دبي دانة الدنيا بمشاريعها ومبادراتها، وشريان الحياة المتواصل في خورها منذ آلاف السنين، فلنستمع بإنصات إلى رائد يفي بوعده، وقائد يخطط للمستقبل، وفعله يسبق قوله، إنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حيث قال على «تويتر»: أعلنا قبل 47 شهراً عن امتداد الخط الأحمر لمترو دبي بتكلفة 11 مليار درهم.. واليوم ندشن مشروعنا.. 50 قطاراً.. 7 محطات.. 125 ألف راكب يومياً.. 12 ألف مهندس وفني، و80 مليون ساعة عمل، لننجز عملنا في وقته كما وعدنا.. نقول ما نفعل.. ونفعل ما نقول.. هذه دبي.
تشرفت يوماً بحضور مجلس سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية، وكان من بين الحضور مطر الطاير رئيس هيئة طرق ومواصلات دبي، فوجّه سموه سؤالاً مباشراً إليه: متى ينتهي مشروع الممر المائي؟ فأجاب بالدقة المعروفة في إنجاز مشروع مترو دبي، الذي قدر قيمة تلك اللحظة المميزة في هذا الرقم «9-9-2009»» بأكثر من 20 مليار درهم، كذلك رده على مشروع الممر المائي بذات الدقة في التنفيذ. وبما أنني جارٌ لمكان هذا المشروع الفريد، ولأكثر من ثلاثة عقود، وكنت أمرُّ على هذا المشروع أكثر من مرة في اليوم الواحد، فكاد الشك ينتابني في دقة التوقيت، لما كنت ألاحظ من أكوام الحجارة والتراب وبقايا الردم، ما لا يتوافق مع تاريخ نهاية المشروع. ولكن يقيني بالمترو كان يزيل ترددي، حتى رأيت الزورق الرشيق لحاكم دبي يشق عباب الخور الممتد لقرابة 40 كيلو متراً مربعاً، لا يشبهه ممر مائي في زمنه، فهذه هي دبي في أوج ألقها.المسار التنموي في دبي يتواصل كل يوم، مرتكزاً على نجاحات ومبادرات، وضمن هذا الإطار، أشار ولي عهد دبي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في تويتر، إلى أهمية ميناء جبل علي، عندما قال: «ترأست اجتماع المجلس التنفيذي في أكبر ميناء في الشرق الأوسط وأفضلها على مدار 24 عاماً على التوالي.. ميناء جبل علي، يواصل دوره منذ افتتاحه في 1979 كحلقة وصل محورية للتجارة العالمية، يربط أكثر من 180 خطاً ملاحياً مع 150 ميناء حول العالم، المناطق الحرة ركيزة مهمة من ركائز الاقتصاد، وتسهم فيه بنسبة 33% بإجمالي 135 مليار درهم... واعتمدنا الخارطة الجغرافية الاقتصادية لدبي 2030، وأهدافها تتضمن زيادة هذه المساهمة إلى 250 مليار درهم». كنت مَدعوّاً إلى حفل تدشين النسخة العربية من مجلة «نيوزويك»، في مدينة دبي للإعلام مع مالك المجلة الشيخ خليفة آل الصباح، وبرفقته الشيخ حشر بن مكتوم مدير عام إعلام دبي آنذاك، فبدأ الشيخ خليفة حديثه الشجي عن تاريخ «ميناء جبل علي»، قال: زرت يوماً الشيخ راشد، رحمه الله، فاصطحبني فجأة إلى مكان لا أعرفه مع كثرة زياراتي لدبي، فنزلنا بالحوامة على منطقة لا بشر فيها غير الحجر والضب يتراكضون يمنة ويسرة، فوقف راشد على حافة صخرة ممتدة في البحر، فقال أريد أن أنشئ ميناء في هذا المكان، فقلت: طال عمرك هذا مكان «مقفر»، لا يستقطب أحداً، فهلا تراجعت عن هذه الفكرة، قال الشيخ راشد: لقد فكرت فيها عميقاً وملياً، فسوف ترى نتيجة ما أقول إذا حيينا في المستقبل القريب. قال الشيخ خليفة: لقد حيينا وبقينا شهوداً على فكر باني دبي، وإنْ رحل عنها، فقد ترك خلفه أمناء على هذا الفكر الثاقب لجدار المستقبل. مبادرات دبي نحو المستقبل تتواصل، من خلال التحالف الاستراتيجي للطباعة ثلاثية الأبعاد، وغيرها من الرؤى التي تتطلع لإنجازات جديدة. فكما وعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد شعبه، فلن يمر شهر واحد على دبي إلا وفي آفاقها مشاريع تتلألأ من حولها، وحتى في أصعب الظروف قادرة على الانطلاق بتذليل الصعاب وقهر المستحيل.