الأحد 19 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تفاقم أزمة المحروقات في لبنان رغم الحلول المؤقتة

حلاقون يحلقون لزبائنهم خارج متاجرهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي في بيروت (رويترز)
26 أغسطس 2021 01:59

بيروت (الاتحاد، وكالات)

اشتدت أزمة المحروقات التي يشهدها لبنان رغم الحلول المؤقتة التي اتخذتها السلطات حتى أصبح مشهد الطوابير الباحثة عن الوقود جزءاً من يوميات لبنان، في الوقت الذي تخلو فيه الطرق من السيارات إلا تلك التي تقف بالطابور، فيما كلف الرئيس اللبناني ميشال عون الجيش والقوات الأمنية بمراقبة مصادر الطاقة وتوزيعها، جاءت هذه التطورات فيما حذر وزير التربية طارق المجذوب عن أن وضع القطاع التربوي في البلاد هذا العام حرج جداً.
وحذرت نقابة أصحاب المستشفيات في لبنان من أن مخزون معظم المستشفيات من مادة المازوت لا يكفيها سوى ليومين، ومنها ليوم واحد، معلنة «أننا أمام خطر داهم يهدد حياة المرضى مباشرة».
وقالت النقابة في بيان إن «أزمة المازوت تؤثر على عمل المستشفيات بعدما تبلغت النقابة بنفاده في منشآت طرابلس والزهراني، وتبقى كميات محدودة جدا لدى الشركات المستوردة الخاصة». وأضافت: «يظهر أن الدولة عاجزة عن القيام بأي شيء، كان الله بعوننا».
هذا ويعاني لبنان من شح في الوقود الضروري لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء، وفي المازوت المستخدم لتشغيل المولدات الخاصة، مع نضوب احتياطي الدولار لدى مصرف لبنان المركزي وتأخره في فتح اعتمادات للاستيراد.
وتراجعت تدريجيا خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التيار الكهربائي، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميا في بعض المناطق. ولم تعد المولدات الخاصة، على وقع شح الوقود، قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها بدورها إلى التقنين.
إلى ذلك، كشف عضو نقابة أصحاب المحطات في لبنان، جوج براكس، أنه بناء على طلب حاكم مصرف لبنان، بدأت 3 شركات بإفراغ حمولة 4 بواخر محملة بمئة ألف طن من مادتي البنزين والمازوت، لافتاً في تصريحات لقناة «سكاي نيوز عربية» إلى أن كمية البنزين تشكل غالبية الحمولة، وأن الطوابير ستبدأ بالتراجع خلال أيام.
وقال ممثل موزعي المحروقات في لبنان، فادي أبو شقرا: «بدأت المحطات في لبنان باستلام المحروقات، ونتوقع أن تخف الطوابير خلال أيام، بعد وصول المحروقات إلى كل المحطات».
وطالب أبو شقرا بعدم تشجيع «تجار الجالونات»، وبتوقيفهم، مشيراً إلى أن الازدحام سيخف، ومؤكداً أنه يتم التنسيق بين المحطات ونقابة الأطباء، لكي لا يقف الطبيب وفريقه الطبي في الطوابير.
وأوضح أن شركات خاصة هي التي وزعت المحروقات، وتشمل «كورال» و«ترمينال» و«المدكو» و«الهيبكو».
ومع إصدار وزارة الطاقة والمياه جدول أسعار المحروقات الجديد، نهاية الأسبوع المنصرم، وفق آلية الدعم على أساس الـ8 آلاف ليرة، غداة اجتماع بعبدا، تهافت اللبنانيون إلى أمام المحطات.
إلى ذلك، وقع تلاسن بين لبنانيين تخلله إطلاق نار أمام إحدى محطات الوقود شرق بيروت. وبحسب مصادر محلية فإن الإشكال تطور إلى إطلاق نار كثيف في محطة «توتال» في منطقة بعبدا بعد أن تلاسن عمال المحطة مع شاب رفض الوقوف في الطابور، فعمد الأخير إلى إطلاق النار وفرّ إلى جهة مجهولة.
وفي السياق، وقع الرئيس اللبناني ميشال عون مرسومين متعلقين بالرقابة على مصادر الطاقة وإعطاء وزارة المالية سلفة خزينة لإعطاء موظفي الإدارة العامة مساعدة اجتماعية طارئة.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أمس، أن المرسوم الأول نص على تكليف القوى العسكرية والأمنية والشرطة البلدية بفرض الرقابة على مصادر الطاقة وتنظيم توزيعها، وذلك اعتبارا من 15 أغسطس الجاري وحتى 15 سبتمبر المقبل.
وطالب المرسوم بالعمل على تفريغ وإقفال جميع المستوعبات المخصصة لتخزين الوقود المخالفة للأصول والأنظمة المرعية الإجراء على الأراضي اللبنانية كافة.
ووفق الوكالة، يقضي المرسوم الثاني بإعطاء وزارة المالية سلفة خزينة بقيمة 600 مليار ليرة لبنانية غايتها إعطاء مساعدة اجتماعية طارئة لجميع موظفي الإدارة العامة مهما كانت مسمياتهم الوظيفية «موظفون، متعاقدون، إجراء، أجهزة عسكرية وأمنية، القضاة، السلك التعليمي بمختلف فئاته الابتدائي والمتوسط والثانوي والتعليم المهني والتقني والأجراء»، بالإضافة إلى المتقاعدين الذين يستفيدون من معاش تقاعدي.
وتحدد قيمة المساعدة بما يساوي أساس الراتب الشهري أو المعاش التقاعدي من دون أي زيادات مهما كان نوعها أو تسميتها، على أن تسدد على دفعتين متساويتين.
وفي سياق آخر كشف وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية طارق المجذوب، أمس، عن أن وضع القطاع التربوي في البلاد هذا العام حرج جدا.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن المجذوب قوله بعد لقائه أمس، رئيس الجمهورية ميشال عون: «لا يمكن للبنان أن يتحمل سنة دراسية استثنائية للسنة الثالثة على التوالي». وأوضح أن «معظم المشاكل العالقة هي مشاكل تقنية، وهي بحاجة إلى إرادة جماعية، ونحن بحاجة إلى دعم الجهات المانحة للأساتذة في القطاعين العام والخاص، وبالإصرار والتعاون معا ننقذ العام الدراسي».
وأضاف: «أطلعنا الرئيس على ما أنجزته الوزارة من امتحانات رسمية وما تقوم به للعودة إلى المدارس».
ووفق الوكالة، عرض الرئيس عون مع وزير التربية الواقع التربوي في البلاد، والصعوبات التي تواجه انطلاق العام الدراسي، والخطة الخمسية التي وضعتها الوزارة حتى عام 2025.

مذكرة بحث وتحر بحق حاكم «المركزي»
نقلت وسائل إعلام لبنانية عن القاضية غادة عون المدعية العامة في جبل لبنان أنها أصدرت بلاغ بحث وتحر لمدة شهر، بحق حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، وقالت «أنا عملت شغلي وعلى الأجهزة الأمنية أن تتحرك». وبحسب مصادر محلية، فإن «بلاغ البحث والتحري الصادر من القاضية غادة عون بحق حاكم مصرف لبنان، جاء نتيجة تغيب رياض سلامة عن حضور عدة جلسات في ملف تحويلات مالية الى الخارج».
وقالت القاضية عون في تصريح لوسائل اعلام لبنانية إنها قامت بعملها، وطالبت الأجهزة الامنية بالتحرك في هذا الإطار.
وكانت عون استدعت قبل أيام حاكم مصرف لبنان إلى التحقيق في قضية تحويلات مالية إلى الخارج، إلا أنه لم يحضر.
وتأتي هذه الخطوة القضائية في لبنان، بينما فتحت النيابة المالية الوطنية في فرنسا، في يونيو الماضي، تحقيقاً أولياً حول ثروة رياض سلامة في أوروبا، وفق ما أفاد مصدر قضائي، حينها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©