يعد مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الذي تأسس في 14 مارس 1994 إحدى قلاع البحث العلمي، ليس على الصعيد المحلي فقط، وإنما على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويقوم المركز من خلال آليات عمل صارمة والتزام تام بقواعد البحث العلمي والمعايير الموضوعية المجردة بدور هائل في المجالات التي يعمل فيها، سواء أكان ذلك في دعم عملية صنع القرار أو خدمة المجتمع أو البحث العلمي.
وفي الواقع، فإن هذه المكانة المتميزة التي استطاع المركز تحقيقها جاءت بفضل الدعم غير المحدود الذي يتلقاه المركز من قيادتنا الرشيدة التي تؤمن بأهمية البحث العلمي وقيمته والدور الذي يجب أن يقوم به في نهضة الأمم والشعوب، وهنا يجب تأكيد حقيقة أن قرار تأسيس المركز قد جاء في إطار حرص القيادة الرشيدة على ترسيخ دعائم الدولة العصرية ذات المؤسسات المواكبة للتطورات العلمية والبحثية في العالم، ووفقاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، أصبح المركز مؤسسة مستقلة متخصصة بالبحوث العلمية والدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، ذات الأهمية بالنسبة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنطقة الخليج العربي، والعالم بأسره، وقد استطاع المركز، من خلال إدارة ذكية وجادة ودؤوبة، بقيادة سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي مدير عام المركز، توظيف هذا الدعم لصالح تأسيس صرح علمي عملاق.
ومنذ تأسيسه، شهد المركز العديد من التطورات، سواء فيما يخص آليات عمله أو هيكله التنظيمي، ما يؤكد المرونة التي يتمتع بها، الأمر الذي كفل له المزيد من الإنجاز والتميز في مجالات عمله المختلفة، ويوم أول من أمس، أصدر سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، قراراً بتشكيل «مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي. ونص القرار على أن يضم المجلس كلاً من: سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي نائباً للرئيس، وعضوية: سمو الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة مستشار جلالة ملك البحرين للشؤون الدبلوماسية، ومعالي الدكتور صلاح الدين البشير وزير الخارجية الأسبق في المملكة الأردنية الهاشمية، ومعالي نبيل إسماعيل فهمي وزير الخارجية السابق في جمهورية مصر العربية، وسعادة عمر سيف غباش مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية، والسيدة ريما المقرب المهيري المدير التنفيذي للشؤون الاستراتيجية جهاز الشؤون التنفيذية - أبوظبي.
ومما لا شك فيه أن ما حققه المركز عبر مسيرة بدأت منذ أكثر من 25 عاماً، قد جعل منه أيقونة بحثية، يفخر بها كل إماراتي وعربي، وتتنوع الإنجازات التي حققها المركز في المجالات المختلفة التي يعمل فيها، ولعل أبرز هذه الإنجازات أن المركز استطاع تحقيق هدف مهم للغاية يتمثل في مواكبة الرؤى التنموية الطموحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ودعم السياسات العامة، واستشراف المستقبل في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، وهو أحد الأهداف الرئيسية التي يسعى المركز لتحقيقها، وذلك من خلال ما يقدمه من دعم مستمر لعملية صنع القرار في الدولة عبر دراسات متخصصة عميقة تسبر أغوار الواقع وتستشرف آفاق المستقبل، يقوم على إعدادها فريق من الباحثين المتميزين، الذين أعدهم المركز بشكل جيد، في سياق الجهود المتواصلة التي بذلتها إدارة المركز لتكوين جيل من الباحثين المواطنين من خلال برامج إعداد الكوادر الشابة المواطنة.
إن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وبفضل الدعم الهائل والمتواصل من قبل قيادتنا الرشيدة وبفضل ما يضمه من كفاءات نادرة تعمل كفريق عمل مبدع ورائع تحت قيادة سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، بات من أبرز المؤسسات المتخصصة بالبحوث العلمية والدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وسيواصل المركز بعزيمة لا تلين أداء المهام المنوطة به في المجالات كافة، ليرسخ مكانته كأحد المصادر المهمة للقوة الناعمة التي تتمتع بها دولة الإمارات العربية المتحدة.
*عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.