عدد اليوم
أحمد عاطف (القاهرة)
كشف الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة المصري، عن السيناريوهات المتوقعة والممكنة لتنازل شركات الدواء العالمية عن حقوق الملكية الفكرية الخاصة باللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد. وقال عنان لـ"الاتحاد" إن فكرة التنازل عن الملكية الفكرية لأمصال كورونا مطروحة من فترة من منظمة الصحة العالمية، لافتاً إلى أن ميثاق الأمم المتحدة ينص على أنه في حالات التطورات الوبائية والطوارئ الشديدة تسقط الملكية الفكرية بشكل مباشر، وهو ما حدث من قبل بعض الشركات بشكل تطوعي، وهناك آخرون رفضوا على رأسهم شركة "فايزر". وأوضح عنان أن التنازل حالياً عن الملكية الفكرية لأمصال كورونا أصبح ضرورة ملحة للغاية، خاصة أن الاحتفاظ بالملكية الفكرية وسط عدم عدالة التوزيع للقاحات سيحول الأمور إلى شيء لا تحمد عقباه، خاصة أنه لا بد أن يتم تلقيح20% على الأقل من سكان العالم. وشدد أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة على أنه إما أن ينجو الجميع المنتج والمستهلك وإلا سيتم تأخير التعامل مع الجائحة، موضحاً أنه حتى إذا لم يتم التنازل عن حقوق الملكية الفكرية فلا بد من إيجاد طريقة لنقل تكنولوجيا التصنيع للدول الأخرى بطريقة ميسرة أكثر من الحالية حتى تتمكن تلك الدول من تصنيع اللقاحات. وعلى الرغم من التجاوب الدولية مع مبادرة التنازل عن الملكية الفكرية للقاحات، والموافقة التي أبداها كل من رؤساء أميركا وفرنسا والاتحاد الأوروبي، انضم لهم أيضاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعرب عن دعمه لفكرة إلغاء براءات الاختراع للقاحات كوفيد، وحض حكومته على النظر في إلغائها بالنسبة للقاحات الروسية. إلى ذلك رفضت عدد من الشركات الدولية متعددة الجنسيات المتخصصة في إنتاج اللقاح التفاعل مع المبادرة، موضحة أنه يجب إيجاد طريقة أفضل في شبكات التوزيع، مبررة ذلك بأن اللقاحات التي ستصنع ستسيء من سمعة المنتج الأصلي ولن تكون مناسبة. عنان لفت خلال حديثه لـ"الاتحاد" إلى أن الفيروسات تتحور باستمرار، حسب طبيعتها، لافتاً إلى أن التحور بكورونا لا يغير في خصائصه الرئيسية، موضحاً أن طفرات فيروس كورونا التي تحدث سببها الأساسي عدم وجود لقاحات، وبالتالي الفيروس تغير خصائصه الرئيسية مما يؤدي لضعف تأثير اللقاح وتغييره في المستقبل.
