أشهر ستة مرت على بداية جائحة كوفيد 19 منذ انتشارها في الصين، وأصبح العالم الآن متعايشاً مع هذه الأزمة بدرجة أقل من القلق، مقارنة بالهلع الذي ظهر في بداياتها.
هناكَ العديد من الدروس، أتطرق لبعضها، وأهمها وأولها: التحدي العلمي الذي تجسد في البحث عن لقاح ودواء، وأيضاً في معرفة تفاصيل الفيروس وسماته، وما نتج عن ذلك من تنافس عالمي، من أجل حماية الاقتصاد الدولي، الذي يتطلب حماية صحة الشعوب كي تستأنف الإنتاج، وتواصل العمل في كل القطاعات الاستثمارية، التنافس حول اللقاح والدواء سيعود بمكاسب تجارية ليست أقل من «كنز» للشركات المنتجة، وفي الوقت نفسه إنجاز علمي للعلماء والكوادر، التي ساهمت في ظهور دواء إلى النور، على الأقل في هذه المرحلة، وبالفعل ظهرت أدوية لعلاج المرض وحماية الأرواح، وهناكَ أكثر من 10 لقاحات يتم اختبارها الآن، ولا يزال أمام البشرية تحديات علمية ضخمة في مواجهة الأوبئة.
الدرس الثاني: يكمن في كشف القدرات الحقيقية للدول التي نصفها بالكبرى والعظمى، فها هي الولايات المتحدة تعاني من كثرة أعداد المصابين وزيادة في عدد الوفيات، وربما أضر بصورتها كقوى عظمى، بينما نجحت دول أخرى مثل نيوزيلندا مثلاً في السيطرة على الوباء.
الدرس الثالث: محورية دور القيادات في احتواء الأزمة، وطمأنة السكان كافة، وتحفيز القطاعات المعنية، وهنا في الإمارات ضرب قادتُنا أروع الأمثلة في الإدارة الكفوءة، التي ظهرت عبر أداء متميز للجهات المعنية بالتصدي للوباء، والحد من تداعياته بالفحوصات والتوعية والإجراءات الاحترازية، والمرونة في الاستجابة للتطورات، وإثبات كفاءة القطاع الطبي «الجيش الأبيض» كخط دفاع أول لحماية المجتمع.
الدرس الرابع: محورية الرعاية الصحية في ضمان استمرار النمو الاقتصادي، وضمن هذا الإطار أعلنت منظمة «التعاون الاقتصادي والتنمية»، بأنَّ التعافي من الركود الاقتصادي سيكون بطيئاً جراء الجائحة، ومن هنا نستنتج بأن علاقة الاقتصاد بالسياسة بالمجتمع هي علاقة وطيدة ومتينة وكل منهما يتكّل على الآخر، وإن كانت الصحة كمؤشر مجتمعي هي الأهم، ويتوجب أن تتصدر أولويات كل دولة.. الوباء غيّر قرارات العالم، وغيّر من فِكر الشعوب، وقدم دروساً تتراكم يوماً بعد يوم، يمكن الاستفادة منها مستقبلاً.