الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الرئاسي الليبي» يحذر من صراعات بسبب الاستعراضات العسكرية

وزيرة الخارجية الليبية خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المفوض الأوروبي لشؤون الجوار ووزيري الخارجية المالطي والإيطالي (أ ف ب)
29 مايو 2021 02:10

حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)

جدد المجلس الرئاسي الليبي، القائد الأعلى للجيش، أمس، تأكيده بضرورة تجنب القيام بأية تصرفات أحادية ذات طابع عسكري من أي طرف، بما في ذلك إجراء المناورات والتحركات الميدانية والاستعراضات العسكرية، محذراً من تسببها في نشوء أسباب جديدة للصراع، بحسب بيان لعضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي.
وأكد اللافي في بيانه أن قيام أي طرف من الأطراف بتصرفات أحادية سيعطي المبرر للأطراف الأخرى للقيام بتصرفات مشابهة ستؤدي إلى عرقلة العملية السياسية، وستخلق عوائق كثيرة في سبيل توحيد المؤسسة العسكرية، وتهدد السلم الأهلي، وتظهر المؤسسة العسكرية وكأنها قائمة على الانقسام.
يأتي ذلك فيما وجه القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، دعوة إلى كل من رئيس المجلس الرئاسي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، ورئيس وأعضاء مجلس النواب، لحضور عرض عسكري، اليوم السبت، بمناسبة الاحتفال بالذكرى السابعة لثورة الكرامة التي قادها ضد الجماعات الإرهابية في البلاد.
وناشد عضو المجلس الرئاسي الليبي الجميع بالتوقف الفوري عن كل ما من شأنه المساس بمسار المصالحة الوطنية عبر اتخاذ خطوات أحادية غير محسوبة، داعياً الدول التي ترعى الاتفاق السياسي، وبعثة الأمم المتحدة للدعم إلى أن تضطلع بدور نشط وفعال لتفادي أية تطورات تهدد ما تم إنجازه.
وأشار اللافي إلى بيان المجلس الرئاسي بخصوص حظر جميع اللقاءات والإدلاء بتصريحات أمام وسائل الإعلام من قبل العسكريين دون إذن مسبق من القائد الأعلى بهدف خفض التوتر ومنع كل ما من شأنه المساس بحالة السلم في البلاد وتعزيز الثقة بين كل الأطراف وصولاً إلى التوحيد الفعلي للمؤسسة العسكرية.
يأتي ذلك فيما اتهم الجيش الليبي أطرافاً بعرقلة مسار المصالحة وتعطيل الانتقال السلمي، نافياً في الوقت نفسه وقوع هجوم بمنطقة الجفرة وسط البلاد.
وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري في بيان له أمس، إن الهدف الرئيسي الذي يسعى الليبيون لتحقيقه في المستقبل القريب هو إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، متهماً أطرافاً لم يسمها تريد استمرار الفوضى الأمنية والهيمنة على مصادر مراكز القرار ومقدرات الشعب الليبي ونشر الإرهاب والجريمة.
وأكد اللواء المسماري أن من وصفهم بـ«الخونة» لا يطلقون النار بالسلاح فقط، بل يشعلون نار الفتنة بالكلمة والتضليل الإعلامي ونشر خطاب الكراهية، مشيراً لرصد عشرات المنشورات الكاذبة والاستفزازية والأخبار المزيفة بشكل يومي عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى القنوات المرئية، بهدف زرع الخوف وعدم الثقة لتشويه سمعة الجيش الوطني الليبي.
وفي طرابلس، بحث رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، أمس، مع وزيري الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، والمالطي إيفاريست بارتولو، ومفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع أوليفر فاريلي، سبل إيجاد حلول مستدامة وأكثر شمولية للتخفيف من أزمة تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا.
وقالت حكومة الوحدة الليبية إن اللقاء الذي عقد بمقر ديوان رئاسة الوزراء، تناول العلاقات والتعاون في كافة المجالات، والعمل على تعزيز هذه العلاقات وتنميتها بما يخدم المصالح المشتركة، التنسيق المشترك بين الجانبين الليبي والأوروبي في إيجاد حلول مستدامة وأكثر شمولية للتخفيف من أزمة تدفق المهاجرين غير الشرعيين وضبط الحدود ومكافحة الجريمة المنظمة.
فيما أكدت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش في مؤتمر صحفي بالعاصمة طرابلس أن الاتفاق مع وزيري خارجية إيطاليا لويجي دي مايو، ومالطا إيفاريست بارتولو، ومفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع أوليفر فاريلي، على أن تأمين الحدود الجنوبية «أولوية»، ودعم الاتحاد الأوروبي لليبيا بالموارد والتقنيات وكل السبل المادية والمعنوية من أجل تحقيق ذلك.
وأشارت المنقوش إلى أنه لمست جدية من المسؤولين الأوروبيين خلال المناقشات، التي اتسمت بالشمولية والواقعية، واصفة الهجرة غير الشرعية بـ«القصة الحزينة»، واعتبرتها مشكلة إنسانية وأمنية قومية واقتصادية، وأكدت الحاجة إلى استراتيجية وسياسة شمولية لحل هذا الملف، الذي تعاني منه ليبيا. بدوره، أكد وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، رغبة الاتحاد الأوروبي في أن تكون ليبيا الجديدة شريكة في مختلف القطاعات، مشدداً على مساندة السلطة الجديدة في ليبيا في مسار إعادة الاستقرار والبناء الاقتصادي في إطار سياسي مستقر.
وأوضح أن المناقشات في طرابلس تطرقت إلى توطيد الشراكة لمجابهة الهجرة غير الشرعية، ومراقبة الحدود البحرية لإرساء استراتيجية على المديين القصير والطويل لمجابهة كل الأنشطة غير الشرعية مع احترام حقوق الإنسان والمعايير الدولية.
بدوره، شدد وزير الخارجية المالطي إيفاريست بارتولو، على ضرورة الوقوف إلى جانب حكومة الوحدة الوطنية الموقتة للتغلب على ما تواجهه من تحديات، معتبراً الهجرة غير الشرعية جانباً من هذه التحديات، مضيفاً: جئنا لمساعدة ليبيا في بناء مستقبل أفضل ولم نأت لتوقيع العقود.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©