يعاني المصابون بالسمنة، وخصوصاً المفرطة منها، من التمييز والنظرة السلبية، ليس فقط من أفراد المجتمع عامة، وإنما أيضاً من أفراد الطاقم الطبي، وهو ما يؤثر سلباً على المخرجات الصحية لهم، أي على فعالية ونتيجة التدخلات العلاجية لمرضهم، ولباقي المضاعفات الصحية التي تنتج عن زيادة الوزن والسمنة المفرطة.
هذه هي كانت إحدى النقاط المحورية التي تضمنها التحديث الأخير للإرشادات الإكلينيكية أو العلاجية التي صدرت في كندا، ونشرت في العدد الأخير من إحدى الدوريات الطبية المرموقة (Canadian Medical Association Journal). النقطة المحورية الأخرى التي تضمنها التحديث، هو أن السمنة لا يجب أن تقاس بالوزن فقط، وإنما بالحالة الصحية العامة للشخص، وإذا ما كانت السمنة تتصاحب بأمراض ومشكلات صحية أخرى، مع توصية الأطباء بعدم الاقتصار على توجيه إرشادات للمصابين بالسمنة، تشمل فقط النصائح الغذائية وممارسة الرياضة، بل لا بد أيضاً من البحث في جذور المشكلة، ومقاربة الحالة الصحية بشكل شمولي. 
ويأتي صدور هذه الإرشادات الكندية المحدثة، على خلفية تضاعف معدلات السمنة بمقدار ثلاثة أضعاف خلال العقود الثلاثة الأخيرة. وهو ما يتوافق لحد كبير مع الاتجاه العالمي، حيث ارتفع عدد المصابين بزيادة الوزن من 857 مليون عام 1980 إلى 2.1 مليار بحلول عام 2013، ويقدر حالياً أن ثلث من يعانون زيادة في الوزن مصابون في الحقيقة بالسمنة المفرطة. ولا يقتصر الأمر على البالغين فقط، حيث يُقدر أيضاً أن أكثر من 41 مليون طفل حول العالم مصابون بزيادة الوزن أو السمنة، وإذا ما أضفنا إلى هذه الفئة العمرية فئة المراهقين، فسنجد أن الرقم سيرتفع حينها إلى 340 مليون مصاب بزيادة الوزن والسمنة بين الأطفال والمراهقين. هذا الوضع برمته، دفع منظمة الصحة العالمية إلى الإعلان عام 1997، أن السمنة أصبحت وباءً مرضياً عالمياً، ذا تبعات صحية جسيمة.
اللافت أيضاً أنه من سمات وباء كورونا الحالي، ارتفاع معدلات الوفيات الناتجة عنه بين زائدي الوزن والمصابين بالسمنة. هذه الحقيقة أكدتها عدة دراسات، مثل تلك التي أجريت على 17 ألف مريض في مستشفيات بريطانيا، وأظهرت أن الأشخاص المصابين بالسمنة، أي مؤشر كتلة جسم أعلى من 30، زادت احتمالات وفاتهم جراء الفيروس بنسبة 33 في المئة، مقارنة بالأشخاص المتمتعين بوزن طبيعي.