حين أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حملة (#شكراً_خط_دفاعنا_الأول) على شبكة الإنترنت، كان ذلك بمثابة إشعار ملهم من قيادة الدولة الرشيدة التي استشرفت مبكراً الجهود الجبارة والنماذج البطولية التي ظهرت أثناء أزمة انتشار وباء كورونا عالمياً، فسموه وبإطلاقه هذه الحملة، كان يقدّم توجيهاته للحكومة والمؤسسات وأفراد المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة بأن يلتفتوا إلى جهود الفرق والكوادر الطبية، وكل العاملين في القطاع الصحي، من أطباء وممرضين ومسعفين وإداريين وفنيين، الذين يعملون على مدار الساعة، في ظروف وتحديات ليست بالهيّنة، ليتحول ذلك كله إلى نيشان من الفخر لهذه الكوادر التي لقيت التقدير والإشادة والامتنان من قيادة الدولة الحكيمة ومؤسساتها وشعبها.
واليوم، يعود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، من جديد ليبعث بتحياته للنماذج الجديدة من أبطال الوطن، خط الدفاع الأول في القطاع الصحي، حيث أشاد سموه في تغريدة عبر حسابه في «تويتر»، الأربعاء الماضي، بالممرضة أسماء مزيود الشحي، قائلاً سموه: «أسماء مزيود الشحي.. ممرضة إماراتية في خط الدفاع الأول.. تعمل 12 ساعة في اليوم.. ولديها طفل رضيع.. كل التحية للنماذج الجديدة من أبطال الوطن»، ناشراً سموه فيديو للممرضة للشحي، قالت فيه: «أنا ممرضة أعمل منذ 7 سنوات، وتم تفريغي عام 2019 لاستكمال دراستي بكالوريوس تمريض في جامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية.. ونظراً للوضع الذي تمر فيه دولتي أصررت على أن أكون يداً بيد مع زملائي الممرضات والممرضين في خط الدفاع الأول، للتخلص من فيروس كورونا المستجد، نحن نعمل 12 ساعة متواصلة، وعندي طفل رضيع، غلاؤه من غلاء بلادي، فمن أولوياتي وطني، مجتمعي، ثم أسرتي».
مثل هذه العبارات التي وردت على لسان إحدى بطلات وأبطال هذا الوطن الطيب، بقيادته وأهله، وجدت طريقها إلى قلب قيادة تنظر للإنسان وجهوده وعطائه وكأنه الكنز الذي لا يجب التفريط فيه، وكأن هذا الإنسان كلما أعطى وطنه وأهله من جهده وتعبه، سيجد التقدير والمحبة والتشجيع من قيادته التي لم تدّخر يوماً أي جهد في سبيل الإعلاء أولاً وأخيراً، من شأن من عاش ويعيش على تراب دولة الإمارات، ليعمل بهمة وإصرار، حتى يكون الوطن بخير، وينعم أهله من المواطنين والمقيمين بالسلامة والصحة، مهما كان الثمن، فهؤلاء الجنود الذين يخوضون معركتهم مع الوباء، لأجل حماية المصابين أو من يشتبه في إصابتهم به، بجهود لا نظير لها، ساعين عبر مهامهم الإنسانية إلى الحفاظ على أرواح ساكني الدولة، ويحاربون العدو الأول للبشرية، فيروس كورونا، ويد الله وقيادتنا الحكيمة فوق أيديهم، تثمن جهودهم وتمنحهم القوة والطاقة الإيجابية ليواصلوا عملهم حتى تخرج الدولة وأهلها من أزمة كورونا أكثر قوة وصلابة وتميزاً، كما هي دائماً.
جيش دولة الإمارات الأبيض، من أطباء وممرضين ومسعفين وكل العاملين في المجالات الصحية، يضحون اليوم براحتهم ووقتهم وحياتهم مع أسرهم وعائلاتهم، لكي يحموا مجتمع دولة الإمارات من شر هذا الوباء، من دون أن ينتظروا أي مكافأة، هم ينتظرون فقط أن يلتزم الأفراد بتعليمات السلامة والصحة التي وجهت بها الدولة، عبر البقاء في البيوت والالتزام بالتباعد الاجتماعي، تاركين الباقي إلى الله وإلى قيادة الدولة الحكيمة التي قدّمت وما زالت تقدّم كل الموارد والإمكانات في سبيل الحفاظ على أغلى الثروات، ألا وهي الروح الإنسانية التي تعيش في دولة وفرت لها بيئة صحية آمنة، من خلال استراتيجية تقوم على التقصّي والرصد والحجر الفعالة للمرضى والمشتبه فيهم من المخالطين، وتوفير مخزون استراتيجي من المستلزمات الطبية الأساسية، وتسخير كل الإمكانات لمكافحة الفيروس وتداعياته الصحية والاجتماعية والاقتصادية.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.