حققت دولة الإمارات سلسلة نجاحات متتالية، رغم الجائحة الدولية التي تعصف بدول العالم، نجاحات تجسدت أولاً، في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد باستراتيجية وطنية فريدة لمكافحة هذه الجائحة والتغلب على مختلف آثارها وتبعاتها، وعملت الحكومة الرشيدة على ضمان تطبيق ونجاح هذه الاستراتيجية، وإيجاد الآليات الفاعلة المعنية بمتابعتها ومراجعتها، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان نجاحها وتجاوزها بأقل الأضرار. وقد تجسدت أحدث النجاحات في إطلاق «مسبار الأمل»، وبدء تشغيل مفاعل براكة النووي، في الوقت الذي كانت فيه دول كبرى تتخبط في انتهاج استراتيجيات وطنية لمكافحة هذه الجائحة. وقد تبوأت الإمارات مكانتها العالمية، كإحدى أبرز دول العالم في مكافحة الأزمات والكوارث، وقدّمت استراتيجيتها الوطنية الفريدة كأساس، وهي الاستراتيجية التي اتصفت بالاستقرار والثبات من ناحية، ومن ناحية أخرى بالفاعلية والنجاعة في مواجهة هذه الجائحة. 
وأسهمت البداية المبكرة لدولة الإمارات في الاستجابة للجائحة، والقائمة على المنهجية العلمية، في نجاح الاستراتيجية الوطنية لمكافحة هذه الجائحة، والتي اعتمدت على العديد من الإجراءات والمبادرات الاستباقية الهادفة لوقف تفشي الوباء أولاً، ثم السعي للقضاء عليه في الدولة كلياً، بالإضافة إلى الإجراءات المعنية بمكافحة الجائحة من الناحية الصحية، وكذلك التعامل مع مختلف آثارها وتداعياتها في مختلف المجالات الحيوية، لاسيما الاقتصادية منها والاجتماعية. لقد اعتمدت الإمارات في استراتيجيتها الوطنية لمكافحة جائحة «كوفيد-19» على العديد من المحاور، كما اعتمدت على العديد من المرتكزات في تعظيم فاعلية استراتيجيتها، لعل أبرزها:
أولاً: الالتزام بتوجيهات منظمة الصحة العالمية، واعتماد المرجعية الصحية كمنهج علمي لمكافحة هذه الجائحة، وتعزيز المواءمة بين توجيهات المنظمة واستراتيجية الإمارات لمواجهة الجائحة. 
ثانياً: الالتزام بالشفافية كنهج في التعامل مع الجائحة، واعتماد الإفصاح والوضوح عن البيانات الخاصة بحالة الوباء في الدولة، وفقاً للمعايير العالمية المعتمدة. ثم الاعتماد على مبدأ الشراكة والتكاملية مع جميع الأطراف المعنية بجهود مكافحة الجائحة، بما يتيح لمختلف مؤسسات الدولة الإسهام في جهود التوعية والوقاية، وتعزيز المبادرات الوطنية المعنية بمكافحة هذه الجائحة والتغلب على آثارها وتبعاتها.
ثالثاً: الاعتماد على النهج الاستباقي في الاستجابة للجائحة والتخطيط المستقبلي لمواجهتها والتصدي لتداعياتها، والانفتاح على التجارب الدولية الرائدة والاستفادة من قدرات وخبرات الدول المتقدمة والدول التي أثبتت نجاح استجابتها للجائحة. 
رابعاً: اعتماد منهجية الشمولية في مكافحة هذه الجائحة، ومواجهة التداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية على حد سواء، ووضع الخطط واتخاذ الإجراءات والقرارات لمواجهة الجائحة نفسها وتداعياتها، استناداً إلى ما تمتلكه الدولة من خبرات وقدرات وطنية رائدة في مجال مكافحة الكوارث والأزمات.
لقد عززت دولة الإمارات من فاعلية ونجاعة استراتيجيتها بالعديد من العناصر التنافسية التي تمتلكها، وأبرزها ديناميكية الإدارة الحكومية المحلية والاتحادية، كما كان لتخصيص الموارد والميزانيات دور هام في تعزيز اتخاذ القرارات والإجراءات الاحترازية والوقائية والعلاجية، وتجنيب تبعاتها وآثارها. وبكل تأكيد، ساهم تطورُ البنية التحتية، واعتماد التقنيات الرقمية وتكنولوجيا الاتصالات المتقدمة بالدولة، في التحول الذكي للخدمات في القطاعين العام والخاص. وقد أسهمت تلك الاستراتيجية في نجاح استجابة الدولة لهذه الجائحة، وتجاوز جميع آثارها وتبعاتها على جميع المواطنين والمقيمين، وإعطاء نموذج نيّر أسهم في تعزيز استجابة الكثير من الدول على مستوى العالم.