الإثنين 27 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قوات باشاغا تقتحم طرابلس واشتباكات بالأسلحة الثقيلة

تصاعد أعمدة الدخان جراء الاشتباكات في طرابلس (رويترز)
28 أغسطس 2022 04:28

حسن الورفلي (بنغازي، القاهرة)

قتل وأُصيب عشرات الأشخاص خلال الاشتباكات المسلحة التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس منذ فجر أمس، بين مجموعات مسلحة موالية لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة والحكومة المكلفة من البرلمان بقيادة فتحي باشاغا.
وشهدت أحياء وشوارع «الزاوية والصريم والجمهورية، وباب بن غشير وطريق السور»، اشتباكات عنيفة وحرب شوارع بالأسلحة الثقيلة، وبدأت الفصائل الموالية لباشاغا، تتقدم باتجاه وسط العاصمة، بعد سيطرتها على البوابة الواقعة غرب المدينة، بينما أعلنت الكتائب الموالية للدبيبة النفير العام.
وقالت مصادر محلية، إن كتائب تابعة لحكومة الوحدة الوطنية نجحت في صد تقدم كتائب موالية لـ«باشاغا» نحو وسط العاصمة، بينما شوهد رتل عسكري ضخم يضم عشرات العربات المسلحة تابع لباشاغا، وهو يتوجه من مدينة مصراتة نحو العاصمة طرابلس، كما تحركت الكتائب التابعة للواء «أسامة الجويلي» الداعم لباشاغا جنوب العاصمة طرابلس.
وقال جهاز الإسعاف والطوارئ في ليبيا، إن ٢٣ شخصاً قتلوا وأصيب نحو ١٥٠ آخرين خلال الاشتباكات، من بينهم الفنان الليبي الكوميدي مصطفي بركة.
وأكد مركز طب الطوارئ والدعم توفير «ممر آمن لخروج العائلات العالقة في أماكن الاشتباكات بمنطقة باب بن عسير».
وأشار مصدر عسكري إلى أن سكان المناطق التي تشهد اشتباكات يوجهون نداءات استغاثة لإخراجهم، بعد اشتعال النيران في بعض المنازل والسيارات.
وقالت مصادر أمنية، إن قذيفة هاون سقطت على مبنى الجوازات في منطقة «الصريم» ما تسبب في اندلاع حريق داخله، كما أشارت أيضاً إلى تضرر مبنى السجل العقاري في شارع الجمهورية.
وفي الأثناء، وجهت «قوة العمليات المشتركة» الموالية للدبيبة نداءً إلى كافة منتسبيها للالتحاق بمقراتهم بكامل تجهيزاتهم العسكرية والاستعداد وإعلان حالة التعبئة.
وقال عميد بلدية طرابلس المركز إبراهيم الشبلي، إن الوضع مأساوي في مناطق شارع «الزاوية وسيدي خليفة وباب بن غشير».
وخلّفت الاشتباكات دمارا واسعا بالبنية التحتية، نتيجة الاستخدام المكثّف للأسلحة الثقيلة والقذائف الصاروخية.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، حجم الاشتباكات وآثارها الكبيرة على المدينة، حيث تسببت في تدمير عشرات المباني والعمارات السكنية وإحراق وتهشيم عدد من السيارات، فضلاً عن انهيار واحتراق جزء من أكبر مساجد العاصمة، وتضرر مصحة الأسنان ومستشفى عام ومرافق طبية وخدمية أخرى، تقع ضمن دائرة المعارك، بعد اشتعال النيران فيها كنتيجة لسقوط قذائف.
ووفقاً لما ظهر في الصور كذلك، فقد دفعت الاشتباكات الدائرة منذ البارحة عشرات السكان إلى الهروب من منازلهم نحو أماكن آمنة، وإغلاق المحلات التجارية والإدارية والمراكز الحيوية بالمدينة والتي تضرر بعضها، كما تم تعليق الدراسة والامتحانات.
من جهتها، طالبت بلدية طرابلس، المجتمع الدولي بحماية المدنيين، وحملت مجلسي النواب والأعلى للدولة والمجلس الرئاسي والحكومتين مسؤولية تردي الأوضاع.
سياسياً، دانت حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة ما تشهده طرابلس من اشتباكات عنيفة، قائلةً إن «الاشتباكات نجمت عن قيام مجموعة عسكرية بالرماية العشوائية على رتل مارّ بمنطقة شارع الزاوية في الوقت الذي تحتشد فيه مجموعات مسلحة في بوابة الـ27 غرب طرابلس وبوابة الجبس جنوب طرابلس».
وأوضحت الحكومة أن الاشتباكات تأتي تنفيذاً لما وصفتها بـ«تهديدات من باشاغا باستخدام القوة للهجوم على المدنية».
وأوضحت أن «هذا المشهد يعيد للأذهان الحروب السابقة وما خلّفته من مآسٍ».
بدورها، نفت حكومة باشاغا، أمس، ما تردد عن رفضها أي مفاوضات مع حكومة الوحدة الوطنية.
وقال المكتب الإعلامي لحكومة باشاغا إن الأخير «رحَّب طوال الأشهر الستة الماضية بكافة المبادرات المحلية والدولية لحل أزمة انتقال السلطة سلمياً، دون أي استجابة من الحكومة منتهية الولاية».
وثمن باشاغا «كل الجهود المبذولة من جميع الأطراف المحلية والدول الصديقة والمهتمة بالشأن الليبي، والتي اتضح لها جلياً في كل محاولاتها تعنُّت وتشبُّث هذه الحكومة ورئيسها بالسلطة»، بحسب بيان مكتبه الإعلامي.
ووصف البيان حكومة الدبيبة بـ«مغتصبة للشرعية وترفض كل المبادرات»، مشيرًا إلى رفض الحكومة المنافسة للخطاب الذي بعث به فتحي باشاغا إلى الدبيبة الأربعاء الماضي وطالبه فيه بـ«الجنوح للسلم وتسليم السلطة».
وأدان المجلس الأعلى للدولة الاشتباكات المسلحة التي تجري في طرابلس، داعياً إلى ضرورة التوقف فوراً عن هذا العنف.
وأكد المجلس الأعلى للدولة في بيان صحفي على موقفه الثابت بضرورة التوقف عن هذا العبث، ودعم جهود المجلس الرئاسي للعمل على تسريع إجراء انتخابات توحد مؤسسات الدولة وتعزز الشرعية، وتفتح الطريق لبناء الدولة المدنية التي يتطلع إليها الليبيون.
كما عقد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي باعتباره القائد الأعلى للجيش اجتماعا في طرابلس بعد قطع زيارته إلى تونس.
وقال المجلس الرئاسي، إن المنفي اعتذر للرئيس التونسي، قيس سعيّد قبل العودة إلى بلاده.

دعوات دولية إلى وقف الاشتباكات
أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أمس، عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات المسلحة في طرابلس، داعيةً إلى وقفها. وقالت البعثة: إن «الاشتباكات المسلحة تسببت في وقوع إصابات في صفوف المدنيين، وإلحاق أضرار بالمرافق المدنية بما في ذلك المستشفيات». ودعت إلى «الوقف الفوري للأعمال العدائية، وتذكر جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والمنشآت المدنية». وشددت على «ضرورة امتناع كافة الأطراف عن استخدام أي شكل من أشكال خطاب الكراهية والتحريض على العنف».
من جانبها، أعلنت السفارة الأميركية في طرابلس، أنها «تشعر بقلق بالغ إزاء الاشتباكات العنيفة في طرابلس مع ورود أنباء عن سقوط ضحايا مدنيين وتدمير للممتلكات». وعبّرت السفارة في تغريدة عبر تويتر، عن «الوقوف إلى جانب الشعب الليبي في الدعوة إلى الحوار السلمي».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©