيام المقبلة.
وأشارت المصادر لـ «الاتحاد» إلى قبول مصر أيضاً العودة لطاولة المفاوضات تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، ووجود دولي بشكل يتفق عليه الأطراف الثلاثة، لكن بشرط تحديد إطار زمني للتوصل لاتفاق قبل الملء الثاني لسد النهضة.
واعتبر وزير الموارد المائية والري المصري السابق الدكتور حسام مغازي أن دعوة السودان لعقد قمة على مستوى رؤساء الحكومات فرصة لتحريك المفاوضات واتخاذ قرارات إيجابية ربما عجز خبراء الدول الثلاث خلال المفاوضات عن اتخاذها، موضحة أن هذه الدعوة جيدة قبل التصعيد على المستوى الدولي.
وأشار مغازي لـ «الاتحاد» إلى أن اللقاء المتوقع انعقاده بين رؤساء الدول الثلاث خلال الأيام المقبلة سيكون له مردود إيجابي في المرحلة الحالية، مضيفا أن ذهاب مصر لإرسال خطابات إلى مستوى الدولي لشرح القضية نوع من توضيح المواقف المصرية والسودانية في مقابل الرفض الإثيوبي للوساطة أو تغيير منهجية التفاوض.
ولم تنجح المفاوضات التي رعاها الاتحاد الأفريقي منذ يونيو لاتفاق، بما في ذلك الاجتماعات الوزارية التي عقدت مؤخراً في كينشاسا، والتي فشلت في وضع إطار للتفاوض مقبول لكل الأطراف، حيث رفضت إثيوبيا المقترح السوداني الذي أيدته مصر، بالاستعانة بوساطة دولية رباعية بقيادة الاتحاد الإفريقي.
واتفقت الأستاذة بمركز الدراسات الدبلوماسية بجامعة الخرطوم تماضر الطيب حول أن دعوة السودان هي بداية لمفاوضات موفقة لأنه لا حل سوى المفاوضات، خاصة أن رئيس الوزراء السودان أكد أن 95% من الخلافات تم الفصل فيها وتبقى النقاط القانونية، موضحة أن الخطابات المصرية للمجتمع الدولي ستحفز التحركات نحو الوساطة الدولية التي كان السودان بدأها بمشروع اللجنة الرباعية ورفضتها إثيوبيا.
وأضافت الباحثة السودانية أن اللجوء للأمم المتحدة ومجلس الأمن يصب في صميم العمل الدبلوماسي، لأن القانون الدولي يحبز اللجوء لدبلوماسية المياه ويمنع اللجوء لأي شكل من أشكال من الحروب حول المياه، لافتة إلى أن المفاوضات في إطار الإقليم متعرقلة، وهو ما يدفع نحو التصعيد لمجلس الأمن والأمم المتحدة، متوقعة أن كل طرف سيلجأ لهذه الوسائل، لأن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد نحو الوصول لاتفاق قانوني ملزم بين الدول الثلاث.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©