في‎ ‬كتابه ‬المعنون «‬أجاممنون»‬، ‬للمفكر ‬والروائي ‬والمسرحي ‬اليوناني ‬المبدع ‬، «‬إسخيلوس (‬525ق.م ‬-456 ‬ق.م)‬، ‬يذكر ‬عبارة ‬تقول: «‬من ‬ليس ‬له ‬حساد ‬ليس ‬له ‬أمجاد»، ‬ويبدو ‬أن ‬هذا ‬التعبير ‬ينطبق ‬اليوم ‬على ‬الإمارات ‬العربية ‬المتحدة، ‬إذ ‬أن ‬إنجازاتها ‬التي ‬تسارع ‬الزمن‬، ‬تجعل ‬من ‬الكارهين ‬والحاقدين‬، ‬الحساد ‬الجدد‬، ‬في ‬الشرق ‬الأوسط.
إن ‬مواقف الإمارات تحمل رسالة إنسانية سامية، ‬وهذا ‬ما ‬تجلى ‬بنوع ‬خاص ‬في ‬فترة ‬جائحة ‬كورونا، ‬حيث ‬سمع ‬وشاهد ‬العالم ‬الأخوة ‬الإنسانية ‬الإماراتية، ‬تترجم ‬على ‬الأرض ‬إلى ‬أفعال ‬تبدأ ‬من ‬روسيا ‬في ‬أقصى ‬الشرق‬، ‬وتصل ‬إلى ‬غابات ‬الأمازون ‬في ‬أقصى ‬الغرب.
‎ ‬لا ‬تُفاخر ‬ولا ‬تُجاهر ‬الإمارات ‬بأياديها ‬البيضاء‬، ‬وإنما ‬تعتبر ‬الأمر ‬دربا ‬من ‬دروب ‬الواجب ‬الإنساني ‬المتوجب ‬سلوكه ‬في ‬أزمنة ‬المحنة، ‬وهي ‬بذلك ‬تقدم ‬أنفع ‬وأرفع ‬معنى ‬للحضارة، ‬تلك ‬التي ‬صب ‬فيها ‬الأقدمون ‬عند ‬الفيض ‬، ‬وأخذ ‬منها ‬الجميع ‬في ‬حال ‬العوز.

تمضي‎ ‬الإمارات ‬في ‬طريق ‬معادلة ‬جامعة ‬مانعة ‬، «‬الإنسان ‬هو ‬القضية، ‬الإنسان ‬هو ‬الحل»، ‬وبهذا ‬ترتقي ‬بالعنصر ‬البشري، ‬أساس ‬النجاح ‬والتقدم، ‬الذي يستمد زخمه ‬من إرث ‬زايد ‬رجل ‬التسامح ‬والتصالح، ‬والبر ‬والتقوى، ‬ولهذا ‬تتسارع ‬خطاها ‬وهي ‬تطعم ‬الطعام ‬وتفشي ‬السلام.
ذات‎ ‬مرة ‬بعد ‬أحداث ‬الحادي ‬عشر ‬من ‬سبتمبر ‬من ‬عام ‬2001 ‬، ‬ارتفعت ‬أصوات ‬أميركية ‬عديدة ‬بالتساؤل ‬: ‬«لماذا ‬يكرهوننا»، ‬اليوم ‬يمكن ‬للمرء ‬أن ‬يعيد ‬التساؤل ‬: ‬«ما ‬السبب ‬وراء ‬الهجمات ‬التي ‬تقوم ‬بها ‬مواقع ‬ومواضع ‬لا ‬تحمل ‬إلا ‬الشر ‬المجاني ‬للعالم ‬برمته، وليس ‬للإمارات ‬فقط، ‬بمهاجمة ‬الدولة ‬التي ‬لم ‬يعرف ‬عنها ‬إلا ‬أنها ‬رسالة ‬سلام ‬في ‬عالم ‬الخصام؟»

الذين‎ ‬تابعوا ‬تغريدات معالي ‬الدكتور ‬أنور ‬قرقاش ‬وزير ‬الدولة ‬الإماراتي ‬للشؤون ‬الخارجية خلال ‬الأيام ‬القليلة ‬الفائتة ‬، ‬يدرك ‬أن ‬محور ‬الفوضى ‬يخشى ‬من ‬النجاحات ‬المستقرة ‬والمستمرة ‬للإمارات ‬العربية ‬المتحدة ‬سواء ‬على ‬الصعيد ‬الإقليمي ‬أو ‬العالمي ‬.

‎ ‬لماذا ‬يكره ‬بائع ‬الشموع ‬عودة ‬التيار ‬الكهربائي ‬كما ‬كان ‬يقول ‬الأجداد ‬في ‬منطقة ‬الخليج ‬العربي‬؟ باختصار ‬لأنه ‬يبدد ‬ظلمات ‬الحياة، ‬ويبطل ‬مفعول ‬سلعته، ‬أما ‬أبناء ‬النور ‬فتسرهم ‬بهجة ‬الأضواء ‬وتشظي ‬ألوانها ‬حول ‬الجميع. هذا‎ ‬هو ‬حال ‬الإمارات ‬بالنسبة ‬للذين ‬يحاولون ‬النيل ‬من ‬دورها، ‬ذلك ‬أنهم ‬وبطريق ‬غير ‬مباشر ‬يضيفون ‬لها ‬أرصدة ‬من ‬القوة ‬والمنعة ‬الأدبيتين ‬في ‬عيون ‬العالم.
يتساءل‎ ‬بعض ‬الحساد: «كيف ‬يمكن ‬للإمارات ‬أن ‬تشهد ‬مثل ‬هذه ‬النهضة ‬العلمية ‬في ‬زمن ‬قصير؟ ‬وكيف ‬باتت ‬منظومتها ‬العلمية ‬مثار ‬فخر ‬حتى ‬أن ‬كبريات ‬جامعات ‬العالم ‬تسعى ‬حثيثا ‬لافتتاح ‬فروع ‬لها ‬على ‬أراضيها؟
‎ ‬الجواب ‬المكين ‬في ‬الرد ‬على ‬الحاسدين‬، ‬لأنها ‬دولة ‬تتطلع ‬إلى ‬الأمام‬، ‬لا ‬وقت ‬تضيعه ‬في ‬الترهات ‬أو ‬الدسائس‬، ‬ولا ‬حديث ‬لديها ‬في ‬الخيم ‬الصحراوية ‬أو ‬الغرف ‬المغلقة.

حكما‎ ‬سيتصاعد ‬الدور ‬الإماراتي ‬إلى ‬أعلى ‬عليين ‬يوما ‬تلو ‬الآخر، ‬إنها ‬قافلة ‬تسير..‬ والمجد ‬والانتصار ‬دوما ‬للمستعدين
‎ ‬إنها ‬الإمارات ‬التي ‬تقرأ ‬قصص ‬التاريخ ‬وأحاجي ‬الإنسانية، ‬وقد ‬علمتنا ‬الخبرات ‬البشرية ‬أن ‬الذين ‬يقرأون ‬لا ‬ينهزمون، ‬ولذلك ‬ستنتصر دولة ‬المودات ‬والعدالة ‬الاجتماعية، ‬على ‬الحاقدين ‬والحاسدين، ‬أمس ‬واليوم ‬وإلى ‬ما شاء ‬الله. 
*كاتب مصري