الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الإخوان» في السودان.. مزيفون ومنبوذون

الإطاحة بنظام عمر البشير الإخواني 2019 (أ ف ب)
15 أغسطس 2021 02:47

شعبان بلال (القاهرة)

لم يستغرب الكثير من السودانيين ما أعلنه عوض الله حسن سيد أحمد المراقب العام لـ«الإخوان» في السودان، بتخليه التام، وتخلي الجماعة عن نظام الرئيس السابق عمر البشير، والمعاونين له من رموز النظام، لا سيما أنه معروف عن الجماعة تغيير مواقفها بين ليلة وضحاها.
مراقب «الإخوان» قال في رسالة فاجأت السودانيين «إن جبهة الإنقاذ التي كانت تحكم السودان، خلال عهد البشير، قامت بإفساد الدين والدنيا»، متعهداً «بإزالة كل ذلك والعمل لعدم إعادة إنتاج هذا النظام».
نشأت «الإخوان» في السودان، خلال الأربعينيات ورغم كل الخلافات والصراعات بين الأحزاب الإسلامية هناك، إلا أنه عام 1964 ظهر حسن الترابي منظّر الجماعة الأول، وأعلن تأسيس «جبهة الميثاق الإسلامي» كتحالف بين «الإخوان»، و«السلفيين» و«الطريقة التيجانية الصوفية»، واستمرت في التطور حتى وصلت للشكل الذي عليه كتنظيم منفصل عن نظيره المصري. لكن في 30 يونيو 2013 عادت العلاقات بين التنظيمين من جديد لإيواء الهاربين من الجماعة.

السيطرة على المناجم
يقول أحمد عطا الباحث في «الجماعات الإسلامية» إن عمل «الإخوان» في السودان اعتمد على تنظيم تجمعات وكتائب في مختلف المدن لهدفين، الأول التوغل داخل القارة الإفريقية خاصة دول الساحل الخمس، والثاني السيطرة على مناجم الذهب في السودان. ويضيف لـ«الاتحاد» «أن الإخوان تقربوا من كبار العائلات والعشائر، بهدف مساعدة التنظيم في الاستيلاء على المناجم، كما استغلوا وجودهم في التواصل مع الجماعات المتطرفة مثل بوكو حرام في نيجيريا وحركة الشباب في الصومال، وقد دعم التنظيم الدولي للإخوان تلك الجماعات بالسلاح حتى يستفيدوا من مناجم الذهب». ويشير عطا إلى أن الإخوان نجحوا نسبيَاً في السيطرة على بعض المناجم، وهرّبوا بعض كنوزها ساحلياً، وحققوا الكثير من المكاسب المادية.

انهيار الشعارات الزائفة
ويتهم رسلان جماعة الإخوان بتنافي أفعالها مع الستار الديني الذي تدعو له وتتخذه قناعاً لتمرير سياساتها، فهي دائماً تتحدث باسم الدين ولكن سياستها الحقيقية، انتهازية فاستغلت وجودها في الحكم واستمرت في نهب الثروات ونكلت بمعارضيها.
وتحاول «الإخوان» عبر قنواتها الإعلامية تصوير الثورة السودانية على أنها ضد البشير، لكنها في الحقيقة ثورة ضد الحكم الإخواني. ويلفت إلى أن «الإخوان» حرصت على الدخول إلى السوق فأصبحت من أكبر رجال الأعمال بانتشار شركاتها، مشيرًا إلى أن كل هذه السياسات أدت إلى الانقسامات والحروب التي شهدها إقليم دارفور وجنوب كردفان وجبال النوبة، وبذلك كانت المحرك الرئيس للحروب الأهلية. ومع سياسات «الإخوان» الفاشلة انهارت العملة وارتفع ثمن الوقود والخبز حتى آل الوضع إلى ما هو عليه من رفض الشعب أساليب الحكم والشعارات الزائفة التي حكمت 30 عاماً.

نقطة ارتكاز إرهابية
وصف الدكتور هاني رسلان، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية تجربة حكم «الإخوان» للسودان بأنها فاشلة، مؤكدًا أنه رغم استمراها أكثر من 30 عاماً إلا أنها نفذت كل الخطط التي أدت إلى سقوطها في النهاية، حيث حرصت على تكوين جيش إخواني فقط، ونفذت نفس الاستراتيجية في القضاء والجهاز المدني والخدمة المدنية حتى تسيطر على جميع أجهزة الدولة.
وإضافة إلى ذلك نفذت «الإخوان» حملات اعتقالات وتعذيب لأي شخص يحاول التشكيك في النظام، وحينها كانت تعرف مراكز التعذيب بـ«بيوت الأشباح»، وبعدها شكل ما أطلق عليه «الشرطة الشعبية»، وهو ما شدد الخناق على الشعب. كما حاولت الجماعة تنفيذ ما عرف باسم «أممية إسلامية»، بهدف فتح معسكرات لتدريب الجماعات الإرهابية من مختلف البلدان في السودان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©