إذا كان أي شخص قد نسي كيف كانت الحملة الرئاسية لعام 2016 منحازة بقسوة، فإن الأسابيع المقبلة على وشك تذكيرنا بذلك. وفي الواقع، نحن نتعرض لضربة من التحيز الثقافي والتمييز على أساس الجنس والعرق على حد سواء، نظراً لأن هناك احتمالية كبيرة لأن يختار جو بايدن امرأة ملونة كرفيقته في السباق. ولأن حملة ترامب وجدت صعوبة في مهاجمة رجل أبيض مسن آخر، فإن مرشح نائب الرئيس يمثل هدفاً واعداً.
يجب أن يكون المراسلون والمسؤولون التنفيذيون في وسائل الإعلام في حالة تأهب قصوى، لأن تغطية هذا الانحراف الحتمي دون جعله أسوأ بكثير، ستكون مهمة صعبة. وبالفعل، يخضع الجزء الخاص بالجنس في هذه المعادلة لبعض الفحص الإعلامي المدروس، مما يشير إلى أنه ربما تم تعلم شيء ما منذ آخر مرة.
وقد أشارت الكاتبة ريبيكا ترايستر في مجلة «ذا كت»، التي تصدر في نيويورك، إلى نقطة ذكية حول مدى الإشادة التي حصلت عليها عضو الكونجرس عن كاليفورنيا «كارين باس»، التي كانت أحد الاختيارات المطروحة لبايدن كنائبة للرئيس، وذلك لتواضعها، حيث إنها تتجنب حرفياً التواجد في الإطار عند التقاط الصور خلال أحداث سياسية معينة. ووصفتها بعض وسائل العلام بأنها «نحلة عاملة» لا تشكل تهديداً. وذكرت إحدى مقالات بوليتيكو: «إنها سياسية ترتبك عند التقاط صورتها، وهي راضية بالسماح للآخرين باحتلال عناوين الصحف».
وكما قالت زميلتي «مونيكا هيس» الأسبوع الماضي، يبدو أن مثل هذا التواضع مطلب أساسي وغيابه يجلب التوبيخ. ولأنها صرحت بوضوح أنها ستحب الوظيفة، تم اعتبار أن ستايسي أبرامز (جورجيا) تفرط في الترويج الذاتي، أي «تشعر بأنها مؤهلة للحصول على السلطة، ولهذا السبب لا ينبغي لها الحصول عليها»، كما جاء في العنوان الرئيسي لعمود هيس في «واشنطن إكزامينر».
والآن، أضف التحيز العرقي وستجد أن الأمور تزداد سوءاً، لاسيما بالنظر إلى تاريخ بعض الساسة الأميركيين الموثق جيداً في مهاجمة النساء ذوات البشرة الملونة، علاوة على كراهيتهم الخاصة للمراسلين من النساء السود مثل «ياميتشي أليكوندر» من شبكة «بي بي إس».
إن وسائل الإعلام الاجتماعية هي بالفعل فوضى من العنصرية والتمييز على أساس الجنس. وقد تم مؤخراً تداول صورة حديثة على موقع فيسبوك تضع مستشارة الأمن القومي السابقة سوزان رايس، وكانت أحد الاختيارات المطروحة لبايدن، على عبوة أرز أنكل بينز، ووصفت الأرز بأنه «أرز أنكل باما». إنه تذكير بكل هجوم تشهيري على عائلة أوباما، لاسيما على السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما، المحامية التي تلقت تعليمها في جامعة هارفارد والتي هاجمها أحد مسؤولي حملة ترامب في عام 2016.
وقالت إيرين هينز، من شبكة «سي إن إن»، إن «عدم الاحترام الذي يعد اعتداءً مزدوجاً على العرق والجنس» هو ما ينتظر مرشحة سوداء لمنصب نائب الرئيس. وأضافت: «يمكنها أن تتعرض للهجوم والتشهير والنقد لأنها تجرأت على امتلاك الطموح والقدرة على إبداء رأي في السياسة الأميركية».
إذن ماذا يمكن لوسائل الإعلام أن تفعل؟ إن تجاهل هذه الانحرافات المؤكدة ليس هو الحل. لكن الوعي المعزز وتوفير السياق هو حل جزئي على الأقل. يجب أن تسأل المؤسسات الإخبارية نفسها باستمرار: «كيف يتم تأطير القصص؟ ما هي اللغة المستخدمة؟ هل نعزز الصور النمطية اللاواعية؟».
ويمكننا تحديد المشكلة واستنتاجها بشكل أفضل. فقد أرسلت مجموعة من النساء المؤثرات، بما في ذلك كبيرة مستشاري أوباما السابقة «فاليري جاريت»، خطاباً إلى كبار مديري الأخبار الأسبوع الماضي يطالبن فيه بنهج جديد وإعداد أكثر تفكيراً، بدءاً من الآن. لكن ليس حول ما إذا كانت المرشحة طموحة (فهذا أمر مضمون)، أو محبوبة (هذا فخ)، أو نوع جسدها أو ما إذا كانت متواضعة بما فيه الكفاية. وبالتأكيد ليس حول ما إذا كان يجب عليها حقاً أن تبتسم أكثر.

*كاتبة أميركية متخصصة في الدراسات الإعلامية. 
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»