الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تحدٍ حقيقي أمام واشنطن لإنقاذ لبنان من «حزب الله»

متظاهر يحمل علم لبنان
3 يونيو 2021 22:19

شادي صلاح الدين (لندن)
تواجه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن معضلة كبيرة على صعيد السياسة الخارجية، وتحديداً فيما يتعلق بالأزمة الحالية في لبنان، حيث تسير البلاد بشكل ممنهج نحو أن تصبح دولة فاشلة، مع استمرار سيطرة «حزب الله» الإرهابي على مفاصل الدولة، واستمرار التناحر السياسي غير المُجدي بين قادته.
وأصبح الوضعُ في لبنان خطيراً جداً، حيث أقام «حزب الله» دولة داخل دولة تدير سوقًا سوداء عبر الحدود، ومن المعروف على نطاق واسع أن «حزب الله» يسيطر على الوصول إلى الأحياء، مثل الضاحية الجنوبية لبيروت، وفي سهل البقاع، وجنوب لبنان، حيث ينخرط في أنشطة غير مشروعة، وهناك حالة من الاتفاق المعلن بين مُعظم الخبراء بأن تسلل «حزب الله» إلى الحكومة اللبنانية يجعل الميليشيات الإرهابية تهديداً ليس فقط للبنان، ولكن أيضاً لجميع دول المنطقة وللعالم بشكل عام.
وحسب تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنترست» الأميركية فإن سيطرة «حزب الله» الحالية على الحكومة اللبنانية، ودولة الظل التي يديرها، ما تزال تكلف اللبنانيين دماءً وأموالاً لا تُحصى. 
وأوضح التقرير أن اغتيال لقمان سليم، الناقد البارز لـ«حزب الله»، في فبراير الماضي، يشير إلى الخطر الذي يتهدد حرية التعبير والفكر في الدولة الفاشلة. 
وفي خضم انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع، يقدم «حزب الله» طعامًا مخفضاً لمؤيديه، أما بالنسبة للأفراد الذين لا يحملون بطاقات انتماء للحزب فإنه يعتبرهم بيادق للاستفادة من عملياته الإجرامية في أحسن الأحوال، أو في أسوأ الأحوال، دروعًا بشرية يمكن الاستغناء عنها لحماية مخابئ الصواريخ الموجهة بدقة، والتي يخزنها عن قصد وسط المجتمعات المدنية. وأضاف تقرير «ناشيونال إنترست»: إن الحكومة اللبنانية مصابة بشلل فعلي بسبب تدخل «حزب الله»، والدولة اللبنانية مليئة بالسياسيين الفاسدين الذين غالباً ما يكون ولاؤهم مع المصالح الأجنبية وليس مع الأشخاص الذين انتخبوهم، مؤكداً أن الرد على الأزمة الحالية هو إصلاح الحكومة المركزية اللبنانية بحيث لا تكون دولة مافيا تديرها منظمة إرهابية.
إن إدارة الرئيس بايدن بحاجة إلى التحرك بسرعة لمنع لبنان من الانزلاق إلى وضع الدولة الفاشلة حيث يمكن لميليشيات «حزب الله» العمل مع الإفلات التام من العقاب، وعلى الإدارة الأميركية العمل مع فرنسا واتباع توصية البطريرك بطرس الراعي، لعقد مؤتمر دولي للضغط على اللبنانيين لتشكيل حكومة تكنوقراطية مسؤولة حتى تتمكن الدولة من إعادة الاستقرار وهو ما سيكون بمثابة ضربة قاصمة لـ «حزب الله».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©