كان خافيير واسمان، المهندس البالغ من العمر 37 عاماً، يستيقظ صباحاً ويطلب رحلة عبر برامج مشاركة السيارات، كي يذهب إلى عمله داخل العاصمة الإسبانية مدريد، ثم حل فيروس كورونا وأصبح «واسمان» أكثر حذراً، فهو يخشى من الأشخاص الذين ربما استقلوا السيارة قبله، وفي العاصمة مدريد تتنافس أربع شركات على الزبائن بعمليات تأجير مرنة قصيرة الأمد، ومشاركة السيارات تعاني من عواقب الجائحة، حيث تتوقع شركة «فروست آند سوليفان» للاستشارات الاقتصادية، انخفاضاً بنسبة 25% في السوق هذا العام، والمخاوف من العدوى وتراجع إقبال السكان على التنقل، لأنهم يعملون من المنزل، عاملان قلصا عدد الزبائن في خدمات كان ينظر إليها باعتبارها مستقبل النقل داخل مدن أوروبا المزدحمة.
وكان القطاع يعاني بالفعل قبل فيروس كورونا، في الوقت الذي تنافس فيه شركات كثيرة على الزبائن، وبالأساس على الشباب الذين يحتاجون سيارةً من حين إلى آخر، وعلى مستوى العالم أغلق أكثر من 15 شركة أبوابها العام الماضي، وفقاً لشركة «فروست آند سوليفان».
ويرى شويتا سيرندر، رئيس قسم وسائل الانتقال الجديدة في الشركة الاستشارية، أن مشاركة السيارات كنموذج اقتصادي من الصعب أن يحقق ربحيةً، وأنها لن تعود إلى مستويات سابق عهدها قبل كوفيد-19 على الفور، والتعافي المتوقع بطيء. 
وهناك 50% تقريباً من الإسبان يعتزمون تقليص استخدامهم لخدمات مشاركة السيارات، و8% لن يستخدموا هذه الخدمة ثانيةً، وفقاً لتقرير لشركة «إ. واي.-بارثينون»، وفي إيطاليا لا يعتزم إلا 1.3% من الناس استخدام هذه الخدمات وخدمات النقل الأخرى، وذلك بسبب مخاطر العدوى، وفقاً لمسح أجرته شركة «موفيت»، وهي شركة نقل استحوذت عليها في الآونة الأخيرة شركة «انتل كورب».
وأكد «يوفاف ميداد»، كبير المسؤولين عن النمو والتسويق في «موفيت»، أن هناك عدداً متزايداً من الناس ينتقلون سيراً على الأقدام، ويستخدمون سياراتهم أو دراجاتهم النارية، وأن هناك عدداً يقلّ عن الناس يستخدمون المواصلات العامة من أجل التباعد الاجتماعي على الأرجح.
وكي تعزز الشركات نشاطها، فهي تتكيف من خلال تطوير إجراءات الوقاية الصحية، وتقديم طائفة واسعة من خيارات الإيجار، بما في ذلك عمليات الحجز المتقدمة والإيجار بالساعة والحجوزات لعدة أيام، والشهور المقبلة ستكون حاسمة، وقد أرجأت شركة «زيتي»، وهي مشروع مشترك أقامته في عام 2017 شركة الإنشاءات الإسبانية «فيروفيال»، وشركة صناعة السيارات الفرنسية «رينو»، تحقيق هدفها المتمثل في بلوغ تساوي الإنفاق والعائدات إلى العام المقبل، وإذا عجزت عن تحقيق هذا، فإن بقاءها سيكون على المحك.
لكن الأوضاع ليست بائسة في كل مكان؛ فقد حصل سوق باريس لمشاركة السيارات على دعم في نهاية 2019 بسبب إضراب كبير لعمال النقل ودرجة من التعافي بعد رفع الإغلاق، بحسب قول ديفيد بارتولومي، مدير التنمية الإقليمي لمشروع «شير ناو» التابع لشركتي «دايملر» و«بي. إم. دبليو»، ويؤكد بارتولومي أن الزبائن لا ينظرون إلى «شير ناو» باعتبارها خطراً صحياً، لأن «قيادة واحدة من سياراتنا أكثر أمناً على الأرجح من ركوب مصعد في مبنى متعدد الطوابق»، وبالنسبة للمستثمرين، ربما يمثل حال السوق فرصة للاستحواذ على حصة منه، وفي موقف للحصول على ربح من التعافي مع عدد أقل من المنافسين، وفي غمرة الأزمة، عززت شركة تأجير السيارات «سيكست» أسطولها من السيارات المشاركة بنحو 1000 سيارة في ألمانيا، وتوسعت خارج بلدها الأم لأول مرة، لتصل إلى امستردام وروتردام ولاهاي في يونيو، وسمح للزبائن بالانتقال بين ثلاث مدن هولندية.

توماس جوالتيري والساندرو سبيسيال وتارا باتل*

*صحفيون متخصصون في الشؤون الأوروبية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»