كل يوم يأتينا خبر يُسعدنا كشعب، خبر يؤكد لنا أننا نعيش في أرض الواقع المتُمكّن الذي لا يقبل المستحيلات. ومنذ أن شاهدنا تشغيل أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي في محطة «براكة» ونحن نستبشر الخير، ونتفاءل بمستقبل مشرق لأبنائنا وأجيالنا القادمة، بفضل سواعد شباب الوطن، الذين يبذلون جهداً كبيراً في تحقيق الإنجازات ومواجهة التحديات. وها هي الإمارات تحرز نجاحاً كبيراً، بدخولها عالم الطاقة النووية السلمية، لترسخ ريادتها في إنتاج صنوف متنوعة من الطاقة، مع التركيز على مجالات الطاقة النظيفة، التي تضمن مستقبلاً أفضل للبشرية جمعاء.
تشغيل أول مفاعل سلمي نووي يعد نتاجاً للتخطيط السليم، والرؤية الثاقبة، والعزيمة الصادقة، التي تتمحور حول نقل التقنية، وتوطينها، وبناء جيل إماراتي متخصص في مجالات واعدة تحقق طفرة كبيرة في مسيرتنا التنموية. 
إنجاز مفاعل برّاكة يؤكد الثقة الدولية في الإمارات، كوطن ينشد التنمية والاستقرار والسلام، ويحرص على حيازة التقنية المتطورة التي تعود بالفائدة على المجتمع، وتفتح الباب أمام طفرة تكنولوجية تخدم الاقتصاد الوطني، وتعزز مسيرتنا المستمرة الرامية لمواكبة النهضة العلمية. 
محطة برّاكة للطاقة ستكون وجهة ملهمة للشباب، وحافزاً عملياً لهم للمثابرة في العلم وطلب المعرفة، وخوض مسارات جديدة واعدة برؤية مستقبلية طموحة. والمنطق ذاته نراه في «مسبار الأمل»، فالمشروعان ملهمان لشبابنا، سواء في مجال الطاقة، أو في عالم الفضاء والصعود إلى العُلا، ضمن رؤية مفعمة بالأمل والعزيمة والإنجاز تبنتها قيادتنا الرشيدة. وها نحن نجد هذه الرؤية تتعمق في كل إنجاز نسمع عنه، وهذا دليل على أننا نعيش في دولة مسايرة للتطور العالمي، وقادرة على تحويل المستحيل إلى واقع ملموس ويُحتذى به. 
علاوة على ذلك، فإن هذا الإنجاز تمتد مكاسبه من الإمارات إلى محيطها العربي، ضمن مرحلة فارقة في تاريخ بلادنا الحبيبة، نقدم خلالها تجربتنا الناجحة للعالم العربي ومحيطنا الإقليمي. إنها انطلاقة نحو غد أفضل زاده طموح الوطن السخي في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
«مسبار الأمل» كان أملاً لشبابنا الحالم، قد بدأ يتحقق على أرض الواقع بجهودٍ جبارة، والآن تصنع الإمارات، وتدير وتشغّل، بسواعد شبابها وكوادرها، مفاعلاً نووياً سلمياً، يبث إنجازه البهجة في نفوسنا. وفي ظل هذه الإنجازات غير المسبوقة، يقع على كاهل شبابنا الآن المسؤولية الكبرى لتحقيق المزيد، هذه الإنجازات تضع أجيالنا أمام خيار التحدي لإكمال مسيرة النجاح والتميز. عَمار يا بلادي.