استيقظ صديقي لأداء صلاة الفجر، ويستعد للذهاب لمقر عمله، وكعادته يقوم بتصفح ما نشرته الصحف على هاتفه المتحرك، وقد هاله ما قرأ، فالوضع في اليمن السعيد لا يُبشر بالسعادة، في ظل تعنت جماعة «الحوثي»، وإصرارها على الانقلاب على الشرعية، وتغليب مصلحة من يساندهم من خارج اليمن على حساب الوطن، في الوقت الذي تنتشر فيه جائحة كورونا بين الشعب اليمني، الذي لا يملك سوى الصبر، ثم انتقل صديقي للشام ليجد سوريا ممزقة الأوصال بين النظام وإيران وروسيا وتركيا وفلسطين، ليست ببعيدة عنها، إذ ما زال الاحتلال الإسرائيلي يرفض تنفيذ القرارات الدولية بقيام دولتي فلسطين وإسرائيل على حدود ما قبل عام 1967، بل ويرفض الإجماع العربي على تنفيذ تلك القرارات مقابل التطبيع، وما زال مستمراً في خرق القانون الدولي، إثر تهديد قادته بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، في ظل الرفض الفلسطيني والعربي والدولي، وبعد قيامه بفرض سيطرته على كامل مدينة القدس، وقريباً من سوريا وفلسطين يقرأ صديقي ما يحدث من خلافات عميقة في العراق تهدد استقرار شعبه وسعادته، ثم يتحول إلى لبنان ليجد التحديات الاقتصادية والسياسية في ظل غليان شعبي لا يتوقف منذ شهور.
ثم انتقل صديقي إلى الأوضاع العالمية، حيث وجد كافة دول العالم تقريباً، بما فيها الدول العربية، ترزح تحت تأثير فيروس كورونا المستجد، الذي لم تستطع حتى أقوى الدول الصناعية الاستعداد له، الأمر الذي جعل القطاع الصحي فيها يعاني الأمرين في مواجهة الجائحة، واستيعاب التزايد المستمر في أعداد المصابين بها، وقد لاحظ صديقي أن تلك الدول بالرغم مما تمتلكه من قدرات صناعية وتكنولوجية قوية ومتطورة للغاية لم يحالفها النجاح في خطط الاستجابة للجائحة، مما جعلها تضع خططاً باهظة التكاليف للتعافي منها، ومن آثارها المدمرة على المستويات الاقتصادية والصحية والاجتماعية، وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، وجد صديقي الأوضاع في الولايات المتحدة تزداد سوءاً صحياً وسياسياً، فجائحة كورونا – كوفيد 19 تنتشر بسرعة رهيبة بين الشعب الأميركي في كافة الولايات، ما أدى إلى زيادة رهيبة في أعداد الإصابات والوفيات، كما لاحظ صديقي حجم الانتقادات المستمرة للرئيس الأميركي «دونالد ترامب» على خطة الاستجابة التي طبقها لمواجهة «كوفيد 19»، بجانب أسلوب إدارته للاضطرابات الشعبية وسخط الشارع في كافة الولايات تقريباً بعد مقتل المواطن الأميركي «جورج فلويد»، كل ذلك وجده صديقي يلقي بظلاله السلبية على مستقبل البيت الأبيض خلال الانتخابات الرئاسية القادمة في شهر نوفمبر القادم، سواء فاز الرئيس الأميركي «ترامب» بولاية ثانية أو جاءت النتائج لصالح المرشح «الديمقراطي» «جو بايدن».
وفي النهاية، قام صديقي المواطن بمغادرة منزله متجهاً إلى عمله وهو يبتسم راضياً، تغمره السعادة والراحة والاطمئنان على حاضره ومستقبله، مردداً مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «إن سلامة الناس على أرض الدولة هي أولوية قصوى، بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، وهي أمانة نحن مساءلون عنها».