تعلمت درساً قاسياً من الانتخابات. في نهاية عام 2000، بعد مرور عام واحد فقط على عملي مسؤولة عن التحرير في صحيفة «بافلو نيوز»، تعين علي أن اتخذ القرار الصعب في الساعات الأولى بعد منتصف الليل، بشأن العنوان الرئيسي للطبعة الأولى من نسخة صباح يوم الأربعاء. وكانت المشكلة أنه لم يكن أحد يعلم إذا ما كان جورج بوش الابن، أو آل جور، هو الفائز بالسباق الرئاسي. لكن بعد منتصف الليل بقليل، أعلنت جماعة كبيرة من المؤسسات الإعلامية عن احتمال فوز بوش بولاية فلوريدا، استناداً إلى استطلاع رأي الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع. ولذا أصدرنا الصفحة الأولى بعنوان «بوش الفائز الواضح». 
ولحسن الحظ، لم ير هذا الإصدار إلا قلة من قرائنا على عتبات منازلهم. فهذه الصفحات الأولى كانت تخرج من المطبعة، بينما ظهر عدم يقين جديد بشأن فلوريدا. وغيرنا العنوان لآخر أكثر دقة، وإن يكن أقل إرضاء، وهو «في انتظار اللحظة الأخيرة»، مع عنوان جانبي يوضح أن فلوريدا مازالت محل نزاع. لكن كثير من الصحف كان أداؤها أسوأ بكثير في العناوين التي أعلنت أن بوش هو الفائز الواضح. وأعلن عدد قليل من الصحف فوز جور. وماذا عن شبكات التليفزيون؟ فقد عبر «توم بروكاوي» من شبكة «إن. بي. سي»، لاحقاً عن خيبة أمله من أداء الشبكة. 
للمرء أن يرى في هذا خزياً يلحق بالمؤسسات الإعلامية مدى الحياة، أو درساً تتعلمه للمستقبل. وربما يظن المرء أن عام 2000 قد جعل وسائل الإعلام والجمهور الأميركي مستعدين، بشكل ملائم، لحالة عدم القدرة على التنبؤ فيما قد يحدث في نوفمبر 2020؛ في وقت تصوت فيه البلاد في غمرة جائحة، ورئيس منشغل ببث عدم الثقة في النظام، ويهدد بألا يقبل الهزيمة. 
وهذه المرة، مع ارتفاع الرهانات في الانتخابات، تحتاج المؤسسات الصحفية القيام بالأمر بشكل صحيح. ويتعين عليها أن تقوم بأمرين بشكل استثنائي الجودة. وأولاً: يتعين عليها أن تجعل الجمهور مستعداً بكل الطرق الممكنة لعدم اليقين في النتائج، وتبدأ بعمل هذا الآن. ومن المؤكد أن الجمهور لا يبدي اهتماماً إلا ليلة الانتخابات نفسها، لكن تقارير الأنباء ومجموعات الخبراء والبرامج الخاصة، يمكنها أن تساعد في إعداد التربة لتحقيق فهم عام، بشأن عدم القدرة على التنبؤ، أو حتى احتمال حدوث الفوضى. 
وثانياً: في ليلة الانتخابات وفي الأيام، وربما الأسابيع والشهور، التالية، يتعين على المؤسسات الإعلامية القيام بشبه المستحيل، وهو رفض رغبتها الدفينة بأن تجد سرداً واضحاً، بما في ذلك الإجابة على سؤال من هو الفائز، والتعايش مع عدم اليقين في النتائج، إذا كان هذا هو واقع الأمر.

*صحفية أميركية متخصصة في الإعلام. 
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»