فوجئ رواد منصة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) باختيار ⁧‫توكل كرمان‬⁩ عضواً في مجلس الإشراف على المحتوى والمستحدث قريباً رغم سجلها الحافل بالجرائم، ودعم الإرهاب، وإذكاء العنف والكراهية، وتبني أجندات «إخوانية» ترتبط بمراكز قيادة التنظيم الدولي للجماعة في تركيا وقطر.
وتوكل كرمان تعد عضواً في حزب التجمع اليمني للإصلاح، والذراع اليمني للإخوان والداعم لجرائم ميليشيات «الحوثي» ضد اليمنيين.
قوبل تعيين كرمان عضواً إشرافياً على محتوى فيسبوك بضجة واعتراضات كبرى على منصات التواصل الاجتماعي، وعلى فيسبوك نفسه، وسارع الكثيرون بنشر الهاشتاقات المنددة بهذا القرار، وما سيؤول إليه هذا المنبر، بعد أن تشرف على محتواه (سيدة التنظيم الإخواني الإرهابي) الذي أنشئ في الأساس لمنع تسلل خطابات الكراهية في المجتمعات، وحمايةً لحرية الرأي والرأي الآخر، فطالب البعض بحذف التطبيق اعتراضاً على هذه الخطوة التي من شأنها الانحدار بمحتوى ثاني أكبر المنصات العالمية استخداماً وتفاعلاً، خصوصاً فيما يتعلق بتداول المحتويات الثقافية والحوارات السياسية والمقالات ونشر الأدب والثقافة وتبادل الصداقات والنقاشات والتحليلات الاقتصادية والسياسية، وغيرها من المحتويات التي تخدم العالم بأسره.

اختيار «توكل كرمان» لهذه المهمة تحديداً لم يأتِ اعتباطاً، ولم تصنعه المصادفات أو امتيازات تمتلكها هذه المرأة دون غيرها، فهي «الجوكر الذي أُعد للمهمة منذ تسلمها جائزة عالمية هي ذاتها لم تصدق باستحقاقها، بل الأمر أبعد من ذلك بكثير، أبعد من شعارات الحرية والرأي ومنصة الشعوب لتديره سيدة لاتملك إلا الحظر لمن خالفها الرأي، فلو استحضرنا شرارة «الربيع العربي» المزعوم فسنجد انطلاقتها الأولى 2011 مرت عبر «فيسبوك»، وهاهو المشروع التخريبيي الجديد يطل برأسه من المنصة ذاتها، وبتمويل وعمل تركي حثيث في ليبيا وسوريا لزرع الفوضى وتثوير الشعوب، وزعزعة استقرار الدول العربية بهذاالمشروع الذي لايخفى على حصيف.
لنعلم جيداً في الخليج العربي أنه ورغم شعبية «تويتر»، وقوة تأثيره في المنطقة، إلا أنه لم يستطع أحد توظيفه في أي مشروع تخريبي في الخليج لسبب بسيط جداً، وهو أنه «منصة وعي» ذات زخم شعبي وحضور قوي لم تنجح محاولات محاور الشر مسبقاً على اختراق مرتاديه، والعبث بعقولهم ضد أوطانهم.
وقد يكون الابتعاد عن «فيسبوك» خياراً غير سليم حالياً، علماً بأنه لا يزال مستخدماً لهدم العقول، وإسقاط الأوطان فالفيسبوك منصة صُنعت لتسيس القضايا خصوصاً في المنطقة العربية.
وتوجيه  فيسبوك واستغلاله على هذا النحو الخطير سيؤثر على أمن المجتمعات العربية المتطلعة للخلاص من عصابات الإسلام السياسي الإرهابي، وإدارة محتواه من قبل أداة جماعة الإخوان «توكل كرمان» سوف يفضي إلى تجنيد وصناعة بيادق إرهابية تثويرية من جديد، لذا فالأجدر تقوية الحضور الخليجي والعربي «المتيقظ» على هذه المنصة، والعمل على توعية الشعوب بما يتربص بدولها من أقطاب الإسلام السياسي التي اتحدت مع اليمين الغربي المتطرف بتمويلات خطيرة في تكتل هو الأخطر من نوعه منذ حراك الخريف العربي، وما آلت إليه منطقتنا جراء ذلك العبث الذي كان من أهم مخرجاته تنظيم«داعش» الإرهابي الدموي، وعدة بلدان أصبحت أطلالاً ينعق فيها البوم، وساحات قتال طاحنة كما في سوريا واليمن، لذا علينا تكثيف الحضور الخليجي والعربي بما يخدم منطقتنا وأوطاننا، كما سجلنا حضورنا على «تويتر» فأصبحنا الرقم الأصعب ودروعاً صلبة عصية أمام ذباب العدو وجيوشه الإلكترونية!