هذا العيد عيد استثنائي لن نكون فيه مثل كل عام سنكون اكثر احتفاء به واهتماماً بكل ساعاته، خاصة مع نجاحنا في التصدي لكورونا، وذلك بعد صعوبات جعلتنا أكثر إدراكاً لما نتمتع به من نِعم. الآن بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها، بعدما كانت الأمور الاعتيادية صعبة بل وممنوعة خلال الفترات الأولى من ظهور الوباء. 
وأزعم أن كلمة عادي ستكون كلمة جميلة رائعة ملونة تعني أن هناك حياةً تُعاش بكل مكوناتها من هدوء وضجيج وأخبار قريبة وبعيدة.
نحن اليوم فرحون بعودة المعتاد عبر الالتزام بالإجراءات الاحترازية، نحتاج وبشدة أن نعود للحياة وتعود الحياة لنا، والعيد هو فرصتنا الأجمل والأهم، للعودة إلى تفاصيل افتقدناها أثناء الجائحة.
والحمد لله، فالأخبار التي تراكمت ضد الحياة العادية تراجعت الآن، وبدأت الحياة تعود وعلينا أن نفتح لها الأبواب ونشرعها لنستقبل أيامنا القادمة، ونعود متفائلين للعمل وتفاعلاته اليومية. فنجان القهوة الذي حُرمنا منه في مقهى رائع مطل على وجوه لبشر وضحكات من فيه، صار الآن «ضرورة» يومية لنثبت للحياة أننا عدنا، وأننا متمسكون بتفاصيل صغيرة يومية.
حان موعد العودة لكل شيء، لكل حياة ولكل عمل. ورغم المنظرين الذين يتنبأون باختلاف سلوك البشر قبل وبعد إلا أن الإنسان لا يعنيه اليوم إلا أن يعود وتعود حياته التي سلبها فيروس ضئيل. صحيح أن كل النظريات والأبحاث والتوقعات يجب أخذها في الحسبان والتعامل بحذر للتعافي التام من هذا الخطر، لكن بعد هذا كله ما يهم أن نسعى جميعا لاستعادة حياة مؤجلة، والعودة من جديد لإيقاع اليوم المعتاد، الذي لطالما ألفناه قبل عدة أشهر.
العيد هو الفرصة المتاحة اليوم للعودة ولحب الحياة والاعتناء بها من جديد. 
كل عيد والجميع بخير، وكل عيد والوطن بخير، والحج مزدحم بالملايين من ضيوف الرحمن، كل عيد ومجالسنا عامرة بالضيوف والأحباب. عد يا عيد بكل تجديد، فقد مضى زمن من الترقب. ونحن في يوم العيد أكثر من سعداء به محتفين بصباحه ومشتاقين لكل ما فيه. 
عيدكم سعيد..كأسعد ما يمكن.