نظم التجمع الأوروبي لمكافحة التطرف والإرهاب ندوة عن بُعد، بعنوان «دور الفكر في محاربة التطرف والإرهاب» بتاريخ 2 يونيو 2020، وشارك في الندوة عدد كبير من الأكاديميين والسياسيين والمختصين والدبلوماسيين من عدة دول أوروبية. وقد أشاد الكثير من المشاركين بكتاب «السراب» لسعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وبتجربته التعليمية المميزة، كما كُشِف عن ترشيح الكتاب لجائزة نوبل للآداب لعام 2020.
شددت «آنا سورا»، عضو مجلس الشيوخ الإسباني، في الندوة على وضع تعريف محدد للتطرف والإرهاب، وعلى أهمية دور توعية الطلبة في المراحل كافة بالإرهاب، وقد أشادت «سورا» بالتجربة التعليمية لكتاب «السراب»، والتي وصفتها بأنها تجربة مهمة تستحق الاستفادة منها لأنها ستكون من أهم أساسيات مكافحة التطرف.
أما الدكتور «ماغنوس نوريل» الباحث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فوصف الإرهاب على أنه فيروس يفتك بالمجتمعات، ولا يمكن علاجه من دون معرفة حقيقته وأسبابه، وهنا يأتي دور المفكرين للحد من انتشاره والسيطرة عليه، لذلك دعا للاستفادة من كتاب «السراب» لأنه جسّد هذا الإطار بنجاح.
ومن أهم ما ذكر في الندوة، هو ما جاء في الختام في كلمة «جان فالير بالداكينو»، رئيس دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس، عن أهمية التجربة التعليمية لكتاب «السراب» في إطلاع الطلبة على حقيقة الجماعات الإسلامية المتطرفة، التي تستعمل الدين لأهداف سياسية مشبوهة.
فقد شرح الكتاب عدة حقائق مهمة، والتي يجب أن توضح خاصة للعالم الغربي، هي أن الأغلبية الساحقة من المسلمين متمثلة بالنموذج الذي يرى الدين فروضاً وعبادات، أما النموذج الثاني، فهو ذلك الذي تنتهجه جماعات الإسلام السياسي باستغلالها للدين سياسياً والذي من شأنه أن يعرقل مسيرة التنمية والتطور وتغذية الفجوة الحضارية التي تفصل بين العديد من الدول العربية والإسلامية والدول الغير الإسلامية.
ووضح الكتاب أن منبع الإرهاب موجود في أيدولوجيات منظري «الإخوان» كما جاءت في كُتب سيد قطب وأبي الأعلى المودودي. إذ يعد كتاب قطب «معالم في الطريق»، واحداً من أهم الأوعية الفكرية للتطرف والإرهاب، حيث نهلت منه ولا تزال الجماعات الدينية السياسية المتشددة. بينما كان أبو الأعلى المودودي هو المرجع الذي استند إليه سيد قطب في مفهوم الحاكمية الذي يصنف المجتمعات العربية والإسلامية على أنها في ضلالة وكفر ولا سبيل لتقويمها إلا من خلال الجماعات الدينية السياسية.
إن كتاب «السراب» هو موسوعة غنية بالمعلومات لمواجهة الإرهاب والتطرف ولا بد أن يُدرّس، ليس فقط في الإمارات، بل أيضاً في الجامعات والمدارس في الدول الغربية، لأن كثيراً من هذه الدول مخدوعة بجماعات الإسلام السياسي مثل جماعة «الإخوان»، التي تظهر وجهاً متسامحا مؤمناً بالديموقراطية إلى الغرب، والوجه الآخر الحقيقي الراديكالي للعالم العربي والإسلامي.
*باحثة سعودية في الإعلام السياسي