نشرت مجلة «الهلال» في يوليو 2014، ملفاً خاصاً عن المقرئين في مصر، وكتب رئيس تحرير المجلة حين ذاك يقول: «إن المدرسة المصرية في تلاوة القرآن الكريم، والتي بدأت في القرن العشرين، اجتذبت مئات الملايين من المسلمين، وجعلتهم أكثر إيماناً وخشوعاً وتدبراً لمعاني القرآن الكريم، وجعلت قلوب الكثير من غير المسلمين تبحث عن دين الله سبحانه وتعالى أفواجاً، واستطاع علماء مصر أن يكونوا أعلم أهل الإسلام بأحكام التلاوة، وكيفية تدريسها، وأخذ منهم كل علماء العالم الإسلامي، وصدقت المقولة التي تقول: "نزل القرآن في مكة، وقرئ في مصر". وتحدث الملف عن مجموعة من مشاهير القراء في المدرسة المصرية، حيث يذكر أن أول من نقل القرآن الكريم في الإذاعة المصرية، هو الشيخ محمد رفعت، وأن أشهر من تلا القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي، وحول القرآن الكريم من نص ديني مقدس إلى حياة أخلاقية كاملة، واشترط أن يتم تعطيل المقاهي ليستمع الناس للقرآن الكريم من الإذاعة، وجعل الناس تهتم بأحكام التلاوة وأسرار القرآن الكريم ومخارج الألفاظ.. هو الشيخ مصطفى إسماعيل.
كما يذكر الملف أن المدرسة الفريدة التي تميزت بالقوة والجمال والخشوع، هي للشيخ عبدالباسط عبدالصمد، لأن القرآن كان يخرج من قلبه إلى لسانه، فيصل القلوب، وقد تبوأ مكانة رفيعة، وقرأ القرآن الكريم في الحرمين الشريفين، وفي المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي بفلسطين، وفي المسجد الأموي بسوريا. وحين زار باكستان استقبله في المطار رئيسها، في حينه، الجنرال ضياء الحق، وصافحه على سلم الطائرة، وحضرت رئيسة وزراء الهند السابقة أنديرا غاندي الاحتفالَ الديني الذي أقيم على شرفه عند زيارته الهند.
وقد أحب الناس طريقة الشيخ محمود علي البنا الخاشعة في تلاوة القرآن، وتميز الشيخ محمود خليل الحصري بالشفافية الكبيرة في خدمة القرآن الكريم، وهو أول من دعا إلى إنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم في مصر، ترعى مصالحهم وتضمن لهم حياة كريمة، وأول من رتل القرآن في الأمم المتحدة، وأول من رتله في القصر الملكي، وأول قارئ يقرأ القرآن الكريم في البيت الأبيض الأميركي وفي قاعة الكونجرس.. وكانت له فلسفة علمية خاصة لخدمة القرآن الكريم.
ومما أبرزه الملف:
1- أنه كانت هناك لجنة من العمالقة في علم القرآن الكريم، تختبر «المقرئين» قبل بث صوتهم على أثير الإذاعة المصرية.
2- أن أغلبهم كان يتمثل القرآن الكريم في حياته ومعاملاته.
3- أن أغلبهم حفظ القرآن في سن الـ12 وتخرج في الكتاتيب، وكان يعيش في بيت أهله يحفظون القرآن الكريم.
4- أن عدداً كبيراً من غير المسلمين تأثر بقراءتهم للقرآن الكريم، وقد دخل بعضهم الإسلام.
5- أن أغلبيتهم زاروا الدول العربية والإسلامية والأجنبية وتم الاحتفاء بهم.
6- أنه رغم التقدير الذي حظي به القراء، فقد كان القارئ يستلم من الإذاعة 10 جنيهات أسبوعياً، بينما تأخذ منها المطربة 100 جنيه عن الساعة.