الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المحاصصة الطائفية تدفع لبنان لصدام مع أوروبا

المحاصصة الطائفية تدفع لبنان لصدام مع أوروبا
17 مايو 2021 01:43

شادي صلاح الدين (لندن)

دخلت الأزمة اللبنانية منعطفاً خطيراً خلال الأسابيع القليلة الماضية، مع تحوّل الموقف الفرنسي من الأزمة، بعدما باتت فرنسا مقتنعة بأن النظام السياسي اللبناني عصي على الإصلاح، وفقدت الأمل بإمكان تنفيذ إصلاحات تجسد درباً إلزامياً للإفراج عن المساعدات، لتقود باريس جبهة أوروبية لا ترفض تقديم المساعدة فقط، بل تلوح أيضاً بتشديد العقوبات على المسؤولين اللبنانيين الذين يعرقلون حل الأزمة.
وأكد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، أن بعض الدول الأوروبية قلقة للغاية بشأن تدهور الوضع في لبنان، معرباً عن أسفه لحقيقة أن الوضع في لبنان لم يتحسن.
وبحسب موقع «أسيوم تيك»، فإن دائرة العمل الخارجي الأوروبي أعدت ورقة بشأن توزيع عمل الدول الأعضاء، بما في ذلك حوافز لتفعيل الشراكة مع لبنان في حال تشكيل حكومة إصلاحية، ولكن الورقة تتضمن أيضاً إمكانية فرض عقوبات على البلاد.
ولطالما تمايزت فرنسا في موقفها من الأزمة في لبنان عن باقي مكونات المجتمع الدولي، وأبدت استعدادها بشكل متواصل لإعانة لبنان على الخروج من ضائقته. 
ولكن الوضع مؤخراً تغير، بشكل جذري، لتقود فرنسا اتجاهاً أوروبياً جديداً عازماً على تغيير نبرته في التعامل مع بيروت إزاء الرفض والعرقلة المستمرة لأي جهود تؤدي إلى الخروج من النفق عبر تشكيل حكومة تحظى باحترام المجتمع الدولي، وتسير بالبلاد في درب غير الذي تفرضه عليه ميليشيات «حزب الله» الإرهابية، التي تلعب دوراً «معطلاً» لحل الأزمة اللبنانية. كما لا يخفى على أحد أن الميليشيات الإرهابية هي المستفيد الأبرز من استمرار الأوضاع في الداخل اللبناني على ما هي عليه، لأن نظام المحاصصة الطائفية يجعل من «الحزب» وأنصاره فوق الدولة، وهو ما يعتبره كثيرون حجر الزاوية فيما يعانيه لبنان.
وأكد تقرير «أسيوم تيك» أن فرنسا تمارس ضغوطاً دولية منذ شهور لتشكيل حكومة مختصين، ولكنها أخفقت في أن تؤتي هذه الجهود ثمارها بسبب الانقسامات السياسية والاختلافات في الحصص. واتهم وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، المسؤولين بقيادة البلاد حتى الموت، قائلاً: «أنا هنا على وجه التحديد لمنع هذا النوع من الانتحار الجماعي الذي ينظمه بعضهم».
وفرضت فرنسا الشهر الماضي قيوداً على دخول الشخصيات اللبنانية الذين حددتهم بأنهم المسؤولون عن فشل تشكيل الحكومة. وألقت باللوم عليهم في الجمود السياسي والفساد. وإضافة إلى ذلك، هدد لودريان بأنه في حالة استمرار الجمود، فقد يكون من الممكن «تشديد أو توسيع هذه الإجراءات» لتشمل مسؤولين آخرين من دون تسميتهم.
وبعد نحو تسعة أشهر من استقالة حكومة حسان دياب بعد انفجار مرفأ بيروت، ورغم ثقل الانهيار الاقتصادي والضغوط الدولية، لم يتمكن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من تشكيل حكومة، بسبب خلاف على الحصص مع «التيار الوطني الحر»، الذي يقوده الرئيس ميشال عون.
وأصبح هناك اقتناعٌ راسخٌ لدى المجتمع الدولي بأن الانقسامات والمحاصصة السياسية هي العائق الذي يؤخر ويعرقل تشكيل الحكومة، ويدفع بالبلاد نحو الهاوية والصدام مع أوروبا، فيما تقف السلطة السياسية في رأس الهرم مروراً بكل مؤسساتها في موقع المتفرج.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©