الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإمارات.. «الوئام بين الأديان» لعالم مستدام

الإمارات.. «الوئام بين الأديان» لعالم مستدام
3 فبراير 2023 01:33

دينا محمود (لندن)

مياه كثيرة جرت في النهر، منذ أن أحيت شعوب الأرض «أسبوع الوئام بين الأديان» في عام 2019، واللحظة الراهنة التي يُحتفى فيها من جديد بهذا الحدث، ولكن القاسم الذي لا يزال مشتركاً بين عالمنا وقتذاك والآن، يتمثل في حرص البشرية، على أن يصبح هذا العالم أكثر استدامة، بما يعزز الأواصر التي تجمع بنيها، ويسهم في تحقيق التجانس والانسجام والتناغم بينهم، وهو ما تضعه الإمارات نصب عينيْها، منذ سنوات.

إرث متفرد
«التنمية المستدامة» التي كانت قبل ثلاث سنوات الموضوع الرئيس لفعاليات أسبوع الوئام بين الأديان، طالما شكلت المحرك الأساسي للمسيرة التنموية في الإمارات التي تحظى بإرث فريد من الاستدامة، أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.ووفاءً لهذا الإرث، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله،  2023 «عاماً للاستدامة»، تحت شعار «اليوم للغد» الذي يمثل مظلة، لمجموعة من المبادرات والفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تُسلّط الضوء على التجربة الإماراتية الثرية، في مجال الممارسات المستدامة، وتنشر كذلك الوعي في هذا الشأن، وتبرز أيضاً، جهود الإمارات في تعزيز العمل الجماعي الدولي، لمعالجة تحديات الاستدامة، ودورها المستمر في البحث عن حلول مبتكرة، يستفيد منها الجميع على الساحة الدولية.
وتجسد المبادرات الإماراتية الرائدة على هذا الصعيد، إدراك شعوب العالم بأنها تتشارك مصيراً واحداً، يستدعي منها التكاتف والتآزر، وإشاعة روح التسامح والتعايش في ما بينها، وهو ما يرتبط بشكل وثيق، بأهداف أسبوع الوئام بين الأديان، الذي تتواصل فعالياته، على مدار أيام الأسبوع الأول من شهر فبراير، من كل عام.

نموذج يُحتذى به
بإجماع الخبراء والمحللين، يشكل النموذج المتميز الذي تقدمه دولة الإمارات منذ تأسيسها، في مجال الحفاظ على البيئة وصيانة الموارد، أحد أبرز أسس الحياة في عالم مستدام، يقر أبناؤه بوحدة المصير الذي يجمعهم، وحاجتهم إلى دعم بعضهم بعضاً، ما يعزز رسالة التفاهم والانسجام التي تشجع الأمم المتحدة على نشرها، من خلال فعاليات أسبوع الوئام بين الأديان.
ويشير الخبراء في هذا الصدد، إلى الجهود الإماراتية الدؤوبة، لتعزيز مفهوم الاستدامة في مختلف القطاعات، وإرساء بنية تحتية متكاملة، تحقق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع المحافظة في الوقت نفسه على سلامة البيئة، وهو ما كان من بين المحاور التي عُنيت بها اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة التي تقرر تشكيلها في الإمارات عام 2017.
وتضم اللجنة في عضويتها، وزارتيْ شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، والخارجية والتعاون الدولي، بجانب 15 جهة حكومية إماراتية على المستوى الاتحادي، وهي الجهات التي تتشارك جميعها، في مسؤولية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، على الصعيد الوطني، ورصد التقدم الذي يُحرز في هذا الصدد.
وشَكَلَّ استحداث هذه اللجنة، حجر زاوية مهماً للمسيرة الإماراتية المتميزة والممتدة منذ سنوات طويلة، على طريق تحقيق تلك الأهداف التي أقرتها الأمم المتحدة عام 2015 ويُراد تحقيقها بحلول 2030، وهي المسيرة التي تسهم في تدعيم الجهود الهادفة، لجعل العالم بقعة تسودها قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة، على نحو يخدم غايات أسبوع الوئام بين الأديان الذي يستهدف كبح جماح نزعات التعصب والكراهية، التي تُذكي الصراعات على الساحة الدولية.
وتمثل هذه الأهداف التنموية مجتمعة، خريطة طريق، ترمي لتوفير مستقبل أفضل وأكثر استدامة للبشر كافة، وتشكل جزءاً من قرار للأمم المتحدة، يُعرف باسم «جدول أعمال 2030»، وقد استبقته دولة الإمارات، بإطلاق مبادرات ومشروعات، لتحقيق التنمية المستدامة، على الصعيدين الداخلي والدولي.

مبادرات رائدة
وفي عام 2012، أطلقت الإمارات مبادرة وطنية طويلة المدى، في مجال الاقتصاد المستدام، حملت عنوان «اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة»، واستهدفت تحويل الدولة إلى ركيزة عالمية رائدة، على هذا المضمار، ومركز لتصدير المنتجات الخضراء وإعادة تصديرها، بجانب تدعيم خطواتها الهادفة، للحفاظ على بيئة مستدامة، من شأنها تدعيم النمو الاقتصادي، على المدى البعيد.
وترتبط محاور هذه المبادرة بالأهداف التي يتوخى القائمون على إحياء فعاليات أسبوع الوئام بين الأديان تحقيقها، خاصة على صعيد ترسيخ دعائم التضامن الإنساني. 
فمن بين هذه المحاور، تشجيع الطاقة والتكنولوجيا الخضراء، ومواجهة تبعات التغير المناخي، عبر تفعيل مجموعة من التشريعات والسياسات والبرامج، بما يرفد الجهود الدولية المكثفة، الرامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مثل القضاء على الفقر ورفع جودة التعليم وضمان المساواة بين الجنسين.
وقبل أقل من شهرين من الآن، وفي تأكيد جديد على نجاحات الدولة المتواصلة في هذا الصدد، تصدرت الإمارات دول العالم في 16 مؤشراً فرعياً، ترتبط بأهداف التنمية المستدامة الـ 17، ومن بينها ما يتعلق بالمساواة بين الجنسين، والقضاء التام على الجوع، وتحقيق السلام والعدل، وضمان الصحة الجيدة والرفاه، وتوفير الطاقة النظيفة بأسعار معقولة. ويبرز ذلك الشوط الكبير الذي قطعته دولة الإمارات، على صعيد تحقيق تلك الأهداف التنموية، خاصة تلك التي من شأنها فتح الباب أمام الوصول إلى الطاقة النظيفة، والحصول على الغذاء الكافي بتكاليف في المتناول، وتلقي خدمات صحية وتعليمية جيدة، وضمان النمو الاقتصادي المستدام، والحفاظ على سلامة الأنظمة البيئية، وزيادة كفاءة الموارد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©