ربما‎ ‬بات ‬السؤال ‬المتعلق ‬بانتخابات ‬الرئاسة ‬الأميركية ‬القادمة، ‬واحداً ‬من ‬الأسئلة ‬المقلقة ‬للأميركيين ‬عن ‬بكرة ‬أبيهم‬، ‬فللمرة ‬الأولى ‬يجدون ‬أنفسهم ‬أمام ‬تداعيات ‬خطيرة ‬داخلية ‬ترسم ‬في ‬الآفاق ‬هواجس ‬بشأن ‬مستقبل ‬تلك ‬الانتخابات، ‬وهل ‬ستجرى ‬في ‬موعدها ‬بالفعل، ‬أم ‬أن ‬قراءات ‬أخرى ‬تجعل ‬من ‬الصعوبة ‬حدوث ‬ذلك. القصة‎ ‬باختصار ‬غير ‬مخل ‬تدور ‬حول ‬كورونا، ‬ذلك ‬الفيروس ‬الشائه ‬الذي ‬ضرب ‬الولايات ‬المتحدة ‬الأميركية، ‬وأسقط ‬نحو ‬تسعين ‬ألف ‬من ‬الضحايا‬، ‬وهناك ‬قراءات ‬استشرافية ‬ترى ‬أنه ‬بحلول ‬شهر ‬أغسطس ‬المقبل ‬سوف ‬يرتفع ‬العدد ‬إلى ‬قرابة ‬المائة ‬وخمسين ‬ألف، ‬ما ‬يجعل ‬المشهد ‬الانتخابي ‬الرئاسي ‬صعب ‬الحدوث.
والشاهد‎ ‬أنه ‬على ‬الرغم ‬من ‬الفتح ‬الجزئي ‬للحياة ‬والأعمال ‬في ‬أكثر ‬من ‬خمسين ‬ولاية ‬أميركية ‬حتى ‬الساعة، ‬وما ‬يبدو ‬أنه ‬انحسار ‬ظاهر ‬في ‬عدد ‬الحالات، ‬إلا ‬أن ‬هناك ‬مخاوف ‬جذرية ‬عند ‬عدد ‬وافر ‬من ‬العلماء ‬الأميركيين ‬من ‬عودة ‬انتشار ‬كورونا ‬في ‬موجة ‬ثانية ‬قد ‬تكون ‬أكثر ‬شدة ‬وانتشاراً ‬من ‬الأولى، ‬لا ‬سيما ‬مع ‬حلول ‬الشتاء ‬القادم، ‬ما ‬يعني ‬أن ‬أي ‬انتخابات ‬لا ‬يمكن ‬بحال ‬من ‬الأحوال ‬أن ‬تجري ‬بها ‬المقادير ‬في ‬الداخل ‬الأميركي، ‬وربما ‬هذا ‬ما ‬ألمح ‬إليه «‬جاريد ‬كوشنر» ‬صهر ‬الرئيس ‬ترامب ‬مؤخراً، ‬ما ‬تسبب ‬في ‬هجوم ‬عليه ‬وعلى ‬الرئيس ‬نفسه. هل‎ ‬يمكن ‬أن ‬تكون ‬الانتخابات ‬الرئاسية ‬الأميركية ‬القادمة ‬واحدة ‬من ‬أشد ‬المعارك ‬الانتخابية ‬الأميركية ‬سخونة ‬وغرابة؟
‎ ‬أغلب ‬الظن ‬أن ‬ذلك ‬كذلك ‬...لماذا؟ ربما ‬لأنها ‬المرة ‬الأولى ‬التي ‬نرى ‬فيها ‬رئيساً ‬سابقاً ‬يلعب ‬دوراً ‬أساسياً ‬ضد ‬الرئيس ‬الحالي، ‬ومن ‬أجل ‬خدمة ‬نائبه ‬الذي ‬خدم ‬معه ‬ثمان ‬سنوات ‬في ‬البيت ‬الأبيض.
‎ ‬القصة ‬تدور ‬حول ‬باراك ‬أوباما، ‬والذي ‬ظهر ‬إلى ‬العلن ‬مطالباً ‬الشعب ‬الأميركي ‬بانتخابات ‬نائبه ‬السابق ‬جوزيف ‬بايدن، ‬وهو ‬غالباً ‬من ‬سيحصل ‬على ‬ترشيح ‬الحزب ‬«الديمقراطي» ‬له ‬لخوض ‬غمار ‬الانتخابات ‬القادمة.
‎ ‬أوباما ‬لم ‬يكتف ‬بالدعم ‬التقليدي، ‬لكنه ‬بدا ‬ينذر ‬ويحذر ‬الأميركيين ‬من ‬أن ‬اختيار ‬ترامب ‬مرة ‬أخرى، ‬أمر ‬يعني ‬تعريض ‬الحياة ‬السياسية ‬والديمقراطية ‬للخطر، ‬وأن ‬النسيج ‬الاجتماعي ‬الأميركي ‬سوف ‬يعاني المزيد ‬من ‬العنصرية ‬والتمزق، ‬إلى ‬آخر ‬لائحة ‬الاتهامات ‬الأوباماية ‬ضد ‬التوجهات ‬الترامبية. هل‎ ‬كان ‬لترامب ‬أن ‬يصمت ‬في ‬مواجهة ‬ما ‬يتعرض ‬له ‬بهدف ‬إفقاده ‬فرصة ‬البقاء ‬في ‬البيت ‬الأبيض ‬لثماني ‬سنوات ‬أخرى؟
‎ ‬بالقطع ‬لا ‬، ‬ولهذا ‬تفجرت ‬قضية ‬ما ‬بات ‬يطلق ‬عليه «‬أوباما –‬غيت»‬، ‬وجوهرها ‬تدخل ‬إدارة ‬الرئيس ‬أوباما ‬في ‬عامها ‬الأخير ‬بشكل ‬كبير ‬من ‬وراء ‬الستار‬، ‬ومع ‬استغلال ‬كافة ‬الموارد ‬المتاحة ‬لها ‬بشكل ‬رسمي‬، ‬لدعم ‬المرشحة ‬«الديمقراطية» ‬هيلاري ‬كلينتون‬، ‬في ‬مواجهتها ‬للمرشح «‬الجمهوري» ‬ترامب، ‬الأمر ‬الذي ‬يمكن ‬أن ‬يصل ‬بأوباما ‬إلى ‬المساءلة ‬ثم ‬المحاكمة.
الانتخابات‎ ‬الرئاسية ‬الأميركية ‬هذه ‬المرة ‬حكماً ‬‬حافلة ‬بالكثير ‬من ‬المفاجآت، ‬وما ‬من ‬رؤية ‬استشرافية ‬قادرة ‬على ‬القطع ‬بتوجهاتها، ‬وإن ‬بقيت ‬حظوظ ‬ترامب ‬في ‬كل ‬الأحوال ‬جيدة ‬بما ‬يكفي.
*كاتب مصري ‬