أظهرت دراسة بريطانية، نشرت ضمن عدد الأسبوع الماضي بواحدة من أشهر وأعرق الدوريات الطبية في العالم (BMJ)، أن في بريطانيا لم يلق أي من الأطفال الأصحاء حتفهم بسبب فيروس كورونا المستجد، منذ بدء الوباء الحالي وحتى الآن. وأكدت الدراسة أن نسبة الأطفال المصابين بكورونا، الذين يحتاجون للحجز في المستشفيات، نسبة صغيرة جداً، وأن نسبة من يحتاج منهم للعلاج في أقسام العناية المركزة، هي نسبة صغيرة جداً جداً.
وتوصلت الدراسة إلى هذه النتائج من خلال متابعة 651 طفل، يشكلون ثلثي عدد الأطفال الذين تم حجزهم في المستشفيات في بريطانيا، بين شهري يناير ويوليو من العام الجاري، بسبب إصابتهم بفيروس كوفيد-19. ومن بين هؤلاء تطلب 18 منهم العلاج في العناية المركزة؛ أي 3% فقط، توفي 6 منهم؛ أي ما يساوي 1% من الإجمالي، مقارنة بنسبة الوفيات بين الفئات العمرية الأخرى، والتي تبلغ حالياً 27% ممن تتطلب حالتهم الحجز في مستشفى.
وحتى الستة هؤلاء الذين توفوا، كانوا يعانون أصلاً أمراضاً خطيرة، معقدة في حد ذاتها، وتشكل خطراً على حياتهم في الظروف الطبيعية. هذه الطائفة من الأطفال المرضى، يعتبرون الأكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة للمرض، والوفاة بسببه، ولذا عليهم اتخاذ إجراءات واحتياطات خاصة تزيد على المتبع بين العامة. كما أن الأطفال الرضع، وذوي الأصول الأفريقية، والمصابين بزيادة الوزن والسمنة، كانت نسبة الخطر لديهم أعلى نسبياً لحد ما.
وبوجه عام، اتخذ تأثير الفيروس على فئة الأطفال منحى مختلفا، فبالإضافة إلى قدرتهم على مقاومة العدوى بشكل أفضل من كبار السن، تواترت تقارير عن ظهور حالات بين الأطفال مصابة بنوع من الالتهاب الشديد في عدد من أجهزة الجسم، يصيب الأوعية الدموية، وقد يؤدي للوفاة، وتظهر أعراضه في شكل حمى، وطفح، وانخفاض ضغط الدم، وصعوبة التنفس، والتي يعتقد البعض أنها ربما تكون مرتبطة بالعدوى بكوفيد-19.
وحسب أحدث التوصيات، لا يجب أن يلتزم الأطفال دون الخامسة بارتداء الأقنعة، إلا في ظروف خاصة، مثل أن يكون الطفل على اتصال مباشر بشخص مريض.
*كاتب متخصص في الشؤون العلمية