تنظر دولة الإمارات العربية المتحدة، بتوجيهات من قيادتها الرشيدة، إلى أصحاب الهمم بوصفهم فئة اجتماعية فاعلة ومؤثرة في صناعة الحاضر ورسم ملامح المستقبل، باعتبارهم أحد الأركان الأساسية المهمة في مسيرة الدولة في النمو والتنمية والتطور، فالنظرة إليهم تتلخص بضرورة دمجهم في شتى مجالات الحياة ضمن رؤى استراتيجية تقوم على الشراكة والتأثير والأهمية.
وانطلاقاً من الحرص على اتخاذ كل الخطوات التي تسهّل على أصحاب الهمم حياتهم وتعاملاتهم، واستناداً إلى رؤية القيادة الحكيمة في تعزيز جودة حياة أصحاب الهمم، أطلق الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، رئيس مجلس إدارة صندوق التكافل الاجتماعي للعاملين بوزارة الداخلية، الثلاثاء الماضي، مبادرة خاصة بأصحاب الهمم، بمنحهم بطاقة «فزعة همم»، التي تقدّم لهم باقات من التسهيلات والمزايا اللامحدودة، وتجسّد مبادئ الدعم والتكافل والتضامن، بخدمات مميزة وذات جودة عالية، حيث قال سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، إن إطلاق هذه المبادرة «يأتي تجسيداً لرؤية القيادة الرشيدة في تحقيق الاندماج الاجتماعي، وتشجيع بناء مجتمع تتوافر فيه فرص متساوية للجميع ومبادئ الحكومة في تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات والمؤسسات لخدمة أصحاب الهمم».
إن إطلاق المبادرات التي تقدّم تسهيلات وخدمات نوعية لأصحاب الهمم في شتى المجالات، يعزز من حقوقهم الإنسانية، ويزيل أي معوقات أو تحديات تقف أمام تحقيقهم لطموحاتهم الكبيرة، وينسجم مع رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، القائمة على ضرورة الاهتمام والرعاية وتوجيه الجهود لدعمهم ودمجهم في كل مجالات الحياة، ليتمكنوا من إبراز قدراتهم وتوظيفها في بناء مستقبل مستدام، يحقق لأفراد المجتمع الرفاه والاستقرار المنشودين.
لقد بذلت دولة الإمارات، قيادة وحكومة ومؤسسات، جهوداً كبيرة ونوعية من أجل تحسين وتطوير خدمات وبرامج دعم وتمكين أصحاب الهمم في المجالات الصحية والتعليمية والنقل والإسكان وغيرها، سعياً إلى توفير كل ما من شأنه مساندتهم ليتمكنوا من إكمال حياتهم بريادة واقتدار، حيث لم يقتصر هذا الدعم على الظروف الطبيعية فقط، إنما جاء مكثّفاً في أثناء هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها العالم أجمع، بسبب انتشار وباء كورونا المستجد، كمنحهم، مع فئات أخرى، حق الحصول على الفحص المجاني للفيروس، وإصدار «دليل أولياء الأمور لتهيئة أصحاب الهمم للفحص المنزلي»، الذي جاء تجاوباً مع «البرنامج الوطني للفحص المنزلي لأصحاب الهمم» للمواطنين والمقيمين، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، في إطار جهود الدولة الاحترازية والوقائية لمواجهة كورونا، بما يحقق سرعة الإنجاز وأفضل النتائج.
إن دولة الإمارات قدمت نموذجاً يحتذى به في التحول إلى دولة صديقة لأصحاب الهمم، تجسّدت أكثر ما يكون عندما أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بتغيير مسمى «ذوي الإعاقة» إلى «أصحاب الهمم» بشكل رسمي، ما منحهم مشاعر أكثر إيجابية وثقة، وعزز لديهم الإصرار على تجاوز التحديات التي تواجههم جسدياً وحسياً وعقلياً، ومكّنهم من تجاوز واقعهم النفسي بمجرد أن أدركوا الطاقات والإمكانيات الكامنة لديهم، والتي من خلال تشجيعهم ودمجهم، تعززت وقويت، وأصبحت أكثر صلابة وقوة وإصراراً على أن يكونوا شركاء حقيقيين في مسيرة البناء والتطوير.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية