أولت دولة الإمارات العربية المتحدة المرأة اهتماماً كبيراً منذ عهد المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قال عند إعلان الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971: «لا شيء يسعدني أكثر من رؤية المرأة الإماراتية تأخذ دورها في المجتمع وتحقق المكان اللائق بها»، ولتشاركه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، دعم المرأة في مختلف المجالات، وتخصيص يوم الـ 28 من أغسطس كل عام يوماً للمرأة الإماراتية، وهذا العام يحمل الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية شعار (التخطيط للخمسين: المرأة سند للوطن)، ليكون شاهداً على نجاح المرأة الإماراتية وإنجازاتها في كل المجالات. 
وبدعم من سموها، أُطلقت الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة (2015-2021) التي تعد مرجعاً عاماً وإرشادياً لكل المؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في وضع خطط وبرامج عمل تمكّن النساء وتوفّر لهن الحياة الكريمة، وتجعل إسهاماتهن بارزة في كل مجالات العملية التنموية المستدامة، وقد استندت هذه الاستراتيجية في أهدافها إلى جملة من مرتكزات أساسية، منها: دستور دولة الإمارات، ورؤية الإمارات 2021، ووثيقة قيم وسلوكيات المواطن الإماراتي، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، والاتفاقيات الدولية ذات العلاقة.
وانطلاقاً من الدعم الذي نالته المرأة الإماراتية من قيادتنا الرشيدة، فقد تمكنت من الوصول إلى مكانة رفيعة في المجالات السياسية والاقتصادية والمعرفية، وتمكنت من ترسيخ وجودها في القطاعات التعليمية والصحية وسوق العمل، فضلاً عن الحياة السياسية، حيث ضمنت، وبقرار من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، نصف مقاعد البرلمان، وتشير الإحصائيات المتوافرة إلى أن المرأة الإماراتية تستحوذ على 66%من سوق العمل الحكومي، و30% منهن يشغلن مناصب قيادية، و15% منهن في وظائف تخصصية وأكاديمية، وهي واحدة من أعلى النسب في العالم. كما تبوأت المرأة الإماراتية المرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية في هيئات صنع القرار والمراكز القيادية، وفقاً للتقرير السنوي لعام 2019 الصادر عن مركز دراسات مشاركة المرأة العربية التابع لهيئة المرأة العربية، هذا فضلاً عما تشغله المرأة الإماراتية من مقاعد وزارية. 
وبالإضافة إلى ذلك، فقد قطعت المرأة الإماراتية أشواطاً كبيرة في طريق التمكين الاقتصادي، حيث بلغ عدد سيدات الأعمال الإماراتيات ما يزيد على 23 ألف سيدة، يُدرْن مشروعات تتجاوز قيمتها 50 مليار درهم، ويشغلن 15% من مجالس إدارات غرف التجارة والصناعة في الدولة، وتحجز سيدات الأعمال الإماراتيات سنوياً مواقع متميزة ضمن أقوى 100 امرأة في عالم الاقتصاد في الوطن العربي، وفي مجال العلوم المتقدمة، كان للمرأة الإماراتية مشاركة فاعلة في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل) بنسبة وصلت إلى 50% من الفريق القيادي، فيما شكلت 34% من إجمالي فريق عمل المشروع. وتشير الأرقام إلى أن نسبة الإناث في البرنامج النووي السلمي الإماراتي، تجاوزت الـ 20% وهو ما يفوق النسب المسجلة في البرامج العالمية للطاقة السلمية.
وعلى مستوى القطاع التعليمي، فإن معدل الإلمام بالقراءة والكتابة بين الإناث في دولة الإمارات يعادل 95.8 %، كما تشكل النساء ما يقارب ثلثي عدد الطلبة الذين يتابعون دراستهم في جامعات حكومية، ونصف عدد من يتابعون دراستهم في مؤسسات ما بعد التعليم الثانوي الخاصة، وتبلغ نسبة المرأة نحو 70% من خريجي الجامعات، الأمر الذي يؤكد أن الموقع المتميّز الذي وصلت إليه المرأة في دولة الإمارات على المستويات كافة، والكفاءة التي أثبتتها في مجالات العمل والإنجاز كلّها، لم يأت من فراغ، وإنما من دعم كبير ونوعي من قِبل القيادة الرشيدة، وجهد كبير وممتدّ على مدى سنوات طويلة قادته «أم الإمارات» من أجل أن تنال المرأة الإماراتية كل هذا الدعم، الذي يحظى بتقدير وإشادة كبيرين على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.