دار حديث جانبي مع أحد الأطباء من خريجي إحدى الجامعات الألمانية، فبادرته بالسؤال التالي: هل لـ«كورونا» دواء؟ فأجاب، نعم ويمكن الآن يتم تحضيره، فقلت له كيف يمكن اكتشافه ببساطة؟
قال بكل ثقة بمجرد اكتشاف شيفرة الفيروس تنتهي المسألة، يضاف الفيتامين المضاد إلى المصل فيحصل الشفاء مثل أي فيروس آخر.
ومنذ تفشي الفيروس والعالم أجمع في سباق مع الزمن للفوز بهذا المضمار الطبي بلا سياج إلا السور الذي يحيط بالإنسانية التي تبحث عن منقذ من بعد التوكل على الله.
فالإمارات لم تدخر جهداً في المشاركة بهذا الطريق العلمي المفتوح على الكل، فانطلقت من عقلها بارقة أمل جديد لمرضى «كورونا»، حينما ابتكرت علاجاً مساعداً بالخلايا الجذعية، وهو علاج مبتكر لفيروس طوره مركز أبوظبي للخلايا الجذعية مع نتائج واعدة.
هذا الإنجاز المميز وجد تقديراً خاصاً من قمم القيادات الرشيدة بالدولة، من صاحب السمو رئيس الدولة وصاحب السمو نائب رئيس الدولة وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يهنئون شعب الإمارات والمقيمين على الإنجاز العلمي الخاص بتطوير علاج «كورونا».
وقد توّج هذا الابتكار الفريد من نوعه بمنح براءة اختراع من قبل وزارة الاقتصاد للعلاج بالخلايا الجذعية، وهو علاج مبتكر وواعد لالتهابات فيروس كورونا المستجد كوفيد-19.
هذا العلاج قام بتطويره فريق من الأطباء والباحثين في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية ويتضمن استخراج الخلايا الجذعية من دم المريض وإعادة إدخالها بعد تنشيطها. منحت براءة الاختراع للطريقة المبتكرة التي يتم فيها جمع الخلايا الجذعية.
وانتهزت القيادة الرشيدة الفرصة وأمدت أصحاب الحاجة الملحة بمثل هذا النوع من العلاج المبتكر عندما وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بسداد تكاليف علاج الحالات الحرجة المصابة بفيروس كورونا «كوفيد - 19» عن طريق الخلايا الجذعية، وتأتي مبادرة سموه بعد إعلان مركز أبوظبي للخلايا الجذعية تمكنه من الوصول إلى هذا العلاج المساعد ونجاح تجربة العلاج في الدولة على 73 حالة، حيث شفيت وظهرت نتيجة الفحص سلبية بعد إدخال العلاج إلى الرئتين من خلال استنشاقه بواسطة رذاذ ناعم.
ومن تجارب الآمال العريضة التي تنتظر البشرية للتخلص من هذا الوباء، ما أوردته مجلة Nature Communications: يقول علماء إنهم اكتشفوا أجساماً مضادة تمنع الإصابة بفيروس SARS-CoV-2، الذي أحدث أزمة صحية تهدد العالم أجمع. ويستهدف الجسم المضاد، المعروف باسم 47D11، «بروتين سبايك» (spike) المشهور للفيروس القاتل، والذي يستخدمه للارتباط بالخلايا وإدخال مادته الوراثية. وأظهرت الاختبارات في خلايا الفئران أن 47D11 يرتبط بهذا البروتين ويمنعه من التثبت بالخلية، ما يؤدي إلى تحييده بشكل فعال. ويقدم هذا الإنجاز أملا في علاج «كوفيد-19».
وقال العلماء إن الجسم المضاد، إذا حُقن به البشر، يمكن أن يغير «مسار العدوى» أو يوفر الحماية لشخص غير مصاب يتعامل مع مريض بفيروس كورونا.
وعلى هذا المنوال أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، عن البدء في تجارب على لقاحات جديدة في مختبرات قيادة القوات البرية ضد «كورونا» وأن العاملين في المختبرات بدأوا بإجراء التجارب على الفئران.
وأوضح المتحدث باسم البنتاجون أنه في القريب العاجل سيتم تجربة هذه اللقاحات المحتملة على عدد محدود من البشر وعلى الحيوانات القريبة من الخصائص التشريحية البشرية، بما في ذلك القرود.
ولم تمض على هذه التجارب أسابيع حتى تم الإعلان عن متطوعين لاختبار المصل الجديد حتى شهد العالم، لحظة حقن الأميركية «جنيفر هالر» باللقاح التجريبي لفيروس«كورونا».