تأتي رسالة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، التي نُشرت السبت الماضي، ووجّهتها سموها إلى أبنائها من الطلبة وأولياء أمورهم، في وقتها الملائم الذي يحصد فيه الطلبة في الدولة ثمار ما بذلوا من جهد، ويقفون على مسافةٍ من تجربتهم التعليمية الغنية بالدروس لتقييمها في إطارها الصحيح، بعد عام دراسي واجهت فيه العملية التعليمية وأطرافها جميعاً تحديات غير مسبوقة.
إنّ هذا الاهتمام بالطلبة لحظة احتفالهم بنجاحاتهم المستحقة، وإشعارهم بما يحتلونه من مكانة بارزة لدى رموز الدولة، يعكسان جانباً من التقاليد السياسية والمجتمعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والممارسات التي تفسِّر متانة اللُّحمة الاجتماعية فيها، فكل فئات المجتمع حاضرة في فكر القيادة الرشيدة، وكلٌّ منها يحظى بالرعاية والمتابعة الحثيثة التي ترصد أدنى المشكلات وتعمل على حلها بسرعة. كما أن الحوار الذي تتعدّد وسائله وقنواته بين رموز الدولة وأبناء الشعب جميعاً، هو حوار لا يعرف الانقطاع أو الوهَن. وتُمثل رسالة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) واحدة من وسائل هذا الحوار الثري بمضامينه ومعانيه، فهي تعكس روح التفاؤل والثقة بالمستقبل اللذين تتسم بهما الدولة، حيث تقول سموها: «شهدنا هذا العام ظروفاً استثنائية، أثبت فيها أبناء الوطن قدرتهم على تخطي العقبات، وجاهزيتهم في ظل كل المتغيرات، ما يعكس نهجاً ثابتاً في دولة الإمارات». والثقة التي تُستهلُّ بها الرسالة تستند إلى مُنجز على الأرض في المجال التعليمي، ونجاح ملموس في التغلب على تحديات كورونا. وقد استطاعت دولة الإمارات أن تُحقق هدف حماية الطلبة وأعضاء الهيئات التعليمية من أي احتمالات للإصابة بالفيروس، وفي الوقت ذاته مواصلة تقديم الخدمة التعليمية بأعلى مستوى. وأعادت رسالة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) تأكيد إيمان القيادة الرشيدة «بأن الثروة البشرية هي الثروة الأغلى، فهي أساس التنمية واستدامتها، وركيزة التفوق من خلال تنفيذ رؤيتها الاستباقية والتطويرية على أرض الواقع في المنظومة التعليمية»، وهو تأكيد ينبع من المكانة التي تحتلُّها الثروة البشرية في العقيدة السياسية الراسخة لدولة الإمارات منذ تأسيسها، ودورها المحوري في توجيه السياسات والاستراتيجيات والخطط جميعها لمصلحة الإنسان، واعتبار قدرتها على توفير أفضل ظروف الحياة له معيار النجاح الحقيقي.
وأبرزت الرسالة ما حقّقته تجربة التعليم عن بُعد من نجاح لافت للنظر، فقد جاء فيها أن دولة الإمارات «أثبتت أنها من الدول الرائدة في مجال التعليم عن بُعد، الأمر الذي ساهم في استمرار مسيرة التعليم ووصول الطلاب إلى نتائج مشرّفة». ومَنْ يُتابع تجارب التعليم عن بُعد في العالم، وما رافقها من مشكلات وصعوبات، يدرك أن دولة الإمارات قدَّمت أنموذجاً متميزاً، حيث اتسمت تجربتها بالسلاسة واليُسر منذ لحظتها الأولى. 
لم يحدُث خلال تجربة التعليم عن بُعد في دولة الإمارات أيُّ ارتباك يُصاحِب البدايات عادة، بل انخرط الطلبة والمعلمون والإدارة المدرسية وأولياء الأمور في عملية منظمة محدَّدة الخطوات، لأن الاستعداد المسبق لمواجهة الظروف من بين المفاهيم الحاضرة دوماً في الدولة. ولم يكن توافر البنية التحتية التكنولوجية العالية المستوى هو العنصر الوحيد في نجاح التعليم عن بُعد، فلا يقلُّ عنه أهمية وجود بيئة جعلت من التعامل مع التكنولوجيا المتطورة ثقافةً مجتمعيةً لدى مختلف الأجيال.
أخيراً، فقد وجَّهت الرسالة دعوة إلى أولياء الأمور وإلى الطلبة لاستثمار العطلة الصيفية بأفضل طريقة ممكنة، والاستفادة من الأنشطة التي تُقدّمها المؤسسات المعنية في الدولة، وتتيح للطلبة اكتساب المعرفة بطرق متنوعة وممتعة، فضلاً عن تطوير قدراتهم الفكرية والبدنية والروحية، ليخرجوا إلى الحياة العملية قادرين على إحراز النجاح والتفوق، والإسهام في ملحمة العطاء والتنمية التي يشهدها بلدهم الطيب.

عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية